قراءة في تداعيات مقتل حتر على بوابة المحكمة

قراءة في تداعيات مقتل حتر على بوابة المحكمة
الرابط المختصر

مع توالي الأنباء حول حادثة مقتل الكاتب الصحفي ناهض حتر، والتي كان آخرها بدء تحقيق مدعي عام محكمة أمن الدولة مع المتهم فيها، وحظر هيئة الإعلام النشر حول القضية، يواصل كتاب الرأي والمقالات قراءاتهم لدلالات هذه الحادثة وتداعياتها.

 

 

الكاتب فهد الخيطان، يلفت إلى ما شهده اعتصام أهالي الفحيص أمام رئاسة الوزراء، وما تضمنته تعليقات مواقع التواصل الاجتماعي على الحادث، بما يدلل على "أن وحدتنا الداخلية ليست بخير، فالانقسام يتحول إلى عداء يجلب الكراهية، والقتل".

 

 

ويضيف الخيطان بأن السلطات المختصة لم تتمكن من احتواء موجة الكراهية في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اكتفت بالتهويش على مثيري الفتنة من مختلف الأطراف، ولم تعاقب أحدا، كما أن قوى المجتمع المدني قالت كلمتها، ومضت، تاركة الباب مفتوحا للمحسوبين عليها في الشارع ليفتوا على هواهم.

 

 

أما قرار حظر النشر في قضية حتر، فستلتزم به الصحف اليومية، وبعض المواقع، فيما لا يستطيع أحد محاسبة مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الخارجية التي ستبقى تنشر كما تشاء.

 

 

ويشير الكاتب إلى أن "الهدف من منع النشر، قطع الطريق على نشر الإشاعات، والمعلومات المفبركة، التي تضرّ بأمن المجتمع. لكن هكذا قرار يلزم السلطات في المقابل بإصدار بيانات رسمية عن القضية المنظورة، لإشباع رغبة الجمهور المشروعة بمعرفة الحقائق، خاصة في قضايا الرأي العام، وإلا تحوّل منع النشر إلى أداة لحجب المعلومات عن الناس".

 

 

الكاتب المحامي سفيان الشوا، يوصف ما جرى أمام قصر العدل من إطلاق الرصاص على متهم قادم إلى المحكمة، بأنه جريمة جنائية بكل المقاييس، ومهما كان الدافع لها فليس لها ما يبررها، ومهما اختلفنا مع القتيل في الرأي.

 

 

"فلا يحق لأحد أن ينصب نفسه فوق العدالة وينزل القصاص على طريقته.. فهذا العمل الشائن هو إساءة للقانون في بلد يحافظ على القانون والدستور"، بحسب الشوا.

 

 

 

كما يرى الكاتب راكز الزعارير، أن الأسلوب "الإجرامي" الذي أودى بحياة حتر، يعد جريمة ضد الفكر والحرية والتعبير مغلفة بعباءة الفكر المتطرف الذي يحمله القاتل والذي يعتبر حالة من حالات تشويه الفكر والمبادئ الدينية والانزواء خلف التطرف الذي يجتاح المجتمعات العربية والاسلامية في هذه المرحلة.

 

 

ويؤكد الزعارير على أن أهم ما يجب أن نتفهمه في هذه القضية أن الاعتداء على حياة الكاتب ليس بسبب معتقده الديني ولا لأنه مسيحي أردني أو أنه يمثل فكر المسيحين الأردنيين أو العرب، بل بسبب الاختلاف الفكري ومعتقده السياسي الذي يميل إلى اليسار المتشدد والذي تم استغلاله وتجييره من قبل القاتل لتبرير تنفيذ جريمته.

 

 

ويلفت الكاتب إلى أن "عملية الاغتيال هذه لم يعرفها المجتمع الأردني المترابط بوحدة وطنية عز نظيرها في منطقة تعصف بها كل مبررات الفرقة والطائفية والتفكك الاجتماعي العرقي والطائفي والمذهبي".

 

 

ويقول الكاتب فهد الفانك، إن حتر "أراد أن يسخر من بعض مفاهيم مدرسة داعش الإرهابية فكانت النتيجة أن تلك المدرسة أثبتت بارتكاب الجريمة النكراء أنها تستحق أكثر من السخرية".

 

 

ويضيف الفانك بأن "ناهض حتر وغير ناهض حتر من الكتـّاب يصيبون ويخطئون، وباب الرد عليهم مفتوح على مصراعيه، ولكن الطرف المفلس صاحب العقل المغلق يلجأ إلى الإرهاب، وهو الوسيلة الرخيصة المتاحة للإرهابيين".

 

 

أما الكاتبة حنان الشيخ، فتتساءل "كيف تصمت الأصوات العالية والطلقات المحمومة، والرغبات الثائرة والتعليقات المأزومة، والأدلاء التي عليها أن تدلى، والشهادات التي يجب أن تحكى، والتنبؤات والحكايات والمقارنات؟ كيف تصمت هذه الأصوات في حضرة الموت الرهيب، بينما حضور “التواصل الاجتماعي” أكثر رهبة في زمن لا يحترم حيا ولا ميتا ؟!

 

 

 

"دقيقة صمت واحدة، لم يحظ بها الميت بعد أن أردي قتيلا على درج المحكمة، بيد الإرهاب الظلامي. دقيقة صمت هي اعتبار إنساني عالمي على الأقل، تتوقف فيه مظاهر الحياة الصاخبة، احتراما وحدادا على الموتى، لم تتحقق في مسابقات الجنون التي رأيناها على مواقع التواصل".

 

 

 

وتنتهي الشيخ إلى القول "يعود الاحتدام على أرض الأوهام الافتراضي في دقيقة الموت نفسها، ليستكمل مشوار الحياة بمزيد من المواد القابلة للاشتعال، تنتقل نيرانها من فتحات النوافذ بكل سهولة، فتحرق الأخضر واليابس معا في ثوان، كان ممكناً اتقاؤها، لو أنهم فقط التقطوا أنفاسهم و حماسهم وعنادهم و تزاحمهم، في دقيقة صمت"!