يعصف البرد باللاجئين السويين في الأردن، وتزداد معاناتُهم بعد اشتداد منخفضات فصل الشتاء، وتدني درجات الحرارة، مع قلة دعم المجتمع الدولي للمنظمات الإنسانية التي تقوم بمساعدة اللاجئين.
اللاجئ السوري أبو حسين ، أب لأربعة أطفال، يعاني من قسوة الشتاء في ظل صعوبة تأمين وسائل التدفئة، وغياب المساعدات، وعدم تلقيه لمساعدات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين النقدية التي تصرف عبر بصمة العين.
"دفء وعطاء"، حملة أطلقتها مجموعة من المتطوعين لجمع ما يمكن جمعه من وسائل التدفئة، وتوزيعها على اللاجئين القاطنين في محافظة الزرقاء.
مدير الحملة أسامة شاهين، يرى أن معاناة السوريين تزداد أكثرَ فأكثر مع دخول الشتاء وانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، مشيرا إلى أنهم يحاولون مساعدة السوريين على تخطي هذه المحنة، ورسم الابتسامة على وجوه أطفالهم.
ويوضح شاهين أن الحملة تستهدف أكثر من 1500 من الأسر السورية الأكثر حاجة، وخاصة تلك التي تكون دون معيل ، محاولة سد جزء من تكاليف معيشتها بتقديم الأغطية والمدافئ والسجاد، إضافة إلى ما يمكن توفره من طرود غذائية.
المتطوع خالد أبو العسل أحد منسقي الحملة، يؤكد أنهم يسعون، ورغم ضعف التمويل، إلى تقديم ما يتوفر للاجئين السوريين، لافتا إلى أن طريقة توزيع المساعدات كانت منظمة وبعيدة عن إحراج اللاجئين ومحافظة على كرامتهم .
اللاجئة السورية عائشة، معيلة لثلاثة أبناء، وإحدى المستفيدين من هذه الحملة، حصلت على أغطية وألبسة شتوية، تشير إلى صعوبة تأمين حاجاتها المعيشية خاصة في مثل هذه الظروف الجوية، متأملة زيادة المساعدات المقدمة للاجئين لينالوا حياة كريمة لأسرهم.
يشار إلى أن عدد السوريين في الأردن، تجاوز الـ 1.4 مليون سوري، أكثر من 90% منهم يقطنون خارج المخيمات، حيث تتكفل المنظمات الدولية باللاجئين داخل المخيمات، ولا تقدم أية مساعدة شتوية لأكثر من 70 % من اللاجئين خارجها، والمسجلين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ناهيك عن أن أكثر من نصف السوريين غير مسجلين لديها، ولا يحصلون على أية مساعدات.
سوريون في الداخل يعانون البرد والجوع والحرب، وآخرون في بلدان اللجوء يعصف البرد بأجسادهم المرهقة وأرواحهم المتعبة، فهل قدّر للسوريين بأن يكونوا بين حرب الداخل وقهر الخارج ؟ وهل سنجد أطفالا تتجمد الدماء في عروقهم هذا الشتاء.