الإعلام السوري في بلدان اللجوء والسعي إلى الاحترافية

الرابط المختصر

مع تسارع الأحداث على الساحة السورية طيلة السنوات الأربع الماضية، كثرت الأقلام التي تكتب عنها، وانتشرت عشرات وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي السورية، لنقل الأخبار، بخبرة صحفية أحيانا، وباجتهاد شخصي يجافي المهنية أحياناً أخرى.

وفي محاولة لضبط العملية الإعلاميّة وخلق بيئة صحفية حرة ومهنية، عملت عدة منظمات على إعداد برامج تدريبية لمختلف أنواع الصحافة المكتوبة والمرئية للسوريين في بلاد اللجوء.

اللاجئة السورية آلاء، والتي لم تكمل دراستها الجامعية في بلادها لتأتي إلى الأردن مع أهلها، بدأت تبحث عن مجال تدريبي ومهني يتماشى مع قدراتها المادية وينسجم مع شغفها بلعب دور في هذه المرحلة تجاه بلدها، لتجد في الإعلام ضالتها.

الناشط الإعلامي عمار حمو، يصف بداية عمله الصحفية مقتصرا نشاطه على ما أسماه "الإعلام الثوري"، لينطلق بعدها لاكتساب المهارات المهنية وفنون الكتابة الجيدة، التي ما زال يأمل منها بالمزيد.

ومع ازدياد تعقيدات الوضع السوري، وجد عمار ضرورة بالانتقال من العمل العشوائي إلى العمل بطريقة أكثر احترافية، من خلال انخراطه ببرنامج منظمة "سورية على طول"، والذي شكل نقطة تحول في عمله الذي أصبح أكثر مصداقية ومهنية، على حد تعبيره.

المدير العام لموقع "سورية على طول"، كنان دفي، يؤكد على اهتمام الموقع منذ تأسيسه بالشأن السوري بحيادية مطلقة، مشيرا إلى تدريبهم لأكثر من 35 شخصا إلى الآن، بدورات استمر كل منها ستة أشهر.

ويوضح دفي أن الهدف من المشروع، يتمثل بعودة المتدربين إلى الداخل السوري بخبرات جديدة، لينشئوا صحافة مستقلة، وليكونوا نواة للصحافة الموضوعية في المنطقة العربية.

ويلفت مدرب المشروع نور الدين الخمايسة، أن فكرة التدريب تقوم على بناء المهارات والقدرات الأساسية في مجال الكتابة الصحفية، وتزويد المتدربين بمهارة استخدام جميع فنون العمل الصحفي الأساسية.

كما عمل مشروع "عبر"، على تدريب فئة اليافعين والشباب على استخدام التقنيات الإعلامية كالتصوير واستخدام الكاميرا بشكل احترافي، وصناعة الأفلام القصيرة، وإعداد التقارير المصورة، وذلك بهدف خلق وتطوير مهارات هذه الفئة وتوظيفها في التعبير عن آرائهم بطريقة مهنية احترافية، بحسب مدير المشروع محمود الغزاوي.

ويضيف الغزاوي أن المشروع ساعد الشباب على كيفية طرح وكسب تأييد القضايا المجتمعية، إضافة إلى جلسات دمج فئتي الشباب واليافعين ونقاش الأفكار وإنتاجها على شكل تقارير صوتية وأفلام قصيرة في نهاية التدريب.

ويبقى هاجس إيصال الرسالة ونقل واقع المجتمع السوري في الداخل والخارج، مسؤولية حملها الكثير من اللاجئين، محاولةً منهم للتأثير في الرأي العام، ونقل صورة معاناة شعبهم، لعل أحدا ينقذ ما تبقى من بلادهم.

أضف تعليقك