السوريون إلى أوروبا: "حين نعتاد الرحيل"
لم تكن دول الجوار السوري ومنها الأردن، سوى محطة لرحلة لجوء أخرى للعديد من السوريين، بعد خمس سنوات من الدمار و الدم في بلدهم، حيث شهدت الأشهر الأخيرة موجة كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين الذين طرقوا أبواب أوروبا من مختلف زواياها.
وفي الأردن، تزايدت وتيرة حركة مغادرة السوريين من داخل وخارج مخيمات اللجوء، إما عائدين إلى سورية، أو تركيا في طريقهم إلى أوروبا.
فالحياة بالنسبة لـ"أبو مالك" الذي يتخذ من مخيم الزعتري ملاذا له، أصبحت تزداد صعوبة بسبب نقص وسوء الخدمات التعليمية والصحية إضافة إلى البنية التحتية التي باتت بحالة مزرية، مما لا يترك له منفذا إلا التفكير باللجوء إلى أوروبا أملا بإيجاد تعليم أفضل لأبنائه كحد أدنى.
أما وليد الذي يقيم في مدينة الزرقاء، فيشير إلى أن "تقصير" المفوضية بتقديم الخدمات والمساعدات التي اعتاد الحصول عليها من كوبونات غذائية شهرية ورعاية صحية وغيرها، ساهم بتعقيد حياته اليومية، مع عدم رؤيته لبارقة أمل في حل الأزمة في سورية، الأمر الذي لم يترك أمامه خيارات سوى الاستعداد لخوض مغامرة اللجوء إلى أوروبا لتأمين مستقبل كريم لعائلته.
من جانبه، يؤكد مسؤول الاتصال في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين محمد الحواري، أن المفوضية تدعو المجتمع الدولي بشكل مستمر لتأمين احتياجات اللاجئين لحمايتهم، لعدم اضطرارهم للمغامرة بأرواحهم في رحلة اللجوء، مشيرا إلى زيادة المساعدات النقدية المقدمة للاجئين خلال الفترة الماضية، ما ساهم بتراجع أعداد العائدين إلى سورية لما دون المئة بعد أن تجاوز الـ150 يوميا.
فيما يرى الناشط الحقوقي والمتخصص بالاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق اللاجئين رياض صبح، أن ملف اللجوء السوري إلى أوروبا، تشوبه الفوضى التي تؤدي إلى انتهاكات لحقوق الإنسان، مؤكدا على أهمية حل أزمة اللجوء من خلال إيجاد مخرج للنزاع المسلح الدائر في سورية، على حد تعبيره.
وتشير آخر الإحصاءات إلى أن ما يزيد عن 340 ألف مهاجر وصلوا إلى القارة العجوز، كثير منهم من السوريين، قضى منهم حوالي 2700 على الأقل غرقا في آخر المطاف برحلة لحوئهم.
إستمع الآن