"خربة غزالة"... أهلها في الأردن وبيوتها مشيدة في ذاكرتهم

"خربة غزالة"... أهلها في الأردن وبيوتها مشيدة في ذاكرتهم
الرابط المختصر

كان اسمها خربة غزالة، يستيقظ سكانها على رائحة خبز التنور كل صباح، وينام أطفالها بسكينة على أضواء خافتة تزين شبابيك المنازل فيها كلما حل الظلام.
خربة غزالة التي يبلغ عدد سكانها 27 ألف نسمة، والواقعة في محافظة درعا على الطريق الدولي "دمشق – عمان" كان لـموقعها الاستراتيجي بين البلدين تأثيرا كبيرا على سكانها عبر التاريخ.
تهجر أهالي البلدة لأول مرة عام 1920 عندما قصفت طائرات الانتداب الفرنسي البلدة كلها، وفي عام 2013 هرب منها الكثيرون، عندما دار صراع بين قوات المعارضة وقوات النظام السوري الذي قصفها بأكثر من 8900 قذيفة منذ بداية الأزمة، بحسب إحصائيات لجان التنسيق المحلية.
حسام أحد أبناء هذه البلدة من اللذين لجؤوا إلى الأردن، تحدث لـ"سوريين بيننا" عن حالة الخوف والهلع التي أصابت سكان البلدة لدى حدوث التفجيرات والاشتباكات هناك بين قوات المعارضة السورية، وقوات النظام الذي كان سببا رئيسياً في خروج كثيرين، مؤكدا نزوح قاطني خربة غزالة إلى قرى مجاورة، ولجوء آخرين إلى الأردن.
ويضيف حسام أنه مضى على خروجهم من بلدتهم سنة وسبعة شهور، وأنه لن يستطيع العودة إليها حتى إذا انتهت الأزمة في سورية بسبب عمليات النهب والتدمير التي أصابت منازلهم هناك.
اللاجئ السوري محمد يقيم الآن في مخيم الزعتري، وهو أحد سكان بلدة خربة غزالة، لكنه تركها بعد تدميرها كليا خلال الأزمة، وبعد تشتت عائلته بين مدن وقرى سورية، وبين داخل الزعتري وخارجه في الأردن.
من جهته أكد رئيس مجلس خربة غزالة محمد الصلاح أن عدد أهالي البلدة النازحين داخل سوريا وصل إلى 1852 عائلة، يسكنون حاليا في المحافظات والقرى المجاورة للخربة، في حين وصل عدد اللاجئين منها في الأردن إلى 1698 عائلة، منهم 335 عائلة داخل مخيمات اللجوء.
وجع شتات أهالي خربة غزالة، لم اللجوء شمله في الأردن، إلا أن وجع غربتهم والحنين إلى بلدتهم ظل ينخر في عقولهم أينما توجهوا.