أصوات القذائف تصيب أطفال اللاجئين باضطرابات نفسية

أصوات القذائف تصيب أطفال اللاجئين باضطرابات نفسية
الرابط المختصر

تتركز النسبة الأكبر من اللاجئين السورييين الذين يعيشون خارج المخيمات، في المدن والقرى القريبة من الحدود مع سورية، ومع أن الهدف الأهم من هروبهم ولجوئهم إلى الأردن هو بحثهم عن الأمان، إلا أن دوي الرصاص وأصوات القذائف والبراميل المتفجرة على المناطق الحدودية التي قد لا تبعد أكثر من 10 كيلومترات عن مناطق سورية تشهد توترا، لا تنفك تذكرهم بكل ما عانوه هناك.

بيان لاجئ سوري هرب مع عائلته لمدينة الرمثا الحدودية، وظلت أصوات القذائف قربهم تيقظ أطفاله من نومهم على كوابيس تذكرهم بما كانوا يروه بعيونهم قبل اللجوء.

في بلدة سال التي تبعد قرابة 20 كم عن الحدود السورية، يسكن اللاجئ أحمد، ويخاف أولاده أيضا من أصوات القذائف البعيدة، وحتى أصوات الألعاب النارية، لتجبرهم على الاختباء.

اللاجئة أم علاء تشرح لـ"سوريون بيننا" كيف يرسم أبناؤها صورا للقذائف والبراميل المتفجرة التي يسمعون صوتها بصورة يومية.

الأخصائية النفسية الدكتورة سناء الفروخ تؤكد أن هذه الأعراض والاضطرابات تحدث عند كل الأعمار، مشيرة أنه من الممكن أن يرى الأطفال الكوابيس، ويشعرون بالخوف الشديد، ويمكن أن يعبر عنه الطفل خلال اللعب مثلا، بينما قد تظهر علامات للاكتئاب أو القلق عند الكبار، وتظهر من خلال محادثتهم. وتوضح الفروخ أن سبب هذه الاضطرابات هو معايشة هذه العائلات لمواقف مهددة للحياة، وهذا ما يسمى اضطراب الضغط ما بعد الصدمة، وتعد أصوات القذائف من أبرز المحفزات لهذه الاضطرابات. وتؤكد أن علاج هذه الاضطرابات يتم إما بتدخل أخصائيين نفسيين بشكل مباشر، أو عن طريق عقد محاضرات توعية للأمهات ليساعدن أطفالهن للتخلص من تلك الاضطرابات.

هذا و يستقبل مركز الهيئة الطبية الدولية و مركز أطباء العالم ومركز المستقبل الزاهر للصحة النفسية، بالإضافة إلى العيادات النفسية التابعة لوزارة الصحة الأردنية ومنظمةIMC ، حالات لاجئين يعانون من مشاكل نفسية.

كما يشير الناطق باسم منظمة اليونيسيف سمير بدران إلى ان المنظمة تقوم بجلسات علاج للمتأثرين من الصراع في سوريا، مؤكدا قيامها بعقد دورات للمدرسيين في المدارسة الأردنية لكيفية التعامل مع مثل هذه الحالات. وقد أصدرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين مؤخرا تقريرا يوضح توزيع اللاجئين السوريين في الأردن، حيث جاءت محافظة إربد في المرتبة الأولى بنسبة 40%، تليها العاصمة عمان، بنسبة 27%، والمفرق 16%، والزرقاء 8%، فيما توزعت النسب الباقية على محافظات الجنوب.