يعيش المسنون وكبار السن من اللاجئيين السوريين في مخيمات اللجوء والمجتمعات المضيفة في الأردن، أوضاعا إنسانية صعبة بين الإهمال والحياة المتردية في ظل غياب المعيل، ونقص المساعدات المقدمة لهم.
المسنة السورية فاطمة الهادي، تبلغ من العمر 70 عاما، بعد مقتل كل أبنائها في رحى الحرب السورية، قطعت الحدود سيرا على الأقدام لتلجأ إلى الأردن مع زوجها، وصولا إلى مخيم الزعتري، الذي لم يتحملوا البقاء فيه ليقيموا في مدينة جرش، دون مساند، باستثناء أختها وبعض الجيران والأصدقاء الذين يطمئنون على أوضاعهم بين الحين والآخر.
وتعرب الهادي عن أملها بالعودة إلى بلادها، إلا أنها تشير في الوقت نفسه، إلى فقدان ممتلكاتهم واحتراقها، إضافة إلى إصابة زوجها بشلل باليدين، دون أن يكون لهم معيل، الأمر الذي دفعها للتوجه إلى المنظمات والجمعيات الإغاثية، طلبا للمساعدة.
فيما لم تحصل المسنة السورية شريفة الأحمد على المساعدة المالية المقدمة من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، إلا منذ ثلاثة أشهر، رغم تواجدها في الأردن منذ 4 سنوات وحدها دون معيل، بعد وفاة زوجها.
من جانبه، يؤكد مسؤول الإعلام في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين محمد الحواري، أن مساعدات المفوضية تقدم على أساس الأكثر احتياجا، حيث يعتبر كبار السن من هذه الفئة.
ويضيف الحواري أن هنالك اتفاقيات بين المفوضية والمراكز الخدمية المجتمعية في جميع مناطق المملكة، حتى يتم تقديم الرعاية الخاصة لكبار السن مع إعطائهم الأولوية في العلاج والرعاية، وخاصة من ليس لهم أبناء منهم.
مدير جمعية الكتاب والسنة زايد حماد، يشير إلى أنها تقدم مساعدتها للنساء غير المصحوبات بمعيل، والأيتام في الدرجة الأولى، وكبار السن في الدرجة الثانية، حيث تقدم لهم المساعدات العينية والمالية، ومنها تغطية تكاليف السكن.
وتشير دراسة للأمم المتحدة إلى أن 87% من اللاجئين المسنين لا يستطيعون تحمل تكاليف الأدوية التي يحتاجون إليها، وأن 74% منهم يعتمدون على المساعدات الإنسانية، و10% منهم غير قادرين جسديا على مغادرة منازلهم وإعالة أنفسهم.
فرغم متاعب الحياة التي مروا بها، إلا أن الرعاية الصحية والاجتماعية تعد أبرز ما يفتقدونه كنوع من أنواع التحدي الذي فرض عليهم لمواجهة أعباء لجوء أثقل كاهلهم الذي أحنته السنون.