مؤتمر "فتح" السابع في ظلال الخلافات الداخلية

مؤتمر "فتح" السابع في ظلال الخلافات الداخلية
الرابط المختصر

تعقد حركة فتح الفلسطينية الثلاثاء، مؤتمرها السابع في مدينة رام الله، بعد سبع سنوات عن آخر مؤتمر، لاختيار قيادة جديدة، وسط الخلافات الواسعة التي تشهدها الحركة، وهو ما وجد صداه بين مقالات الصحف اليومية.

 

 

ويتساءل الكاتب رشيد حسن، إن كان المؤتمر سيشهد  "تحولا خطيرا يقلب الطاولة في وجع العدو الصهيوني، فيعيد الحياة للحركة الفلسطينية الأكبر، “لفتح” التي فجرت الثورة المعاصرة عام 1965، أم تبقى "أسيرة قفص “اوسلو” الحديدي كما هو حاصل الآن؟؟ لتتحول رسميا الى حزب للسلطة الحاكمة".

 

 

ويشير حسن إلى ما خلص إليه المحللون والمتابعون للشأن الفلسطيني، بأن لا تغيير على القاطرة، ولا تغيير على السكة، مرجحا انتخاب لجنة مركزية ومجلسا ثوريا من المؤيدين لنهج القيادة الحالية، وللخط “الأوسلوي”.

 

 

 

ويؤكد الكاتب أن "استمرار العدوان الصهيوني"، بكل سياساته "العدوانية"، يفرض على “فتح” أن تراجع موقفها، ويفرض عليها أن تكون وفية لمبادئها التي أعلنتها في بيانها الأول.

 

 

"ومن هنا فإن الوفاء للشهداء وللقضية، ولفتح الأولى ، يستدعي إلغاء “أوسلو”، ويستدعي إلغاء التنسيق الأمني، ويستدعي إشعال الأرض تحت أقدام المحتلين، كشرط وحيد لإعادة الحياة لفتح الأولى، لفتح الثورة، ولإعادة الحياة إلى شرايين الوطن وقد تكلست وإخراج القضية من غرفة الإنعاش".

 

 

 

ويرى الكاتب محمد خروب، أن مؤتمر الحركة السابع، غير مسبوق في خلافاته ومناوراته وتعدد معسكراته وخصوصا المعسكر الذي يشهد صراعا محموما على وراثة الرئيس الفلسطيني محمود عباس, بما هو رئيس للحركة وبالتالي السلطة.

 

 

ويضيف خروب، "يصعب الزعم بأن فتح ما تزال على ذات الوزن والتأثير والدعم الشعبي الذي كانت عليه في عهد ياسر عرفات، ما بالك الآن وقد بات معروفا أن فتح تصدعت وبات لها آباء كثيرون وورثة أكثر.

 

 

 

ويختلف المؤتمر السابع، بحسب الكاتب، في ترتيباته وغاياته عن المؤتمرات الستة التي سبقته, سواء «أول اربعة» عُقدَت في العاصمة السورية دمشق, ام مؤتمر تونس الخامس العام 1988 وخصوصا المؤتمر السادس الذي عُقِدَ بعد تأخير طويل استمر (21) عاما, حيثحفلت خلاله تلك الحقبة بتغييرات دراماتيكية في توجهات فتح.

 

 

ويلفت خروب إلى أن المؤتمر "السادس" الذي انعقد لأول مرة على الأراضي الفلسطينية (بيت لحم آب 2009) كان مؤتمراً لتقسيم إرث عرفات وتوزيع «الكعكة» على مَنْ وقفوا إلى جانب عباس في صراعه مع عرفات, الذي لم يعد في رأي إدارة بوش الابن وخصوصاً لدى شارون «ذا صلة» ما استوجب اختراع منصب رئيس الوزراء في سلطة لا تملك من أمرها شيئا.

 

 

 

و"ليس مهما الآن الزعم بأن المؤتمر السابع قد انتخب قيادة جديدة, وأن أسماء قد برزت وأخرى تراجعت، بل المهم هو أن أي برنامج سياسي «نضالي جديد» لن يصدر عن هذا المؤتمر, ما يجعله مجرد مؤتمر تنظيمي، جرى فيه تصفية أجنحة ومعسكرات وشخصيات, لا تتماشى مع»خطاب» القيادة الحالية.

وينتهي الكاتب إلى القول "ليس مبالغة التوَقُّع بأن المؤتمر السابع لحركة فتح, سيكون المؤتمر «الأخير»، لأن الحركة في ما يبدو وصلت إلى ذروة ضعفها, ما يُصعّب على المخلصين والوطنيين في صفوفها, استعادة شبابها.. وتأثيرها".

 

 

كما يرى الكاتب عمر عياصرة، أن مؤتمر فتح، يأتي في سياق من الخلاف الفتحاوي والفلسطيني الداخلي العميق المستوى.

 

 

ويضيف عياصرة "في السابق البعيد، كانت اجتماعات فتح الرئيسية تلقى اهتمام جميع العواصم بل تصيبها بالقلق والتربص، والسبب أنها كانت تعني الكثير للمشروع الوطني الفلسطيني.. أما اليوم فهو اجتماع لحزب حاكم أكثر منه لحركة مناضلة".

 

 

فـ"فتح في مؤتمرها السابع خالية من الرموز القيادية، فقد جفف عباس كل أرض خصبة حاولت أو تحاول إنتاج قيادي فتحاوي، وأصبح الحديث عن الرجل الثاني ضربًا من الكفر التنظيمي".

 

 

 

ويرجح الكاتب بأن نشهد في الاجتماع موقفا صلبا من القيادي محمد دحلان، "فالرجل يشكل تهديدا حقيقيا لأبو مازن وجماعته، واختراقه فتح أصبح أكثر مشاهدة، وهنا قد يتم استثمار المؤتمر لمحاولة تأكيد حالة العزل المؤسسي له".

 

 

 

و"لكن في الإطار العام، فتح لم تعد فتح التي عرفها الشعب الفلسطيني وتعلق ببندقيتها، فالألوان فيها مختفية، والعنوان الأبرز المستمر لها أنها «تختنق داخل الخطوط الحمراء القادمة من أوسلو»"، يختتم عياصرة.

أضف تعليقك