شباب في إربد يلجأون إلى التطبيقات للتصدي لشبح البطالة

الرابط المختصر

لم تنتهِ بعد مواجهة الشباب الأردني لشبح البطالة بعد كل الجهود الحكومية خلال العقدين الأخيرين، فمنهم من قرر هجر البلاد ومنهم بات يشق الصخور بحثا عن منفذ للهرب من هذا الشبح المؤرق الذي أتى على أكثر من 21% من الشباب الأردني وفقا لآخر تقرير للإحصاءات العامة في الربع الثاني لعام 2024.

وفي قرار غير مسبوق قررت الحكومة الأردنية عام 2020 إعفاء كافة السيارات الكهربائية من الجمارك لكونها تحافظ على البيئة وتخفيض الضريبة للسيارات الكهرباء بنسبة تراوح بين 10-25% حسب الفئة، أدى ذلك لارتفع العرض والطلب عليها من قبل الشباب الباحثين عن عمل لاستغلالها في العمل على "تطبيقات التوصيل".

وتشتهر العديد من هذه التطبيقات لدى المواطنين في إربد مثل "كريم"، "جيني"، "زين كار"، "أوبر" وغيرهم، وأصبحت تشكل وسيلة نقل لا غنى عنها خاصة للمسافات الطويلة والتي لا يتوفر بها وسائل نقل عامة بشكل مستمر.

ويقول كابتن "كريم" الشاب أحمد مشرقي ل"صوت شبابي" ان السيارات الكهرباء هي شرط الحصول على مهنة في زمن البطالة الخانقة، ومع توفر العروض اليسيرة من بعض المعارض في العقبة وعمان أصبحت الأمور أسهل لبدء العمل.

لم يكن يدرك مشرقي أن سيارته (ID5) التي كانت فرصته للنجاة من البطالة هي التي ستغرقه في وحل الديون والأقساط، إذ أن سهولة الحصول عليها من خلال الهوية دون كفيل أو راتب ضمان ولا قسط أول حتى كانت الفخ الذي اختبأ به هربا من البطالة حيث أصبح مردود العمل فقط لدفع الأقساط، حسب المشرقي.

ويضيف مشرقي أن بعد أن تنتهي أقساط السيارة سأضطر للتخلي عنها باعتبارها أنها لم تعد بمواصفات عقد العمل الذي وقعته مع شركة كريم للتوصيل التي تشترط بدء العمل كل ستة سنوات بسيارة كهرباء حديثة الصنع (عدادها صفر) باعتبارها لن تكون قادرة على العمل لانتهاء عمرها الافتراضي.

ويعزز رأيه كابتن جيني للتوصيل الشاب رائد طافحة الذي خسر سيارته (KIA EV) بعد عدم مقدرته دفع أقساطها الأخيرة، فيقول "نصحني صديقي أن أشتري من معرض سيارات في العقبة لا يشترط كفيل ولا إثبات دخل ولا تحويل راتب ولا حتى شيكات بنكية ودفعة أولى 500 دينار فقط، لأبدا أخيرا بالعمل".

وتفاجئ الطلافحة أن المعرض قام بتقديم شكوى "مطالبة مالية" بعد تأخره عن تسديد القسط لشهر واحد فقط، فتعثر بالأقساط والمسائلة القانونية بدلا عن الخلاص من البطالة، على حد قوله.

"صرت أشتغل عشان المعرض، ما لقيت حل ثاني حتى هجرة ما معي أهاجر" هكذا عبر حسين خزاعلة ل"صوت شبابي" عن معرفته بالمغامرة من بدايتها والتي أودت به كغيره للضياع بين العمل غير المثمر والأقساط التي تلاحقه كل يوم.

وفي عام 2024 أقرت حكومة الخصاونة رفع الضريبة الخاصة على السيارات التي تعمل كليا على الكهرباء بنسبة تراوحت بين 10 الى 55% حسب سعر السيارة (10 آلاف إلى ما يقل أو يزيد عن 25 ألف دينار أردني).

ومن ناحية أخرى يرى كابتن "زين كار" الشاب عماد طوالبة أن العمل في هذه التطبيقات وفر فرص كسب رزق للعديد من الشباب الذين لم يجدوا أي فرصة في الدولة خاصة أبناء القرى في شمال الأردن وتحديدا في اربد حيث كان الخيار هو تخفيف المسؤولية عن آبائهم.

الخبير الاقتصادي الدكتور يوسف منصور يقول ل"صوت شبابي" القضية مشعبة لكن الشباب وجدوا بهذه المهنة منفذ للعمل رغم معرفتهم بأنهم مجبرين على تغيير السيارة كل ستة سنوات لاعتقادهم أن الدخل سيكفي لدفع ثمن السيارة وأن بيعها سيوفر دفعة أولى للسيارة التالية.

"بعد ستة سنوات يخلق الله ما لا تعلمون" يوضح منصور أن منظور الشباب في ظل الأزمة الاقتصادية بات بتعمد على الآنية، إذ يعرف الشاب بأنه سيتورط بالخسارة المالية لاحقا لكن يفضل أن تمضي أيامه القريبة بيسر ويقدم حياة كريمة لأسرته.

ويعرب منصور عن أسفه لما أوقع الشباب في هذا المأزق الذي كان المفر من شح الفرص، داعيا لضرورة احتواء الشباب في وطنهم ورفع جاهزية الحكومة الجديدة للتصدي من بطالة لا يحمد عقباها.

ويذكر أن حكومة جعفر حسان بدأت بتنفيذ جولات ميدانية على كافة المحافظات من محافظة الكرك التي أصدر فيها أولى القرارات الإصلاحية في عجلة الاقتصاد الوطني.