في بيتنا " كولر ماء" !

في بيتنا " كولر ماء" !
الرابط المختصر

لم نعرف طعم المياه المنقاة في بيتنا الا العام الماضي عندما ابتعنا " كولر مياه" اسوة بغالبية الأردنيين الذين هجروا مياه الصنبور او " مياه السلطة " كما تعرف شعبيا.

كانت عائلتي قد اعتادت طعم مياه الصنبور الممزوجة بمادة الكلور، ولم تكن فكرة شراء مياه الشرب مستساغة لدى عائلة كبيرة الحجم لديها أولويات اقتصادية لم يكن (من بينها) شراء مياه شرب معدنية او منقاة.

تحت الأمر الواقع ابتعت لعائلتي التي تسكن في شمال الأردن "كولور ماء" ليجدوا أنفسهم بين ملايين الأردنيين الذي ينظرون بعين الشك وعدم الثقة للمياه المسالة من قبل الحكومة، نظرة شك بدأت بعد حادثة التلوث الشهيرة لتسرب مياه غير صالحة للشرب من بحيرة طبريا، إلى شبكات الشرب في عمّان 1997 إبان حكومة عبد السلام المجالي، حيث أقيل وزير المياه في حينها منذر حدادين.

عدم الثقة والشك في نظرة المواطن الأردني لمياه الشرب؛ هي السمة الغالبة على الكثيرين، وهذا أدى إلى ظهور العشرات من محطات التحلية و شركات بيع فلاتر التي انتشرت بالمئات في مختلف مناطق المملكة.

و نمت تجارة تنقية المياه بشكل كبير لتشكل قطاعا تجاريا كبيرا، يصل حسب إحصائيات وزارة الصناعة والتجارة الاردنية الى 700 شركة في مختلف مناطق المملكة.

تأتي هذه التجارة في وقت تتبربع فيه المملكة على سلم البلدان الأكثر جفافاً في العالم، فحصة الفرد الأردني لا تتجاوز 15% من مستوى خط الفقر المائي سنوياً حسب وزارة أرقام وزارة المياه.

و يصنف الاردن ضمن رابع أفقر دول العالم في موارده المائية لارتفاع مساحة المناطق الصحراوية التي تشكل 80 % من اراضيه بمعدل سقوط الأمطار يتراوح بين أقل من 50 ملم في الصحراء ، ويبلغ نصيب الفرد من المياه يقدر بحوالي 145 م3 سنويا أي حوالي 80 لتر يوميا تشمل كافة الاحتياجات اليومية ومنها الشرب.

ووفقا لخبراء المياه، فان حوالى 508 مليون متر مكعب من مياه الشرب يتم استخراجها من احواض جوفية في الاردن من أبرزها حوض الديسي في الجنوب

و يعمق أزمة الاردن المائية نسبة الفاقد والمرتفعة اذ ان 93 % من كميات الأمطار المتساقطة في الأردن تتبخر و 7 % تجري كسيول ومياه جوفية، تحديات تأتي في ظل ارتفاع الكثافة السكانية لاسباب طبيعية و غير طبيعية كالهجرات واللجوء من دول اخرى.

ولا تقف مشكلة الاردن على شح المصادر و المناخ الصحراوي بل يرافق ذلك سوء تخطيط وإدارة وغياب حملات الترشيد الحكومية اذ ان 50% من المياه المتوافرة تذهب ادراج الرياح من خلال عمليات هدر أو سرقة أو تسريب من شبكات التوزيع واستنزاف المياه الجوفية، وعدم وجود مشاريع حصاد مائي.

الاردن جزء من وطن عربي كبير يشكل نقص المياه له تديدا كبيرا ، تشير الارقام ان الوطن العربي ككل لا يحتوي إلا علي 1% فقط من الجريان السطحي للمياه، ونحو 2% من إجمالي الأمطار في العالم، كما تنبع نحو66% من موارد المياه السطحية من خارج حدود الوطن العربي.

إقرأ أيضا

عمان نت تفضح ممارسات شركات فلاتر المياه

أضف تعليقك