ثلاثة أيام مع الرقي وابن الخطيم والأحوص

الرابط المختصر

قضيت الثلاثة أيام الفائتات في صحبة ثلاثة شعراء ربيعة الرقي، وقيس بن الخطيم الأنصاري، والأحوص الأنصاري لم أنتقيهم عن سابق خطة او رغبة، وإنما جاء الجمع بينهم على غير هدى مني، أو سابق تصميم، إلا أن جمعهم أسعد روحي وشنَّفها، بعد ان كللت ــ كغيري ــ من قراءة ما تدفع به المطابع صباح كل يوم من تنهيدات القوَّالين في الفراغ ممن ينسبون أنفسهم للشعراء وما لهم منه نصيب.
فقد خطرت بي خطاي نحو ديوان ربيعة الرقّي، بعد أن أوقع نفسه بين يدي على غير هدى مني وقلت أقرأه مستعيدا صحبة قضى عليها الدهر حكمه بالتنائي، والجفاء، وهو عندي بمنزلة الصاحب خفيف الروح إذا تحدث، وصديقا رقيقا ليس في شعره ما ينأى بك عنه إن هجا أو نسب أو شكى الصبابة، او ساق ملاحته وخفة دمه، فسهولته أقرب إلى العفوية منه إلى التصعيب والتفخيم والصنعة.
وهو إلى هذا وذاك يتقارب منك وتتقارب منه على الرغم مما ضاع من شعره وهو أكثره ولا نملك منه غير القليل القليل الذي لا يكفل لك استحضار صورته تامة، فقد تقطع الرواة في شعره رواية ونقلا ولم يبق من ديوانه الكبير على حد قول ابن النديم في فهرسه غير مقطوعات كنت قد تخيَّرتُ بعضها ذات زمن.
ثم إني عرجت على شاعري الأنصار قيس بن الخطيم الذي رفض الإسلام وظل على وثنيته وقد التقاه النبي عليه السلام في مكة ودعاه الى الاسلام فاستمهله حتى يرى فيه رأيه ولما عاد الى بلده يثرب قتل قبل مهاجرة النبي اليها.
والأحوص الأنصاري وهو حفيد الصحابي عاصم بن ثابت الذي حمته"الدبر" وهو قتيل يوم الرجيع، وخاله غسيل الملائكة حنظلة بن ابي عامر إلا أنه شذ عن سيرة أجداده وظل متهتكا غزلا لا يراعي حرمة لدين مما تسبب بإضاعة شعره وإعراض الرواة عنه، ولو كان غيره ينتسب للجد والخال لركب العرب مجدا وتفاخرا، وقد حاول مرة التفاخر على سكينة بنت الحسين ــ وهي من هي ــ فألجمته بالشكوى.
أما شعر الثلاثة فله حديث آخر سيطول..