شكل فيروس كورونا في ظل انتشاره تحدٍ كبير أمام متابعة المنظمات لبرامجها بشكل مباشر مع المستفيدين منها داخل مخيم الزعتري، حيث أصدرت الحكومة الأردنية الإجراءات الوقائية وتعليق الدوام كقرار احترازي حفاظاً على سلامة الجميع، فكان الحل أمامهم متابعة برامجهم عن طريق "العمل عن بعد".
وتتابع منظمة "الاتحاد اللوثري" المستفيدين من برامجها عن طريق إنشاء مجموعات واتس أب من قبل الميسّرين أو المدربين المسؤولين عن البرامج، ضمن اطلاع الإدارة ومتابعتها، ومن برامجها خياطة، تجميل، حاسوب، أنا أتعامل للأطفال، التربية الإيجابية للكبار، زومبا للفتيات، وفقاً لما قاله المنسق التقني في الاتحاد اللوثري مفلح الفاعوري.
وذكر الفاعوري أنه يتم إرسال فيديوهات معظمها جلسات يعطيها المدرب بنفسه، أو فيديوهات من منصات تعليمية وفقاً للمناهج المقدمة، وتسجيلات صوت وصور، وببداية كل جلسة يتم التذكير بالتعليمات الصحية والاجراءات الوقائية من فايروس كورونا، ويتم نشر الفيديوهات أيضا على الصفحة الرسمية للمنظمة على الفيس بوك ليستفيد منها أكبر عدد من الناس.
وأنشأت المنظمة فريق أطلق عليه اسم "التثقيف الصحي" هدفه توعوي ويتضمن الفريق أشخاص حاصلين على دورات وخبرات بهذا المجال، يعرضون فيديوهات ورسومات تتضمن تعليمات للوقاية من فايروس كورونا.
وأشار الفاعوري لبعض التحديات التي تواجههم منها ضعف الانترنت، والتواصل الغير مباشر مع الأطفال لعدم وجود هواتف ذكية معهم، فيتم إضافة أولياء أمورهم للمجموعات لإيصال المعلومة لأطفالهم، ويوجد تفاعل بالمجموعات لكن ليس بالشكل المطلوب نظرا لأنها تجربة جديدة.
ومن جهتها قالت نادية الأحمد أم لطفل مستفيد من برامج اليونيسيف لـ "التعلم عن بعد" إنها أصبحت تتابع مع ابنها دروسه أكثر من قبل ضمن الفيديوهات التعليمية مع إمكانية تكرار حضورها، يشرح فيها مدرسين أكفاء من المنظمة، وتتابع حله للواجبات التي يرسلونها، وفي حال أخطأ يشرح المدرس أسلوب الحل الصحيح ليضمن فهم الطالب، بينما لديها مشكلة ضعف النت وصعوبة تحميل الفيديوهات.
وأشارت لين أبو دبوس "أول ثانوي علمي" بأنها تتابع دروس التقوية مع منظمة هيئة الإغاثة الدولية عن طريق "التعلم عن بعد"، حيث يشرح لهم المدرسين المواد عن طريق فيديوهات أو ورقة عمل وحل أسئلة على شكل صورة، ويرسلون لهم واجبات ليتأكدوا من مدى فهمهم للدروس، وبرغم التحديات بطريقة التعلم الجديدة لكنها تستفيد خاصة مع تعاون ومتابعة المدرسين لهم والإجابة على استفساراتهم.
وذكرت ميسرة الدعم النفسي في منظمة "الاتحاد اللوثري" إلهام الخطيب أنها تقدم برنامج "التربية الإيجابية" للأمهات عن طريق مجموعة "واتس أب"، وترسل جلساتها التي تقدمها عبر فيديوهات تتضمن كيفية التعامل مع الأطفال وتطبيق بعض الأنشطة معهم ليشعر الطفل بالارتياح النفسي، ولا يلعب خارج البيت حفاظا على سلامته.
وأضافت الخطيب أنها تسعى لتخفيف التوتر النفسي على الأهل وأطفالهم في ظل هذه الظروف، وببداية جلساتها تقدم رسائل توعوية للوقاية من فايروس كورونا، وقد لاحظت تفاعل من قبل النساء على المجموعة من خلال النقاش وتوجيه الأسئلة للإجابة عليها، ولكن يبقى هناك تحدٍ يعاني منه الجميع هو ضعف النت وصعوبة تحميل الفيديوهات.
وبينت مريم الناصر من المتابعات لجلسات التربية الإيجابية مع منظمة "الاتحاد اللوثري" عن طريق "التعلم عن بعد" أنها استفادت كيفية الدعم النفسي بالتعامل مع أطفالها وتوجيههم لتعليمات المحافظة على النظافة الشخصية بطريقة إيجابية وزيادة الاهتمام بهم، وإشغالهم بالدروس والأنشطة داخل المنزل حتى لا يفكرون بالخروج من المنزل بظل هذه الظروف.
وكانت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين مددت ساعات تزويد الكهرباء في المخيم لمساندة الطلبة في التعليم عن بعد ومساعدة العائلات أثناء بقاء أطفالهم في المنزل.