المسجد الجامع... اجراء تنظيمي ام ضبط للمنابر؟

المسجد الجامع... اجراء تنظيمي ام ضبط للمنابر؟
الرابط المختصر

تساؤولات يطرحها مصلون حول الهدف الحقيقي من فكرة "المسجد الجامع" التي بدأت وزارة الأوقاف الأردنية بتطبيقها منذ اسابيع في المحافظات من خلال حصر صلاة الجمعة في مساجد كبيرة، وتوحيد محاور الخطبة.

 

الوزارة تبرر الفكرة وتقول إنها جاءت من باب " ضبط الإنفاق وقلة كادر الوزارة من أئمة" فحسب مساعد الأمين العام لشؤون الدعوة والإرشاد في وزارة الأوقاف، حسن كريرة ان " بعض المساجد الصغيرة تخلو من أعداد كافية من المصلين، بالإضافة إلى كون الوزارة تعاني من نقص في أعداد الأئمة".

 

وزير لأوقاف وائل عربيات، اشار في خطبة  ألقاها في مدينة السلط قبل اسابيع كانطلاقة لتطبيق فكرة المسجد الجامع، إن "الوزارة تسعى لإعادة الخطاب الديني إلى وضعه الصحيح الذي يدعو إلى الوسطية، ويرفض التطرف والغلو".

 

حديث الوزير عربيات يأتي متوافقا مع خطة حكومية لمحاربة الفكر المتطرف كان أحد محاورها اعادة النظر بالخطاب الديني عبر المنابر، ونصت الخطبة التي اقرها مجلس الوزراء مؤخرا، "إعادة هيكلة منظومة الوعظ والإرشاد، وتكليف مديرية الوعظ والإرشاد باختيار خطب مناسبة تتلاءم مع المستجدات والحوادث وحاجة المجتمع، وخفض أعداد المساجد التي تقام فيها خطبة الجمعة من خلال التحول نحو المسجد الجامع".

 

وحول توحيد خطبة الجمعة، يؤكد كريرة إن "الفكرة هي توحيد الموضوع، وليس الحيثيات، بما يخدم توجيه المجتمع"، وأضاف لـ"عربي21": "نعمّم كل جمعة من خلال رسائل نصية وعلى صفحتنا في (فيسبوك) محاور للخطبة تتعلق بمواضيع كالنظافة والنظام، وهذه محاور مقترحة وليست ملزمة، ولا نلزم الخطباء إلا عند وقوع بعض الأحداث التي لها تعلق مباشر بالبلد، وسياسة الدولة، والأمن الوطني، والسلامة الوطنية".

 

أبعاد سياسية

الا أن الكاتب المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، وائل البتيري، يرى في فكرة المسجد الجامع "أبعادا سياسية، وليس حرصا من الحكومة على التزام آراء الفقهاء".

 

يقول إن "القرار يأتي في سياق استراتيجية الحكومة في محاربة ما يوصف بـ(التطرف)، حيث إن وزارة الأوقاف تعاني نقصا كبيرا في الأئمة والخطباء، وتخشى الحكومة أن يملأ هذا الفراغ من يحمل أفكارا متطرفة".

 

أما بخصوص سيطرة الفكر المتطرف على المنابر في الأردن؛ يرى البتيري إن "هذا غير صحيح، فالأئمة والخطباء والمدرّسون يعيشون ظروفا معيشية سيئة؛ بسبب تدني الرواتب التي يتقاضونها، وأكثرهم حريصون على عدم انقطاع هذه الرواتب رغم تدنيها، وبالتالي فهم يتجنبون طرح أفكار متطرفة في خطبهم ودروسهم، وكثير منهم يخشون من الاستدعاءات الأمنية المتكررة، ما يدفعهم إلى تجنب الحديث فيما يُغضب الدولة، حتى إن أحداثا جساما تقع في سوريا والعراق وفلسطين وغيرها من الدول العربية والإسلامية، ولا تكاد تجد خطيبا يتحدث عن هذه الأحداث خشية المساءلة الحكومية والأمنية".

 

ويتخوف خطباء وتيارات الإسلام السياسي من أن يكون هدف فكرة "المسجد الجامع" فرض مزيد من إحكام القبضة الحكومية على المنابر، وإقصاء الآراء التي تغرد خارج سرب الحكومة، استكمالا لقانون الوعظ والإرشاد الذي قيد الخطباء والأئمة في الأردن، كما يقولون.

 

يعرب الرئيس السابق للجنة التحضيرية لنقابة الأئمة، ماجد العمري، عن خشيته من أن تكون فكرة المسجد الجامع ذات أبعاد سياسية، وقال إن "أخشى ما أخشاه؛ أن يتم اختيار الخطباء من لون واحد، لا يتكلم إلا باسم الدولة والحكومة، ولا يرى إلا حسناتهما، ويبعد المنبر الواقع الذي يعيشه المسلمون، سواء في الأردن، أم في العالم الإسلامي".

 

ولعب الخطاب الديني دورا في تجنيد "المجاهدين" فحسب مختصين في الجماعات الاسلامية لعب “قوة الخطاب السياسي لدى السلفيين الجهاديين” دورا في تعزيز ظهور الجهاديين، إذ تناول الخطاب السياسي للتيار المحرمات بانتقاد النظام ومواجهة القضاة وتكفيرهم في المحاكم، وشكل ذلك خطابات جديدة وملفتة وجذابة.