لاجئة سورية، اتخذت الفن وسيلة للشفاء من آثار الحرب
فتاةُ سورية اتخذت من غناء الراب وسيلة للتعبير عن معاناتها الشخصية ومعاناة نظيراتها في مخيم الزعتري .
بروج الحريري أبنه الخمسة عشر ربيعاً لاجئة سورية تعيش في مخيم الزعتري منذ عشر سنوات .
تقول بروج بأنها لا تتذكر الكثير عن حياتها في سوريا ولم تعد تعرف الآن حياتاً سوا حياة مخيم الزعتري بكرفاناته البيضاء وصحرائه الموحشة .
وتضيف بروج أعيش في بيت بسيط مع والدي و والدتي وأختين وخمسة شباب, في البداية لم أستطع التكيف مع حياة المخيم وكنت في عزلة نفسية سببها الرئيسي الحرب في سوريا والخوف من المستقبل.
كل شيء في حياة بروج بدأ يتغير عندما اكتشفت حبها لموسيقى الراب الوسيلة التي لجأت إليها للتعبير عن نفسها , عن ألمها ,وجروحها ,وقربتها أيضا من أختها نور التي تكبرها بأربع سنوات ونجحت بانتشال أختها الصغرى من قوقعة العزلة واليأس .
وتبين بروج, أن من يكتب الأغاني لها هي أختها نور, وهي من شجعتها على الغناء بالعبارات الايجابية الجميلة ,
وهي من تساعدها على تخطي عقبات الحياة حيث أنها واجهت العديد من الانتقادات بسبب نوع الفن الذي اختارته إلا إنها قررت المضي قدماً في هذا الفن ,ونور هي من توفر لها الجو المناسب لممارسة موهبتها داخل المنزل رغم صعوبة الأمر في مخيم الزعتري بسبب قرب المنازل من بعضها البعض وضجة الحي المتواصل , وعدم وجود الخصوصية اللازمة للإفراد .
علاقة الصداقة الوثيقة بين نور وبروج تحضى بدعم تام من والدهما الذي شجعهما على تناول قضايا هامة من المخيم مثل الزواج المبكر, وعمالة الأطفال, والعنف ضد المرأة , ومرارة اللجؤ ,وغيرها من القضايا .
وتؤكد بروج أن ثقة والدها شي كبير في نظرها , وهو الداعم الرئيسي لها .
تقول بروج لسوريون بيننا : شاركت في العديد من المبادرات والفعاليات داخل المخيم, ومع جهات مختلفة منها اليونيسيف ,والإتحاد اللوثري الخيري , ومؤسسة إنقاذ الطفل, وكان دورها غناء الراب الهادف , ولم يتوقف نشاطها هنا بل واصلت بتقديم الفعاليات خارج المخيم وكانت صوت للأطفال والمرأة في الكثير من المناسبات .
طموح بروج كبير وتحلم بالدراسة الجامعية وان تصبح صحفية بالمستقبل تنقل الحقيقية كما هي وتدعم قصص اللاجئين وتسلط الضوء على معاناتهم.
بروج راضية عن حياتها داخل المخيم لكن طموحاتها المستقبلية كبيرة ,و مصرة اليوم على تجاوز كل التحديات التي تواجه الفتيات في المخيم لتحقق كل أحلامها .
وتضيف بروج بأن العالم يعتقد أن اللاجئين هم أشخاص فاشلون ولكن الحقيقة على العكس تماما لدينا في المخيم أشخاص يحبون العلم مبدعين في حياتهم, ومحبين للغير.
إستمع الآن