الحرف السورية.. إحياء للتراث في بلد اللجوء

الرابط المختصر

سوريون بيننا - عبد الرحمن الحريري

 

لا يزال العديد من السوريين يحافظون على المهن اليدوية التقليدية والحرفية التي تشتهر بها بلادهم، حيث بادرت شريحة واسعة منهم إلى نقلها إلى بلدان اللجوء، حيث أنشأوا مشاريع صغيرة ومتوسطة سعيا منهم لإحياء التراث السوري، من خلال استرجاع  المنتوجات المحلية التي أصبحت على وشك الانقراض .

 

الحرفي أبو راكان، والذي يعمل في ورشة صغيرة لتبييض النحاس، يوضح أن مهنته لم تكن شائعة في الأردن سابقا، مشيرا إلى الإقبال الذي باتت تلقاه خاصة من أصحاب المطاعم.

 

 

وتسعى مديرة شركة "جاسمن" للحرف اليدوية سارة الحمصي، لترخيص شركتها وذلك لتسويق منتجاتهم للأسواق العالمية بعد الإقبال الشديد عليها من قبل منظمات يابانية وأمريكية ومن سياح خليجيين، مشيرة إلى أنها تلقت عروضا منهم لاستيراد الكثير منها، إلا أن عدم وجود شهادة لمنشأتها حال دون تسويقها.

 

وتوضح الحمصي، أن السبب الذي دفعهم  لإنشاء الشركة يعود إلى وجود الكثير من العائلات المحتاجة لتأمين سبل العيش، حيث يتم تدريب نساء سوريات على الأعمال اليدوية كالصابون المنزلي والرسم على الزجاج والشموع المعطرة، والتي تلقى رواجا أكثر بين المتسوقين.

 

الخبير الاقتصادي والاجتماعي حسام عايش، يرى أن هذا المشاريع تعد مهمة في أي اقتصاد، لأنها تحظى بثقافة مجتمع من جهة، وخلق فرص إضافية من جهة أخرى، موضحا أن تلاقي الحرف اليدوية مع بعضها يخلق نوعية جديدة من الحرف.

 

ويشير عايش إلى ما يتمتع به الحرفي السوري من جانب إبداعي في هذا المجال، حيث أنهم أحيوا التجربة الصينية على الأراضي الأردنية، داعيا إلى إنشاء أسواق خاصة بهم لإنجاز منتجاتهم، وتدريب الأردنيين عليها.

وينوه إلى أن العديد من المشاريع السورية تصدرت الأسواق الأردنية،  كالزخرفيات والنحاسيات، كما أنها سمحت بتحسين آفاق النمو الاقتصادي الوطني.

 

فبالرغم من قلة الإمكانيات والأدوات اليدوية البسيطة التي يستخدمها الحرفيون في أعمالهم، غير أنهم كثيراً ما يرسمون بخفة حركاتهم ودقة صنيعهم  الدهشة على محيا الناظرين، لتخبئ في أشكالها عبق التاريخ الغابر الذي لم تستطع الآلة العصرية مهما تطورت، أن تضاهيها.