حجازي: الربيع العربي لم ينتهِ

حجازي: الربيع العربي  لم ينتهِ
الرابط المختصر

حركات الجهاد العالمي ماضية بلا توقف

قال الباحث والمشرف العام على موقع "المراقب" للدراسات والأبحاث الاجتماعية، د.أكرم حجازي، إن "الربيع العربي لم ينتهِ، انما دخل في مرحلة  "تفكيك قواعد النظام".

 

معتبرا أن ما حصل في الربيع العربي من ثورات "مازال يلقي بضلاله على بقية الحكام رغم الثورات المضادة.

 

وبين أن الثورات الشعبية كان أمامها ثلاث مراحل ودخلت الآن في المرحلة الثانية والمراحل: "مرحلة إرحل والتي هي الرئيس رأس الحكم، وبعض حاشيته، ومرحلة تفكيك قواعد النظام الاجتماعية، والسياسية، والعسكرية، الأمنية، والثقافية، والشرعية، وتمكنت هذه الثورات من أزاحت خمسة من كبار الاستبداديين، وهذا انجاز لم يتحقق سابقا" على حد قوله.

 

 

 

وفصل حجازي في حوار مع "عمان نت" المراحل ستمر بها الأمة الإسلامية حتى تصل إلى الخلافة، بدءً من "مرحلة النبوة التي استمرت ٢٣ عاما، ثم مرحلة الخلافة الراشدة، فمرحلة مرحلة الملك العاض، تليها مرحلة الحكم الجبري التي انطلقت مع بداية القرن ١٩ إلى يومنا هذا، انتهاء بمرحلة الخلافة على منهاج النبوة".

 

 

وحول مستقبل حركات الجهاد العالمي في ظل الحرب الدولية، أكد حجازي أن المواجهة العسكرية والمواجهة الأمنية لن توقف أي أطروحة عقدية". مشددا أن "الكل في العالم يخوض صراع وجود من الفرس واليهود والنظام إلا المسلمين ما زالوا حتى الآن تحت الهيمنة الدولية"، حيث "الأمن والاستقرار" هو المشروع الوحيد الجاري العمل به منذ مائة عام.

 

 

وفيما يلي نص الحوار:

 

لماذا تراجع دور حركات الإسلام السياسي في المنطقة بعد الربيع العربي تحديداً؟

 

أولا يتوقف على ماهية حركات الإسلام السياسي المفهوم المفتوح، الثورات العربية أحدثت هزة في الأمة لم يسبق لها مثيل منذ مئة عام، قالوا في البداية إن الثورات كسرت حاجز الخوف، وأنا أقول الحاجز تهشم ولم ينكسر، الثورات كانت انطلاقة عفوية للعامة احتجاجا على استبداد ومصادرة الحقوق .

 

فيما شاركت بعد بعض القوى الإسلامية، لكن الأساس انطلقت الثورات دون أيدولوجيات، ودون حركات، ودون قيادات، ومجرد انطلاقها بهذا الوصف هي رد على فشل القوى السياسية والعسكرية والأمنية والإسلامية والوطنية وما إلى ذلك.

 

ما سبب انتكاسة الربيع العربي هل هي الثورات المضادة ام أن آداء هذه الحركات كان غير مناسب؟

 

الثورات الشعبية كان أمامها شاءت أم أبت ثلاث مراحل، مرحلة إرحل والتي هي الرئيس رأس الحكم، وبعض حاشيته، ومرحلة تفكيك قواعد النظام الاجتماعية، والسياسية، والعسكرية، الأمنية، والثقافية، والشرعية، بالبداية أزاحت خمسة من كبار الاستبداديين .. انجاز لم يتحقق سابقا، وألقى بظلاله على بقية الحكام مهما فعلوا من ثورات مضادة.

 

 

المرحلة الأخيرة، والتي لابد منها ستعمل على تفكيك قواعد الهيمنة؛ لأنك واقع تحت الهيمنة الدولية النظام والمؤسسات جزء منها لا تستطيع الانفكاك، نحن في المرحلة الثانية، والذي يقول إن الثورات انتكست وانضربت، وكما يروج بعض الساسة ورموز الثورات المضادة، هذا ليس صحيحا، نحن في صلب تفكيك قواعد النظام، هذه المرحلة الثانية بالاشتراك مع القوى الدولية. فالنظام وحده لا يستطيع وحده أن يواجه حركات اجتماعية من هذا النوع سبق وسادت العالم كله، حتى أوروبا، وأي نظام لم يستطع مواجهتها، بل على العكس تماما فقد انتهت أوروبا إلى شكل جديد وانتهى العالم كله إلى شكل جديد بفعل هذه الحركات الاجتماعية، فما الذي استجد مثلا حتى تستطيع الدول أو النظم أن تقول إننا سيطرنا على الوضع؟ سنن الله في خلقه، ثم التاريخ لا يحابيان أحدا .

 

ما مستقبل حركات الجهاد العالمي في ظل الحرب الدولية؟

 

أي أطروحة عقدية هي بالضرورة ماضية بلا توقف، إذا أردت أن تفسر الأمر تفسيرا موضوعيا فالمواجهة العسكرية والأمنية وتجفيف المنابع، وهذا الكلام لا يسمن ولا يغني من جوع، فالقوى العقدية لا يستطيع أحد أن يوقفها، لكن هذه القوى يجرى اعتراضها، كما انزلقت هي نفسها في خضم الايدولوجيا، وأي جماعة إسلامية انطلقت عقديا حتى التبليغ والدعوة انطلقت عقديا في الهند إبان الاحتلال البريطاني. وفي ذلك الحين وقع خلاف بين العلماء المسلمين: هل نقاتل البريطانيين أم لا؟ قسم قال طالما إنهم لا يمسوننا في ديننا ولا في حواضرنا ولا في أمننا ولا في أعراضنا فكفى الله المؤمنين شر القتال، وقسم احتج بالحديث النبوي القائل: إذا احتل شبر من أرض المسلمين وجب الجهاد، وبالتالي أصبح الجهاد جهاد دفع ورد للعدوان. هنا خرج ما يسمى التيار الجهادي والتيار الدعوي، الأطروحة الحالية هي نتائج أفغانستان، كما تعلم، عندما اجتمعت القوى الإسلامية كلها وقدمت أطروحة عقدية قوامها الدعوى والجهاد لكنها إنْ كانت نجحت في الجهاد لكنها في الدعوى لا أظن أنها حققت الكثير من الإنجازات بما يوازي ما حققته على صعيد المواجهات المسلحة .

 

 هل نحن أمام تفكيك جماعات الإسلام سواء السياسية جهادية؟

 

المسألة ليست مسألة تفكيك، لا يستطيع أحد أن يفكك أحد، لأن نظام الدولة نفسه يتفكك، فمن يستطيع أن يفكك جماعات الآن؟ هناك عراك  أو مخاض داخل القوى، إذ وصل الأمر إلى حد المواجهة حتى مع نظام الدولة في إطار الثورة المضادة، ففي مصر ثمة ثورة مضادة بدعم دولي وإقليمي، وفي ليبيا ثورة مضادة، وفي سوريا ثورة مضادة بتداعي العالم أجمع وفي العراق ثورة مضادة بتداعي العالم ومعه فرق الشيعة، الآن الكل يخوض صراع وجود، الفرس، النظام الدولي، اليهود، الا المسلمين ما زالوا حتى الآن تحت الهيمنة يتفلتون في سوريا ويتفلتون في العراق وفي ليبيا ويتفلتون في اليمن مع كل التحفظات، لكن هذا الصراع دليل على أنه لا توجد قوى على وجه الأرض قادرة على حسم الصراع.

 

الخلافة عاد بريقها من جديد.. فهل سيقود هذا المخاض الذي تحدثت عنها إلى الخلافة ؟

 

نحن لدينا كمسلمين خمس مراحل نقطعها، لكننا أمام أربع أنماط حكم في الإسلام، كنا تحت مرحلة النبوة بمرجعيتها الوحي ثم بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، دخلنا في مرحلة الخلافة الراشدة، بمرجعية القرآن والسنة والقدوة الصالحة، ثم دخلنا مرحلة ملك العاض. هذه الأنماط الثلاثة كلها تحت التوحيد، لكن بتفاوت ما بين النبوة والملك العاض، وهذا الملك مرجعيته الكتاب والسنة وفقه الحاكم المتغلب، لكنه تحت الشريعة يحصل هنا وهناك جور لكنه تحت الشريعة لم يسلم للغرب ولم يتعامل مع عدو ولا يقبل باستباحة ديار المسلمين.

 

أتت الثورة الفرنسية 1789، وبدأ الحكم الوضعي يضع أثقاله في الأرض، ومن ثم 1916 وصل الحكم الوضعي إلى العالم الإسلامي، ودخلنا بمرحلة الجبر، (الحكم الجبري) أي لا وجود للشريعة ولا للحكم الديني حتى ولو كان يهوديا أو نصرانيا أو حتى بوذيا، لكن الجبر والوضعية صُبّا علينا نحن في العالم الإسلامي صبا، وبموجبه قسموا العالم الإسلامي إلى 56 دولة، معاهدة سايكس بيكو قسمت العالم العربي وبلاد الشام إلى أربعة أقسام، بينما قسمت معاهدة لوزان العالم الإسلامي كله إلى 8 سايكس بيكو: بلاد الترك قسمت إلى ستة أقسام، وبلاد الهند ثمانية، وقسمت الجزيرة العربية إلى ستة دول، وقسم المغرب العربي إلى أربعة، ووزع الأكراد على أربعة دول كبرى حتى لا تقوم لهم قائمة، انتقاما منهم كأمة حيوية سادت العالم الإسلامي وقهرت الصليبيين والفاطميين ولها باع كبير في الفقه. نحن اليوم واقعون ما بين الجبر والخلافة. هذه هي الحقيقة الموجودة الآن. وهذا الواقع قد يستمر سنة أو عشرة أو خمسين أو مائة .. لا نعرف .

 

هل نفهم من كلامك أننا أمام موجه استعمارية كبيرة عنوانها محاربة التطرف لكنها غطاء لمحاربة الشريعة؟

 

هي حرب ضد الإسلام أصلا، تقسيمهم بل أن الوضعية برمتها ضد الإسلام، والحقيقة أن الوضعية في الغرب أنتجت كل أدوات القوة والعلم لكنها لم تنتج لدينا إلا الجبر والاستعمار والغزو والتقسيم .. لذا فهي بالضرورة ضد الإسلام .

 

تنظيم الدولة الإسلامية من خلافة وتمدد وتوسع للانحسار ..ما نظرتك المستقبلية لهذه الحركة الجهادية؟

 

أنا لم أكتب في هذا الموضوع، وتوقفت عن الكتابة في الجماعات لا أريد أن تكون هناك أوزار أحملها، لكن الدولة هي جزء من المخاض الإسلامي، الذي يشهده العالم الإسلامي اليوم كما كانت القوى العلمانية في الزمن الوطني خلال سنوات الثلاثينات والأربعينات والخمسينات إلى الثمانينات من القرن الماضي، فقد كانت المشاهد زاخرة والمشاحنات وكذا الخلافات قائمة، والقراءات كثيرة جدا .. اليوم ظهرت القوى الإسلامية مخلفة وراءها كل القوى الأيديولوجية ذات النزعة العلمانية. ولأنها واقعة  ما بين الجبر والخلافة على مناهج النبوة فهي أقرب ما تكون إلى مخاض المرحلة الانتقالية من أي أمر آخر.

 

مخاض هائل لم تتضح معالمه بعد على مستوى الأمة، وفي ظل طغيان الحكم الوضعي سيكون من المغامرة القول بأننا تجاوزناه إلى مرحلة الخلافة. خاصة أنها موصومة بـ "منهاج النبوة" حيث الشدة (الجهاد) والرحمة (الدعوة)، وليس أحدهما فقط أو طغيان هذا على ذاك. وفي المحصلة، ومع كل الخلافات والاختلافات والاجتهادات وحتى الاختراقات والانزلاقات والكوارث، فإذا تتبعنا خط سير الفعل الإسلامي منذ مائة عام مضت، سنلحظ بلا شك أن العالم الإسلامي يتقدم. فمن ناحية الدين فقد صرنا الآن نقرأ ونفتش ونبحث ونناقش وننتقد، ولا ريب أن الوعي والمعرفة والعلم لهما الدور الأبرز في هذا التقدم، ففيما سبق كانت الدراسة مقتصرة على الكتاب وفيما بعد أصبح لدينا مدارس وعلوم ومناهج ومواد تدرس، وخريجون وقراء وعلماء كثيرون ووعيا أوفر، هذا في زمن العلوم التقليدية، فما بالك عندما يكون في عصر الثورات وفي عصر العلوم الرقمية فالوضع بالتأكيد مختلف .

 

ما الفرق بين تحرير الشام والقاعدة وكيف ترى مستقبل القاعدة بعد تمدد حركات أخرى كتنظيم الدولة ؟

الذي يروج اليوم بأن النصرة ما زالت على خط القاعدة  هي مجموعات الإسلام الليبرالي والمخترقة من الغرب والعاملة حتى مع النظام السوري، بالإضافة إلى الروس والأمريكيين وبعض الدول العربية، كلهم يضغطوا بهذا الاتجاه.

 

وفي كل الأحوال، فلم تعد المشكلة متعلقة بكون النصرة أو جبهة فتح الشام من القاعدة أم لا، فالثورة السورية، كما بقية الثورات كلها، هي المقصودة. لاحظ عندما تدخل الروس في سبتمبر/أيلول  2015 لم يضربوا الجماعات الجهادية ولا حتى الدولة، إنما ضربوا القوى الثورية البسيطة، فهم يريدون من ذلك القضاء على الثورة برمتها. وعندما يقضوا على القوى الصغيرة أو ما يسمى بالقوى المعتدلة يبقى أمامهم القوى الجهادية،  وهذه لا أحد يختلف على قتالها واستئصالها. لكن الاختلاف على القوى الشعبية والصغيرة. أو على الثورة كرمز احتجاجي. فإذا نجحوا في تصفية القوى الثورية أو احتوائها كما يجري الآن، عبر مؤتمر أستانة وغيره من الوسائل والآليات، فسيكونون، في المحصلة، في مواجهة مباشرة مع القوى الجهادية وسائر ما تبقى من القوى الثورية، سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات. وفي هذه الحالة يعتقدون أنهم نجحوا في القضاء على الثورة السورية، وامتلكوا أقوى المبررات لاستكمال الطريق، أي أنهم لن يجدوا من يعارض فيما يسمى "مكافحة الإرهاب".

 

يفعلون هذا لأنهم منهمكون في إعادة تنظيم أو ترميم النظام الدولي الذي ألحقت به الثورة السورية على وجه التحديد أضرارا فادحة، وإلا فلن يستطيعوا أن يفعلوا شيئا، لذا نلحظ حراكا سياسيا على حل إقليمي عربي لفلسطين، فلم يعد الحديث عن حل فلسطيني إسرائيلي، بل حل عربي، ولكن ضمن الحل العربي وإعادة الترميم، ثمة ضرورة دولية لحل الملف السوري وبقية الملفات العالقة سواء في اليمن أو ليبيا أو العراق وحتى مصر.

 

المهم أن ندرك في هذا السياق أنه ما من نظام دولي بني في العالم منذ معاهدة وستفاليا 1669 إلا بعد حروب طاحنة أو ترتيب ديمغرافي أو تقاسم للنفوذ أو سيطرة على الموارد. لذا فإن ما يجري أكبر وأضخم من كل القوى والجماعات. ويحتاج إلى جهد عقدي يجمع كل الأمة وليس إلى جهود أيديولوجية أو سياسية كما يجري الآن للأسف.

 

موقع إيران من كل هذه المعادلة ما يجري في العالم الإسلامي ؟

 

هي مربط فارسي يجري بعثه في النظام الدولي، هناك مربط ثقافي في مصر ومربطان ماديان في بيت المقدس والشام، ورابع عقدي في العالم، صودرت بموجبه الفتوى، وأودعت في وزارات الأوقاف وأصبحت هي التي تحدد ما يدرس في الدين وما لا يدرس أو ما يقال وما لا يقال، وما يجوز وما لا يجوز.

 

مهمة هذه المرابط الحفاظ على أمن واستقرار النظام الدولي القائم، بل قد تجد جماعات إسلامية واقعة في نفس سياق خدمة المربط العقدي وتجد أفرادا ومشايخ وجمعيات ومؤسسات كلها تعمل تحت سقف النظام الدولي قلبا وقالبا من الألف الى الياء، وبالتالي كلما حاولت الأمة أن تنطلق أقعدوها وأحبطوها.

 

وهناك مربط أمني دولي بأمانة النصيرية بالشام، ومربط عسكري بأمانة اليهودية في بيت المقدس،الآن احد مرابط النظام الدولي (النصيرية) يتعرض إلى عملية جرف من الجذور، وهم يبحثون الآن عن بديل هو المربط الصفوي أو الفارسي؛ لكن بشروط، بمعنى أن إيران مقبولة في النظام الدولي ومدعومة ومحمية بشرط أن تعمل كأداة لكن ليس كمنافس على النفوذ والقيادة الدولية". ولا شك أنه أجدى وأنفع للنظام الدولي لكنه أخطر من المربط اليهودي والنصيري على الأمة.

 

نشاهد مؤتمرات وندوات تحت اسم محاربة التطرف والإسلام المعتدل برأيك ما الهدف منها؟

 

محاربة الإسلام، أي أنهم لن يقبلوا الإسلام لا في رموزه ولا في طقوسه، والآن بعد الثورات، وبعد الهجمات التي تعرضت لها القوى الغربية وأمريكا، قرروا  تجفيف ما تبقى من التاريخ الإسلامي، ولمحاصرة وتغييب ما تبقى من الرموز والطقوس فقد أقدموا على فرض مناهج دينية وتعليمية خاصة وصلت إلى حد إلغاء ذكرى الإسراء والمعراج، وتشويه الرموز والشخصيات الإسلامية والتاريخية، لا يريدون من الناس حتى أن يتذكروا الإسراء والمعراج باعتبارها أطروحة عقدية ضخمة جدا، وفي صلب العقيدة الإسلامية .. فالحديث هنا عن تغييب بيت المقدس والمسجد الأقصى. بل هم يجاهدون على عمل فورمات للعقيدة والدين والتاريخ والحضارة، بعد أن صادروا مفهوم الأمة وحولوا الاجتماع الإسلامي إلى شعوب مصطنعة مكونة من بعض الأقليات والطوائف والعائلات .. لذا لم يكن من باب الصدفة أن ضمنوا وعد بلفور عبارة تقول: "على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين"!

أضف تعليقك