اللجوء كان دافعا أساسيا للاستمرار في الكتابة.. ما هي قصة السوري أنس؟

أنس الغوري شاب سوري لجأ إلى الأردن قبل سنوات محملاً بما تبقى من أحلامه ووطنه، ومنذ مجيئه بدأ يعمل بائعاً للكتب التي وجد فيها الصحبة والعزاء، فمرّة يكون قارئاً وتارة يكون كاتباً.

ولكن الغوري يرفض أن يلقب بالكاتب والسبب: "لأن الألقاب والمسميات أيّاً كانت تشكل عبء وقال أحد الفلاسفة وأنا شخصيا مؤمن بها: "فيكفيني اسمي" وهو أنس".

وعن بداياته الأدبية يقول أنس: "بدأت الكتابة تقريباً منذ كان عمري 14 سنة، كانت تدوين مذكرات، أحداث أراها في المجتمع بشكل عام لكنها كانت ذاتية لفترة زمنية طويلة، الكتابة عبارة عن تفريغ ورسالة بنفس الوقت، تعني لي الكثير الكثير".

ورغم ما تفرزه رحلة اللجوء من ألم وتحديات إلا أنها قد تخلقُ في رحمها دوافع جديدة كما يقول أنس: "رحلة اللجوء مؤلمة وشاقة جداً وذابحة للروح، هي كانت منبع لكثير من الكتابات سواء مقالات أو قصص قصيرة أو نصوص نثرية أو في العمل الروائي ككل، ما شاهدناه كان مؤلم جداً فهذا تراكم الألم داخل الروح داخل الذات شكل مادة دسمة للكتابة من خلال الرؤية ومن خلال ما نعيشه كأفراد، فكان لا بد من تفريغها كتابتها تحويلها لرسالة إنسانية تعبيرية".

ومدينة إربد تكاد تكون مهوى قلوب اللاجئين فهل تركت أثراً مختلفاً لدى أنس؟: "إربد محافظة لها روح وإلى حد ما قريبة إلى دمشق وريفها، والتجوال في شوارعها يهيج الحنين والاندماج داخلها كان أبسط وأسلس".

وقد كانت الانطلاقة مع "أنس" من نص "يوم لاجئ في مكتبة" حيث ترك أثراً كبيراً داخل القراء، سواء كانوا كتاباً أو قراء أو مترجمين، ويضيف أنس: "من خلال هذا النص أتتني عروض أخرى لأكتب في مجلات، وبدأت في الكتابة في أكثر من مجلة ومن موقع".

وحول الأشخاص الداعمين له يقول أنس: "الفضل الكبير كان للبروفيسور حبيب عبد الرب السروري فهو أول شخص كان داعم لي، أيضاً الدكتور يحيى القيسي والكاتب والصحفي تيسير النجار رحمه الله، هؤلاء كان لهم الفضل واليد الطولى في وصولي إلى ما التُ إليه".

 والرواية الصادرة لأنس مؤخراً بعنوان "سرقوكَ منكَ" رواية أدبية ذات النفس الواحد وبلسان الأنا، ويضيف أنس: "بتتناول نشوء الهشاشة النفسية من عدة حوادث بتبدأ من الطفولة لسن البلوغ، كلها تترك ندب داخل الإنسان وتساهم بهدم ذاته أو إقصائها مروراً بأدب السجون وإبادة الكتب والمكتبات على مر التاريخ، وجميعها مرتبطة ارتباط وثيق، والعنوان كان سرقوكَ منك لأن ثمة سرقة فعلاً من الذات.

وعن أحلامه في الدراسة والتخصصات التي يتمنى لو درسها يقول أنس: "كنت أحلم ولا زلت بالدرجة الأولى لغة عربيّة ومن ثمّ الصحافة، لو أتممت اللغة العربيّة أكمل أيضاً صحافة بجانبها والاثنين يحلموا رسالة نبيلة وإنسانية كونية".

من رحلة لجوء إلى رحلة حضور على الساحة الأدبية في الأردن وخارجها قد يسترد أنس الغوري ما سرق، وربما يكون عنوان روايته القادمة: عدتَ إليك".

 

أضف تعليقك