تعليم السوريين في الأردن.. سنوات تضيع وغلاء فوق قدرتهم

تعليم السوريين في الأردن.. سنوات تضيع وغلاء فوق قدرتهم
الرابط المختصر

أطفالٌ ذاقوا طَعْم الفقدْ.. فقدوا أحضانَ أحبَّتَهُم.. وبيوتَهَم ومدارسَهم... وباتوا في مهب ريحِ حربٍ كَتَبَ الكبار فصولَها...
وإذْ تؤكد الاتفاقيةُ الدوليةُ لحقوقِ الطفلِ على حقِّه في التعليم، والذي يجب أن يكون إلزامياً ومتاحاً ومجاناً. إلا أن للحرب قوانينَ أخرى، حيث أسفر الصراع في سورية عن خسائر بدنية ونفسية فادحة لدى الأطفال اللاجئين، ودمرتِ القذائفُ والصواريخُ منازلَهم ومجتمعاتِهم ومدارسَهَم.
تتذكر اللاجئة السورية سارة طالبة الصف السادس زميلاتها ممن تهجرن أيضا، والمدرسة التي لم يبق لها أثر بعد القصف.
وأدت الأزمة والانتقال لحياة جديدة في المنفى إلى ضياع شهور وأعوام من حياة الطلاب السوريين العلمية، إضافة إلى طلبِ مديريات التربية في الأردن من أولياء أمور الطلبة تقديمَ وثائق تُثبتُ الصفَ الذي كان فيه الطالب قبل لجوئه، وهو أمر ليس بمتاح لمن خرج من تحت القصف بثيابه.
وهذا ما أفقدَ الطلابَ الدافعَ للبدءِ مجدداً، وعزز خوف منظمة اليونيسيف من أن يكون العديد منهم قد فقد روح التعليم.
وفي تقرير أصدرته المنظمة أواخر نيسان الماضي، أكدت أنها قدّمت بالتعاون مع منظمات العمل الإنساني، فصولاً تعويضية لمن أمضوا وقتاً طويلاً بعيدين عن المدرسة قام بها متطوعون سوريون وأردنيون، لدعم البيئة التعليمية، كما وزعت حقائب مدرسية وقرطاسية على بعض المدارس، في حينِ يؤكدُ بعضُ اللاجئين أنهم لم يروا منها شيئاً.
وقامت اليونيسيف أيضاً بمساعدة ثمانٍ وتسعين مدرسةً في مناطق مختلفة في الأردن على عمليات الترميم وإنشاء فصولٍ جديدة وتوفير دوامين فيها، فزاد عدد الملتحقين بالمدارس ليصل إلى مئةٍ وعشرين ألف طفل وهو ما نسبتُه 47% من العدد الإجمالي للأطفال اللاجئين المسجلين لدى المفوضية، وهي نسبة تستدعي بذل المزيد من الجهود لتكثيف عدد المدارس وفق توزيع جغرافي يستهدف أماكن تجمعات اللاجئين في المجتمعات المضيفة .
وبالرغم من مجانية التعليم في المدارس العامة، إلا أن التكاليف المادية المرتبطة بالذهاب إلى المدرسة، قد تمنع بعض العائلات من إلحاق أطفالهم بالتعليم.
ووضعت اليونيسيف استراتيجيةً بعنوان "جيلٌ غيرَ ضائع" تهدف إلى تحسين حصول الأطفال اللاجئين على تعليمٍ ذي جَودةٍ، وتعزيز بيئة الحماية لهم، وإن لم يتحسن الوضع بصورة كبيرة، فقد تخاطر سورية بالوصول في نهاية المطاف إلى وجود جيل كامل، حصل على درجة رديئة من التعليم.