تمضي الأمّ السورية عيدها الخامس في بلدان اللجوء، بعد أن "أهدتها" الحرب في بلادها لتترك لها ابنا مصابا وآخر شهيدا، وعائلة تشتت في بلدان العالم ولم يجدوا طريقا لجمع شملهم لتأدية طقوسهم التي كانت ترافق هذا اليوم في السنوات الماضية.
اللاجئة السورية أم محمد تشرح، لم يحمل لها هذا العيد جميلا، فقد أفقدتها آلة الحرب ابنها البكر، وأبعدتها عن عائلتها لسنوات طوال.
أما اللاجئة السورية إيمان، فلم تكتمل هديتها في هذا اليوم، فقد منعها اللجوء من الاجتماع بابنتها التي لا تزال في سورية، والتي لم تستطع دخول الأردن منذ سنتين مع قرار منع اللاجئين السوريين من الدخول إلى أراضي المملكة.
فيما منعت الإصابة بشظايا الحرب ابن اللاجئة السورية أمل، عن الحركة، مؤكدة أن الأمّ في بلد اللجوء تحاول التخفيف عن أبنائها لتكون لهم دعماً معنوياً ينسيهم بعضاً من آلامهم، وسندا جسديا علّه يعوض ذلك الفراغ الذي تركته إصابات الحرب على بعضهم.
رئيس جمعية الشباب للتنمية الذاتية موسى العموش، يؤكد على أهمية النشاطات الاجتماعية في مثل هذه المناسبات لما لها من أئر نفسي يخفف من حدة الألم، ويعطي مجالاً أوسع للأمهات للتعبير عن مشاكلهن، من خلال تبادل قصصهن في بيئة تضم جنسيات مختلفة.
ويضيف العموش أن الجمعية تعمل على تنسيق برنامج متكامل من كل عام، يشمل تنظيم رحلات ترفيهية، ولقاءات بين الأمهات، بما قد يساهم بالتخفيف من آثار ذكرياتهن المؤلمة.
يذكر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، قد وثق مقتل أكثر من 273 ألف شخص بين أطفال وكبار، ونحو مليوني شخص ممن يعانون من إصابات مختلفة وإعاقات دائمة، وتشريد أكثر من 11 مليون آخرين منهم بين مناطق اللجوء والنزوح، إضافة إلى آلاف المعتقلين والمفقودين.
وتواصل المرأة السورية تحديها للألم حتى في أيام أعيادها، مع تزايد الصعوبات التي فرضتها حياة اللجوء عليها.