سوريون بيننا -محمد عمر الشريف
أبرزت الأزمة السورية، كغيرها من الأزمات، العديد من المفاهيم التي فرضها واقع وحاجة الشعب السوري في الداخل او في بلدان اللجوء، كثقافة العمل التطوعي، خاصة بين فئات الشباب الذين انخرطوا ضمن عمل المؤسسات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني لتقديم يد العون لإخوتهم السوريين في مختلف المجالات.
المتطوعة السورية يمن مسلماني، تشير إلى أن دخولها كلية الصيدلة، منحها الوقت الكافي للعمل في المجال التطوعي، وتحديدا في القطاعين الصحي وبعد ذلك التعليمي، بعد أن برزت مشكلة انقطاع من أبناء السوريين عن الدراسة.
وتعبر مسلماني عن مدى محبتها للعمل التطوعي، بما يقدمه من خدمات مجتمعية، إضافة إلى الإحساس الذاتي بالإيجابية.
أما المهندس المعماري سمير العجمي، فقد بدأ مشواره التطوعي بالالتحاق بدورة في الرعاية الوالدية، الأمر الذي أكسبه الكثير من المهارات بالتعامل مع المشاكل اليومية وآلية حلها، وبث الأمل والتفاؤل في نفسه.
ويلفت العجمي إلى حاجة الشعب السوري في الداخل والخارج، لثقافة التطوع خاصة في حالة الحرب, التي خلقت أوضاعا صعبة له، بما يتطلب مد يد العون لبعضهم البعض.
من جانبه، يقول المتطوع السوري عمر ملص والذي ولد في بريطانيا ولا يكاد يجيد اللغة العربية, إنه قدم إلى الأردن، للعمل ضمن مركز سوريات عبر الحدود، للعناية بجرحى الحرب.
ويضيف بأن تركه لحياته في بريطانيا، كان إدراكا منه بأن على كل سوري واجبا يقدمه تجاه شعبه, فـ"التطوع ضرورة إنسانية في الوضع السوري, وهي مهمة عالمية على الجميع الانخراط فيها والمساعدة بأي شيء يستطيع تقديمه".
ويؤكد المدرّب والاستشاري في إدارة المؤسسات غير الربحية والعمل التطوعي وسام الحداد، أن العمل التطوعي شهد تطورا ملحوظا لدى الشباب السوري في الداخل وفي دول الجوار، بسبب الظروف التي مر بها الشعب السوري من تهجير ونزوح.
ويقدر حداد نسبة إقبال الشباب السوري على العمل التطوعي بما لا يقل عن 70%، مرجحا ارتفاع هذه النسبة مع استمرار الأزمة السورية.
معاناة الشعب السوري المتواصلة، قد تكون ذات جوانب سلبية عديدة، إلا أنها تخلق جوانب أخرى إيجابية، الأمر الذي يتجلى بتنامي الوعي لدى شريحة واسعة من الشباب بأهمية العمل التطوعي، للمساهمة بتخفيف آلام إخوتهم داخل المدن والأرياف السورية وخارجها.