"تقاطع".. محاولة مسرحية لترسيخ اندماج اللاجئين اجتماعيا

الرابط المختصر

سوريون بيننا - فتون الشخ 

يتصدر تعزيز الاندماج والتعايش بين اللاجئين السوريين والمجتمع المضيف، عناوين العديد من المشاريع المجتمعية والمبادرات المحلية والدولية في الأردن، في محاولة لتخفيف التوتر وتقبل مشكلة اللجوء بنظرة أفضل.

وكان للمسرح التفاعلي والدراما دور واضح بعكس الواقع بطريقة فنية، من خلال تسليط الضوء على المشكلات المجتمعية، وطرح الحلول لها.

"تقاطع"، مسرحية تفاعلية ضمن قالب كوميدي، تجسد العديد من المفارقات والرسائل التثقيفية لكيفية مواجهة التحديات الناجمة عن اللجوء السوري، يقدمها المركز الوطني للثقافة والفنون في مؤسسة الملك الحسين.

اللاجئة السورية لمى محمد تشير إلى مدى اهتمامها بحضور هذه الفعاليات من وقت لآخر، لما لها من تأثير إيجابي لها بالتفريغ النفسي، وتغيير الروتين اليومي الذي تعيشه بين ظروف اللجوء القاسية، ونظرة مجتمع مضيف لم يتقبل وجودها بينه رغم مرور الوقت.

وتضيف بأن فجوة الكراهية تكبر مع الوقت بين اللاجئين السوريين والمجتمع المضيف، بما يدفع لإيجاد حلول أكثر فعالية، لا يمكن إيجادها على خشبة المسرح أو في عروض فنية.

الممثل السوري ضمن فريق عمل "تقاطع" عزمي الحسني، يشرح تجربته في تمثيل ألم اللجوء السوري وتجسيد المعاناة التي تتوضح بين مشهد مبكي وآخر مضحك، محاولة منه للتأثير في المجتمع، فقد امتزج عمله بواقع يعايشه وأسرته كلاجئ كل يوم، ليساعده ذلك على نقل المشكلة بشفافية أكثر تتعدى حدود عمله المسرحي.

من جانبه، يؤكد الممثل غاندي صابر على تقبل المجتمع الأردني للاجئين السوريين بإحساس أخوي، مؤكدا أن مشاكل عدم الاندماج تنحصر لدى فئة مجتمعية بسيطة ترفض وجود اللاجئين لأسباب وتحديات تواجهها يوميا، كمشاكل التعليم والعمل والواقع الاقتصادي، فتأثير عدد كبير من اللاجئين انعكس سلبا على جميع أطراف الأزمة ومن بينهم المجتمعات المضيفة.

مدير دائرة المسرح والبرامج الثقافية في مؤسسة الملك حسين مهند نوافلة، يلفت بدوره إلى أهمية الدراما والمسرح التفاعلي كمرآة تعكس واقع ملموس بين أطراف المجتمع، موضحا كيفية اختيار مواضيع العرض بعد بحث مطول في مشكلة اللجوء وأبرز ما ينتج عنها من توترات مجتمعية.

ويؤكد نوافلة، مدى تأثير هذه المشاريع بشكل مباشر من خلال تفاعل الحضور وإحساسهم بصلب المشكلة، وبشكل غير مباشر بتعزيز الاندماج وتسليط الضوء على نقاط التقاطع بين المجتمعين، كاللغة والثقافة والدين والعادات والتقاليد، وخاصة بعد عرضها بكافة محافظات المملكة تقريباً وبحضور آلاف المشاهدين.

وتبقى عقدة الوصل بين اللاجئين السوريين والمجتمع الأردني المضيف بين شدة ورخاء، تتأرجح بين قوانين وخدمات وتحديات وأعداد كبيرة، وبين محاولات مجتمعية لإيجاد حلول مؤقتة تخفف من التوترات المتزايدة.