هجمات بروكسل تعيد النظر لحدود الأردن الشمالية

هجمات بروكسل تعيد النظر لحدود الأردن الشمالية
الرابط المختصر

لم تعد أشرطة "الأخبار العاجلة" قادرة على استيعاب حجم الأحداث التي تمر على الصعيدين الإقليمي والدولي، من تطورات حالة الاقتتال بين التنظيمات المسلحة قبالة الحدود الشمالية للمملكة، وصولا إلى هجمات بروكسل وتداعياتها.

 

ويكتب حسين هزاع المجالي، قائلا إن المتابع لما يجري في منطقتنا تحديداً يدرك أن زلزال ما سمي بـ"الربيع العربي"، لم ينته بعد، ولا تزال هزاته الأرتدادية المتتالية لم تهدأ، بل وقد تكون مرشحة لمزيد من القوة والقدرة على إحداث الدمار، مع ما يزيد ذلك من تعقيد بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها المنطقة وشعوبها، بما فيها بلدنا.

 

وبحسب المجالي، فإن الحاجة تغدو، أمام هذه التحديات الهائلة، والتي تهدد بلدنا ونهضته الحديثة، ماسةَ وحيوية لصياغة الأولويات التي تفرض نفسها لكسب معركة المواجهة المفروضة علينا والمتمثلة بـ: وحدة الشعب الأردني بكافة فئاته، بهدف الحفاظ على الأردن كياناً وهوية، ووحدة الشعب العضوية في إطار الهوية الوطنية الجامعة مع نظامه السياسي، وترسيخ مفهوم الأمن المجتمعي التشاركي.

 

ويضيف الكاتب أن "مواجهة التحديات الهائلة التي تواجه بلدنا تتطلب اليقظة واللحمة الوطنية ؛ والألتفاف حول جيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية"، مؤكدا أن "الأرهاب لن يمر، وعلى الصخرة الاردنية الصلبة ستتكسر المؤامرات، وَسُيَرد كيد المعتدين الى نحورهم".

 

أما الكاتب فهد الخيطان، فيلفت إلى متغير جديد تشهده المواجهات العسكرية بين الفصائل المسلحة في الجنوب السوري، والمتمثل بظهور تنظيم "داعش" كطرف ثان في المواجهة مع فصائل محسوبة على الجيش السوري الحر.

 

فـ"مقاتلو "داعش" سيطروا على بلدات مهمة في ريف درعا، وتدور بينهم وبين فصائل مناهضة معارك كر وفر يوميا" ليصبح له أكثر من موطئ قدم في المناطق القريبة من الحدود الأردنية.

 

ويشير الخيطان إلى أن هذا المتغير كان حتى وقت قريب خطا أحمر بالنسبة للأردن، عمل على الدوام على عدم السماح بتخطيه، إلا أن ما حصل من تطورات على هذا الصعيد يبقى مستوعبا بالنسبة للأردن، ولا يقارن مع المخاطر الأمنية المترتبة على استيطان "داعش" في مناطق لا تبعد سوى بضعة كيلومترات عن الأراضي الأردنية، وهو ما نشأ بسبب ما يمكن وصفه بـ"الفراغ الفصائلي".

 

ويؤكد الكاتب أن الأردن وأجهزته العسكرية والاستخبارية على معرفة دقيقة بالتطورات على الجانب القريب من حدوده، ويتابع عن كثب المواجهة بين فصائل الجيش الحر ومقاتلي "داعش"، ويملك تقديرا للموقف، إلا أن ذلك يضعنا أمام تحد لا يحتمل هامشا ولو بسيطا من الأخطاء.

 

وبعد عرض تاريخي للعمليات "الإرهابية" بعد حادثة 11 أيلول في الولايات المتحدة، التي يشير الكاتب حسين الرواشدة، إلى حضور اسم بلجيكيا ضمنها، ليخلص إلى القول بأن هجمات بروكسل الأخيرة لم تكن مفاجئة.

 

ويشير الرواشدة، من خلال هذا الاستعراض إلى مسألتين: الأولى تعنينا في الأردن، حيث كشفت "عملية اربد" عن تحولات في استراتيجية تنظيم داعش "الإرهابية"، لافتا إلى وجود مشتركات بين بلجيكا والأردن كمقر أو "كممر" للإرهابيين، وأن ما جرى في بروكسل يدعو فعلا إلى الانتباه والحذر.

 

أما المسالة الثانية، بحسب الرواشدة، فهي أن الإرهاب أصبح اليوم “معولما”  وقادرا على التمدد ولديه ما يكفي من الأدوات ووسائل التمويه، وبالتالي لا يمكن لأي دولة أن تكون في مأمن منه، و"ما حدث في بروكسل يقرع جرس الإنذار مجددا أمام خطر الإرهاب الذي يتمدد ديموغرافيا في كل مكان".