ذكرى النكبة في زمن "النكبات" العربية

ذكرى النكبة في زمن "النكبات" العربية
الرابط المختصر

في الخامس عشر من شهر أيار من كل عام، يستحضر الفلسطينيون ذكرى نكبتهم عام 1948، والتي تأتي هذا العام في ظل انشغال العالم بالأوضاع الإقليمية المتوترة، والتغيرات السياسية والأمنية في المنطقة.

 

الكاتب عبد الله القاق، يرى في ما وقع في 15/05/1948، جريمة العصر وأكبر جريمة إنسانية شهدتها المنطقة، والتي مثلت زلزالاً لا زالت هزاته الإرتدادية تعصف بالمنطقة.

 

ويضيف القاق بأن "النكبة الفلسطينية هي أم النكبات العربية التي يبتلى بها العالم العربي اليوم، مشيرا إلى أن "وهم الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، مع استمرار آثار النكبة الفلسطينية، تكذبه أحداث المنطقة، وأحداث فلسطين".

 

ويستذكر الكاتب أبرز ما حل بالفلسطينيين من خسائر خلال هذه الحقبة، والمجازر التي اقترفها الإسرائيليون، "حيث نهبوا وسلبوا الاراضي الفلسطينية وشردوا سكانها ولا سيما قرية دير ياسين والتي قتل خلال هذه الحملة الظالمة من الفلسطينيين ما ينوف على ثلاثمائة فلسطيني، فضلا عن مذابح أخرى في السموع والدوايمه وكفر قاسم وقبية".

 

إلا أننا "في هذه الأيام التي تصادف ذكرى مؤلمة على اغتصاب فلسطين وأراض عربية، نتفاءل بالمعاني الكبيرة التي جسدتها الانتفاضة الباسلة التي مثلها الكفاح الوطني الفلسطيني المتمثلة بالهبة الفلسطينية  منذ انطلاقة مسيرته النضالية في بداية العشرينيات من القرن الماضي وأوجدت نقلة نوعية في مقاومة الاحتلال"، يكتب القاق.

 

أما الكاتب أحمد ذيبان، فيقول إن الذكرى الـ68 على النكبة لا تختلف عن السنوات الماضية، وذلك بتواصل معاناة الشعب الفلسطيني، واستمرار الاحتلال بتمزيق الأرض، وتكريس إجراءات تهويدها وخاصة في مدينة القدس.

 

فيما تواصل السلطة الفلسطينية والجامعة العربية،بحسب ذيبان، الحديث عن تحميل إسرائيل مسؤولية تعطيل عملية السلام و"حل الدولتين"، وسط ظلام دامس يجتاح العالم العربي.

 

ويلفت ذيبان إلى ما رواه رئيس رابطة "عرب يافا" عمرالسكسك في محاضرة نظمها منتدى الفكر الديمقراطي مؤخرا، من صورة مأساوية لما يعانيه ما تبقى من أهل المدينة العرب، الذين كان عددهم بعد النكبة «3900» نسمة ، بنسبة «5%» من عدد السكان الأصليين، وهم منذ ذلك الوقت يواجهون سياسة استئصال منهجية تفرضها دولة الاحتلال، تحول حياتهم اليومية الى جحيم.

 

و"من سخريات القدر، أن عداد ذكريات نكبة فلسطين يستمر في الدوران، فيما يتوالد المزيد من النكبات العربية، كما يحدث في سوريا وليبيا ولبنان والعراق، ربما أكثرها كارثية ما يحدث في سوريا، إذ بعد مرور خمس سنوات من الحرب الأهلية، تم تهجير نحو نصف السكان الى الخارج وفي الدخل، وقتل أكثر من 300 ألف شخص ، فضلا عن تدمير مقومات البلاد الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية".

 

فيما يطرح الكاتب علاء الدين أبو زينة، افتراضا بكون فلسطين حرةن وما يستتبع ذلك من سيناريوهات، حيث سيقترح أحدهم احتمالا بأن تفعل فلسطين مثلما فعل الآخرون، إذ ستعاني تسلط الخارجيين على تقدمها مثلما فعلوا بمصر مثلاً.

 

و"اقترح آخر أن كون فلسطين محتلة لم يجنب الفلسطينيين تجبر الخارجيين وتسلط الداخليين. وإذا كانت الدول الشقيقة تعيش أحياناً حرباً أهلية بسبب تضارب المصالح، فإن الفلسطينيين يخوضون الآن صراعات مماثلة وهم تحت الاحتلال أو منفيّون. لكن كل الاحتمالات ترجح أن يكون حال الفلسطيني الحرّ أفضل في كل الأحوال".

 

بينما يقول "اليائس، صاحب فكرة الاستبداد الداخلي والهجوم الخارجي، إن الحديث كله لا لزوم له، وكذلك أي حراك في ذكرى النكبة أو النكسة، لأن كل ذلك لا يقدم ولا يؤخر"

 

ويخلص الكاتب إلى التأكيد على أن "فلسطين المتخيلة بالنسبة للمنفي، والحقيقية بالنسبة للصامد فيها تحت الاحتلال، هي أساس في التكوين الوجودي باعتبارها هوية في عالَم قائم على الهويات. وتصوُّر فلسطين الحرة، هو الذي يدفع في الأساس فكرة النضال والكدح والمقاومة من أجل أن تصبح فلسطين حُرة".

 

فـ"الآن، بعد 68 عاماً على سرقة فلسطين، وعند أي رقم آخر، لا يستطيع أي فلسطيني تكلف ترف التوقف كثيراً عند تصور "فلسطين حرة سيئة"، بسبب تناقض العبارة الجوهري، باعتبار أن الحرية لا يمكن أن تكون سيئة مقارنة بأي بديل".