التنوع العِرقي والدّيني في مجتمع اللجوء السوري

التنوع العِرقي والدّيني في مجتمع اللجوء السوري
الرابط المختصر

لم يقتصر اللجوء السوري في الأردن على الجالية المسلمة بل تعداه ليشمل الطوائف المسيحية والكردية والدرزية والأرمنية وغيرها من التنوع الذي طالما امتاز به التركيب المجتمعي السوري الذي اضطر تحت وطأة القصف اليومي العشوائي لمغادرة البلاد إلى الأردن.

محمد الكردي لاجئ سوري كردي القومية من عامودا في محافظة الحسكة السورية يقول إنه برغم مرارة الغربة التي يتجرّعها اللاجئ يومياً إلا أن الاستيعاب الإيجابيّ للطوائف والأقطاب بعضها لبعض جعل اللاجئ يتشارك همومه مع غيره من الأردنيين والسوريين على حدّ سواء.

أمّا الأب السّوري جورج القائد، كاهن رعيّة الروم الكاثوليك في ماركا الشمالية والهاشمي الشمالي يشير إلى أن التعايش الإسلامي والمسيحي كمثال بين الأردن وسوريا ليس بجديد، وأن هجرة اللجوء الأخيرة جدّدت مفهوم هذا التعايش ورسمت صورة مثاليّة للإنسانيّة ورسالة السّلام التي تدعو إليها كافة الطوائف على اختلافها.

خاشنجوف بيرجيان أحد اللاجئين الأرمن يصف العيش والانسجام في سوريا قبيل اللجوء بالطبيعي المتعارف عليه، وليس هناك تفرقة بين الطوائف على اختلافها وأن هذا المبدأ أنطبق كذلك على الفئات الأردنية.

وحول اختلاف الأقطاب اللاجئة إلى الأردن أكّد وائل سليمان المدير العام لجمعيّة الكاريتاس المسيحيّة الأردنية أن الانسجام القائم بين الطوائف السوريّة اللاجئة من مسيحيين وأرمن وكُرد من جهة والمجتمع الأردنيّ من جهة أخرى، عمل على خلق بيئة صحّية للعيش فيما بينها وأن اللجوء الذي اشتركت به الطواف السورية كان سبباً رئيساً في إعادة تشكيل التركيبة الإجتماعية وإن كان بصورته الأدنى.

ووفق جمعية الكاريتاس الأردنية فإن ما يزيد عن 7000 مسيحي سوري ينتشرون في مختلف مناطق المملكة يتلقّى الكثير منهم المساعدات من الجمعيات الخيريّة ومؤسسات المجتمع المدني الخاصة لمساعدة اللاجئين السوريين، في محاولة للحدّ من صعوبات العيش الجديد عليهم، في حين تعذر إحصاء عدد افراد الطوائف الأخرى وفقاً للجمعية.

أما عن الآثار المجتمعيّة التي يحدثها هذا التنوع والاختلاف على المستوى الأردنيّ، أشار  الدكتور عاطف الشواشرة أخصائي علم الاجتماع لـ"سوريون بيننا" أن المجتمع الأردني "غير حساس" لموضوع الطائفية الذي يتمتّع به مجتمع اللجوء السوري، لذلك فإن "المرونة" هي الأصل الذي يتعامل به الأردنيون مع اللاجئين على اختلاف أعراقهم وأديانهم.

وباعتقاد الدكتور الشواشرة فإن التأثير الثقافي أو الديني سيكون محدود جداً وأنه إن وجد سيكون على صور فردية وليس تأثير مجتمع على آخر، موضحاً أن التأثير ثقافي غالباً وليس ديني.

يذكر أن الوضع المعيشي للاجئين من الطوائف المسيحيّة الأكثر تواجداً ضمن مجتمع اللجوء تتكفّل بجزء منه عدد من الجمعيات السورية والأردنية المسيحية كشبكة مسيحيّو سوريا وجمعية الكاريتاس الأردنية.