دويّ الحرب يقرع آذان سوريين في الأردن

الرابط المختصر

ترك دوي الرصاص والقذائف آثاره على أسماع شريحة عشرات السوريين الذين لجأوا إلى الأردن، ليعانوا صعوبات سمعية، إضافة إلى المصابين بمثل هذه الصعوبات منذ الولادة، في ظل ضعف رعاية مختلف الهيئات الإغاثية لهم.

ليندا طفلة سورية في الـ14 من عمرها، إحدى هؤلاء المصابين بصعوبات سمعية، حيث لا تكاد تسمع أكثر من 5 % من الأصوات المحيطة، توضح لنا أختها الكبرى، مدى ضعف حيلة أهلها بالحصول على سماعات تساعدها على السمع، مشيرة إلى غياب دور أي جهة تساعدهم، للتخفيف من المضاعفات التي تتكبدها شقيقتها.

كما يعاني اللاجئ السوري أبو البراء، وهو أب لأربعة أطفال، من صعوبات بالسمع، فهو لا يسمع أكثر من 10%  بدون السماعات.

ويضيف أبو البراء أن سماعته تعطلت منذ 3 سنوات، ولم يتمكن من الحصول على أخرى لارتفاع ثمنها والذي لا يقل عن 250 دينارا، إلى أن قدمت له واحدة بتمويل من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

الباحث الاجتماعي النفسي موسى العموش، يوضح أن هذه الفئة تحتاج إلى اهتمام خاص، لما لإهمالها من آثار نفسية سيئة كالانعزالية والعدوانية، وما ينتج عنها من تصرفات لا يمكن توقعها.

ويشير العموش  إلى ضرورة دمج هذه الفئات في المجتمع من خلال برامج خاصة تعنى بمساعدتهم على تخطي الظروف التي عانوا منها، وتقديم كافة سبل الدعم النفسي والصحي، وتقديم السماعات المساعدة على السمع للمساهمة في ذلك.

وتؤكد مسؤولة الحالات في معهد الملكة زين الشرف رنيم السعدي، أن المعهد يقدم خدماته لفئة الأشخاص من ذوي الإعاقة السمعية، لعدد كبير من اللاجئين ومنهم السوريين، وبتمويل من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، محاولة منهم للتخفيف من معاناتهم ودعمهم نفسيا وصحيا.

 وأشارت السعدي إلى تقديم المعهد لأكثر من 334 سماعة طبية لـ 169 لاجئا سوريا من الأطفال، خلال العام الماضي، فيما لا يزال أكثر من 300 سوري بحاجة لسماعات على قائمة الانتظار.

صعوبات سمعية تحرم لاجئين سوريين من سماع ما يدور حولهم، لتبقى أنظارهم معلقة على الملامح، لتبقى قلوبهم مليئة بالخوف والعزلة، على أمل العودة إلى حياتهم الطبيعية، وسماع أصوات أهاليهم وومحيطهم.