"نفق الحجاج" .. طريق لمواصلة الاحتلال لتهويد القدس



تتواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي سياستها الهادفة لتهويد مدينة القدس المحتلة، والأماكن المقدسة فيها، والتي كانت آخرها افتتاح ما يسمى بطريق الحجاج، الأمر الذي أثار استنكار الجانبين الأردني والفلسطيني، باعتباره انتهاكا لكافة القوانين والأعراف الدولية.

 

ويمتد النفق من بلدة سلوان التي تعتبر الخاصرة الجنوبية لمنطقة القصور الأموية، الى حائط البراق في محيط الحرم القدسي.

 

وافتتح النفق البالغ طوله 700 متر، الأحد الماضي بمشاركة السفير الأميركي لديها "دافيد فريدمان" والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، وسط إجراءات أمنية مشددة تم على إثرها إغلاق البلدة بالكامل.

 

مدير المسجد الاقصى في وزارة الأوقاف عمر الكسواني يحذر في حديث لـ عمان نت، من مخاطر هذا النفق على منازل الأهالي في بلدة سلوان، إضافة إلى كونه محاولة لتهويد المقدسات في القدس.

 

ويعتبر الكسواني ان افتتاح النفق يعد اعتداء صارخا على المقدسات الاسلامية، الذي يلقى تشجيعا من قبل الادارة الامريكية التي شاركت بافتتاحه، الأمر الذي يصفه بالجريمة بحق سكان البلدة.

 

وعملت جمعية إلعاد الاستيطانية التي تأسست عام 1986 على حفر النفق أسفل منازل وشوارع ومنشآت الحي على مدار السنوات الماضية، وتقدمه على أنه جزء من مسار الحجاج إلى "الهيكل الثاني" من القرن الأول ميلادي".

 

وتعد إلعاد التي تعني بالعربية "نحو مدينة داود" كواحدة من الأدوات الإسرائيلية البارزة في تسريع عملية تغيير طابع مدينة القدس وتهويدها، التي تهدف الى الاستيلاء على العقارات الفلسطينية في القدس وإسكانها بالمستوطنين، بالإضافة إلى السيطرة على المواقع التاريخية الأثرية.

 

 

واستنكارا لهذه الخطوة أدانت اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم في منظمة التحرير الفلسطينية، إقدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي عبر تلك الجمعية الاستيطانية على افتتاح النفق، للربط بين أسفل بلدة سلوان  مع المسجد الأقصى.

 

ويؤكد أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، أن هذه الخطوة تهدف لتهويد القدس عموما والأقصى بشكل خاص، من خلال تكريس شرعية الاحتلال ما يصفه بالامر الخطير

 

ويعتبر البرغوثي أن مشاركة مسؤولين أمريكيين بافتتاح النفق، يعد تمهيدا لما يعرف بصفقة القرن، واستكمالا لما تتبعه أمريكا من سياسات ضد الشعب الفلسطيني.

 

ويتفق الكاتب والمختص بالشأن الفلسطيني حمادة فراعنة ما تحدث به البرغوثي بقوله ان هذه المشاركة تعد سياسية بامتياز، وتدلل على استمرارية السياسات الاسرائيلية في تهويد مدينة القدس والمقدسات المحيطة بها.

 

كما أن افتتاح هذا النفق بحسب الفراعنة يشكل حلقة من الحلقات المتواصلة التي تقوم بها الادارة الامريكية منذ اعترافها بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها الى مدينة القدس، استكمالا لخطواتها التي تأتي في سياق الحملة الانتخابية المقبلة لكل من الجانب الاسرائيلي والامريكي.

 

وبحسب مركز معلومات بلدة سلوان يعد هذا التدشين لمشروع شبكة الأنفاق أسفل القدس القديمة ويندرج ضمن مخطط بناء مدينة يهودية يتم التنقل من خلالها عبر شبكة تتألف من 22 نفقا، الذي شرعت بها منذ عام 2007 بدعم من سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

 

هذا ودانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين إقدام سلطات الإحتلال الإسرائيلي على افتتاح النفق، محذرة من "أن مثل هذه الإجراءات اللاشرعية وغير المسؤولة تزيد من التوتر والاحتقان".

 

وشدد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان سلمان القضاة على رفض المملكة المطلق لجميع المحاولات الإسرائيلية الرامية لتغيير هوية البلدة القديمة للقدس المحتلة وطابعها، وخصوصاً الحرم القدسي الشريف والمواقع الملاصقة له.

 

أضف تعليقك