عمان...المحطة الأخيرة

عمان...المحطة الأخيرة
الرابط المختصر

لم تقتصر مشاركة المرأة السورية على الانخراط في الحراك الشعبي سواء بالخروج في المظاهرات للمطالبة بالحرية والكرامة أو بالعمل السياسي والإغاثي أو بإسعاف ومعالجة المرضى، بل قررت أن تكون أكثر فاعلية لتترك بصمة واضحة في المجتمع كمحاولة منها لتغيير عادات وتقاليد قديمة خاطئة.

أم ثائر لاجئة سورية كانت مثالاً لتلك المرأة التي قررت متابعة مسيرتها الحياتية مع أطفالها الأربعة بعد اعتقال الأمن السوري لزوجها وظروف الحصار الخانق لبلدتها داعل  في محافظة درعا، حيث أنها لم تكن تنوي مغادرة منزلها إلا أن إصابة عين ابنتها جنى والبالغة 13 ربيعا إثر شظايا صاروخ سقط على مدرستها دفعها لمغادرة البلدة  والذهاب لعلاجها في مستشفى ابن النفيس في دمشق.

وأكد الأطباء لها أن حالة ابنتها بحاجة لزراعة قرنية وعدسة، إلا أن تخوفهم من تكرار الحادثة أو الإصابة والذي سيؤدي إلى مضاعفات خطيرة منعهم من إجراء هذه العملية، وهنا قررت أم ثائر العودة بابنتها إلى داعل، إلى أن أجبرها اشتداد القصف والحصار على قصد مخيم الزعتري في الأردن.

عندما وصلت أم ثائر إلى مخيم الزعتري  طلب منها أمن المخيم وثيقة إثبات لها ولأطفالها وإلا فإن عليها العودة من حيث أتت، وبقيت تنتظر مع أطفالها داخل مقر أمن المخيم إلى أن سمح لها أخيراً بدخوله.

شيئاً فشيئا استطاعت أم ثائر التأقلم مع واقع عيشها الجديد في الزعتري، وعندما  تسببت الأمطار بغرق خيمتها تم نقلها إلى أحد الكرفانات ليتم بعدها اختيارها كرئيسة لجنة توزيع ملابس ومواد تنظيف داخل مربعها في المخيم.

وفي نيسان الماضي... لاحظ أحد المانحين أثناء توزيع المساعدات الغذائية في المخيم إصابة ابنتها، فأبدى استعداده لتحمل تكاليف معالجتها، وتم تحويلها إلى أخصائي عيون في العاصمة عمان، ثم قام أحد فاعلي الخير كما تسميه أم ثائر بتأمين مسكن لها في عمان.

تنتظر أم ثائر اليوم لحظة عودتها لبلدتها داعل حاملة معها كل هذه المحطات كذكريات، مصطحبة أطفالها وابنتها جنى لترى وطنها بعينها المعافاة.