"المجوز" والأغاني الشعبية حلقة تربط حوران الأردنية السورية
تحتل الأغاني الشعبية والدبكة والعزف على آلة المجوز، مكانة خاصة لدى جميع أبناء وبنات منطقة سهل حوران الممتدة من جبال عجلون الأردنية وإلى أرياف العاصمة السورية دمشق.
وتكون في كل المناسبات في منطقة سهل حوران الأردنية والسورية آلة "المجوز" حاضرةً، فهذه الآلة الموسيقية الشعبية المسماة بالمجوز الحوراني، لا يمكن أن تغيب عن أي مناسبة كالأعراس والاحتفالات، في كل من مناطق الشمال الأردني والجنوب السوري، المعروفة أيضا بسهل حوران.
اللاجئ السوري باسل عبود والقادم من محافظة درعا، وهو أيضاً يمتهن على عزف آلة "المجوز"، جاء للأردن قبل عشر سنوات، حاملاً معه آلالته البسيطة والمكونة من عودان من خيزران القصب وبعض الثقوب عليها، وبعد استقراره في الأردن بدء يشارك في المناسبات والسهرات الحورانية في الأردن، "ويدق المجوز" لأهالي المنطقة ويبهرهم في عزفه.
ويقول الفنان عبود لبرنامج سوريون بيننا، إنّه عندما قرر اللجوء إلى الأردن حرص على حمل ما يمكن حملة من معدات لـ آلة المجوز، قائلاً: "هذا مصدر رزقي الوحيد في سوريا، وأنا في الأردن مصدر رزقي الوحيد أيضاً، خاصة بعد قطع المساعدات عنا".
وأضاف بأنه لم يجد فروقات بين البلدين، سواء في العادات أو التقاليد أو في الأغاني الشعبية أو الأهازيج، لافتاً إلى أن الحدود السياسية هي من فرقت أبناء حوران جعلت لهم جنسيتان، لكن هم جسدٌ واحد.
تشابه في العادات والتقاليد.
اتفق الفنان السوري رائد كشكوش، مع الفنان باسل عبود حول تشابه العادات والتقاليد في ما بينهم، وقال إنّ الحدود الجغرافية لحوران تربطها بيئةٍ حورانيةٍ بتراثها وطبيعتها ومكوناتها المتنوعة، فتمتزجُ بنكتها وتختلطُ أهازيجها الشعبية.
وخلال حديثة أشار إلى أنّ كفنانين شعبيين حرصنا على الحفاظ على موروث حوران التراثي من خلال استخدام الأبيات الشعرية القديمة في الأغاني الشعبية، مبيناً بأن أبناء حوران يستطيعون معرفة تراثهم القديم من خلال الأغاني التي نسجلها ونشاركها معهم.
شعر الغزل وقصائد الحروب مصدر كلمات الأغاني الشعبية
من جانبه قال الفنان الأردني طلال الشبول وهو فنان شعبي من منطقة الشجرة في سهل حوران، إنّ الكلمات التي نستخدمها اما من الشعر والقصائد، سواء في قصائد الغزل، أو الأهازيج التي تتندنها العائلات في حوران سابقاً أثناء الحصيد أو قطف الزيتون، إضافة إلى الأبيات الشعرية التي كانت تقال خلال الحروب والغزوات.
هذا التشابه بين أبناء حوران في البلدين، لم يفرقهما الحدود السياسية، بل كانت دافعاً لخلق شكلاً خاصاً ودستوراً تراثياً لمنطقة سهل حوران.
إستمع الآن