تواجه المرأة السورية في الأردن، أعباء إضافية عن غيرها من اللاجئين، خاصة في حالات غياب المعيل لأسرتها, لتجد نفسها أمام سوق عمل بمشاريع صغيرة، قد تكون غير قادرة على إدارتها، من أجل تأمين حاجاتها اليومية.
أم نهاد لاجئة سورية وأم لخمسة أطفال، حالت إصابة يد زوجها بشظايا الحرب في بلاده دون القدرة على العمل، لتتجه إلى صناعة مأكولات شعبية لتسويقها، إلا أن الفشل أعاق بدايات مسيرتها العملية، لعجزها عن إجراء حسابات مشروعها الصغير.
ولكن أم نهاد، تمكنت، بعد مشاركتها بدورات تدريبية أقامتها مؤسسة الشرق الأدنى، من زيادة خبرتها بآليات الحسابات المالية ودراسة بيئة العمل، لتعود وتطور مشروعها إلى إنتاج مختلف أنواع الأطعمة والوجبات الشعبية وبيعها.
ويهدف المشروع الذي أطلقته المؤسسة تحت شعار "الحد من خطر التعرض للفقر"، إلى دعم المرأة وتوعيتها بآلية إدارة المشاريع الصغيرة، تجنبا لضياع جهودها هباء.
آمنه، إحدى السيدات المستفيدات من التدريب، اضطرت إلى الخوض في سوق العمل بعد وفاة زوجها، تؤكد حصولها على الدعم من القائمين على المشروع، الذي منحها جرأة في إدارة مشروعها بأفكار منسقة وخطة عمل واضحة، إضافة إلى آلية تسويق مجدية.
وتؤكد أم رامي، المنسقة في المشروع، أن التدريب ساعد النساء لاكتشاف مهاراتهن وتحديد الفكرة الأنسب للعمل عليها، مشيرة إلى أنه سيخدم أكثر من 1000 سيدة من مختلف الجنسيات، من خلال إقامة المعارض والبازارات المشتركة.
ويوضح مدير المشروع خالد وليد، أن اختيار المشاركات يتم عن طريق الزيارات الميدانية للوقوف على واقع الأسر، وإخضاعهن إلى برنامج تدريبي لتقديم المعرفة بسوق العمل وآلية التسويق وتحديد المنافسين، وكيفية تجنب التعرض للعنف والاستغلال.
ويضيف وليد، أن المرحلة التي تلي التدريب هو التقدم بخطة عمل المشروع المنوي تنفيذه، ومن ثم تقييم خطط العمل، ليتم تقديم مساعدات مالية كخطوة أولى للبدء بمشاريع صغيرة.
وتشير دراسة لمنظمة “كير” العالمية، إلى أن 28% من العائلات السورية اللاجئة تقودها امرأة، منها 35% تعمل فيها ربة الأسرة غالبا في الأعمال المنزلية في منازل عائلات أردنية، فيما تظهر تقارير للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن أكثر من 145 ألف امرأة سورية في بلدان اللجوء يدرن أمور بيوتهن.
وتمضي المرأة السورية، متحملة الأعباء المتزايدة، التي لا تبدأ باللجوء بحد ذاته، ولا تنتهي بالقيام بواجباتها تجاه أسرتها، وصولا إلى حمل مسؤولية إعالتها.