القمة العربية في الأردن والتحولات الإقليمية
مع انطلاق الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية في البحر الميت، لا تزال أجندة القمة والملفات التي ستبرز بين أروقتها محل اهتمام العديد من كتاب الرأي والمقالات في الصحف اليومية.
الكاتب عريب الرنتاوي، يرى أنه وبصرف النظر عمّا سيصدر عن القمة العربية المقبلة من قرارات ومواقف حيال القضية الفلسطينية، فإن من المرجح أن تمضي التطورات على هذا المسار، صوب استئناف مسار المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بمواكبة عربية عبر مسار “الحل الإقليمي”.
"وبمعزل عما سيبدو في القمة أو يخرج عنها، بأن ثمة استعداداً عربياً مضمراً للتجاوب مع “المسار الإقليمي للحل”، أي بلغة غير دبلوماسية وغير ملطفة، الذهاب إلى “التطبيع” قبل إزالة الاحتلال"، يضيف الرنتاوي.
إلا أن التقدم على مسار التفاوض الإسرائيلي سيكون، سيكون بحسب الرنتاوي، مرهوناً بالتقدم على مسارين تفاوضيين آخرين: الأول، إسرائيلي – إسرائيلي، والثاني، هو مسار التفاوض الإسرائيلي – الأمريكي،.
وينتهي الكاتب إلى القول "صحيح أن ثمة “حركة” باتجاه فلسطين، وأن قضيتها لم تعد تقبع في الزوايا المعتمة، لكن ليس في كل “حركة بركة” كما يقال، وعلى الفلسطينيين أن يقلقوا من “الصحوة الأمريكية المفاجئة” لمعالجة ملفات الحل النهائي لقضيتهم، فربما نكون أمام الفصل الأخير من عملية “تصفية” القضية بدل تسويتها".
أما الكاتب ماهر أبو طير، فيؤكد أن القمة العربية في الأردن، ستأخذ تجاها حساسا جدا، ومختلفا، عن بقية القمم العربية، بخصوص الملف السوري، وهناك عدة أسباب وراء ذلك.
ويلفت أبو طير إلى أن القمة تنعقد بعد أيام قليلة، من اجتماع اكثر من ستين دولة في واشنطن، لبحث الحرب على داعش في سوريا والعراق، وعلينا ان نقرأ تصريحات وزير الخارجية الأميركي بدقة خلال هذه الاجتماعات، حين يدق طبول الحرب ضد داعش، ويزيد عليها نية واشنطن إقامة مناطق آمنة في سوريا.
ويضيف الكاتب بأن "غياب النظام السوري ومعارضته عن القمة، أمر بات معروفا، وملف سوريا، سيعاد طرحه من بضع زاويا بما في ذلك، اقتراح عودة النظام من جانب بعض الدول العربية، وهذه هي الزاوية الثالثة التي ستجعل الملف السوري، حاضرا بكل قوة في قمة الأردن".
كما أن مشاركة الروس في قمة الأردن، بدعوة من عمان، تحمل دلالات كثيرة، أبرزها يتعلق بالأزمة السورية، والموقف الروسي منها.
ويخلص أبو طير إلى أن توقيت القمة العربية في الأردن، يتزامن مع وصول الأزمة السورية، إلى ذروة كبيرة، وهي ذروة تجبر دول العالم، على الفصل فيها وتحديد مآلاتها، وهذا يعني أن هناك إجماعا معلنا وسريا، على أن تكون القمة العربية في الأردن، بوابة لتغيرات واسعة على صعيد الأزمة السورية.
فيما يشير الكاتب رحيل غرايبة، إلى أن انعقاد القمة العربية يأتي في ظل ظروف عربية وإقليمية حرجة وبالغة الحساسية.
ويضيف غرايبة بأن كل القمم العربية السابقة كانت تخلو من إسهامات شعبية قادمة من مؤسسات المجتمع المدني، أو الأحزاب السياسية، لافتا إلى ضرورة التفكير في كيفية ردم الهوة بين القمة والقاع العربي، وآن الآوان لتقريب المسافات بين الشعوب العربية وقادتهم في كل الأقطار العربية.
فـ"من أكثر المسائل الملحة في الوقت المعاصر بالنسبة للشعوب العربية هو الإجابة على سؤال الديمقراطية؟ فإلى متى تبقى الشعوب العربية متخلفة عن كل شعوب العالم في امتلاك القدرة على اختيار الحكومات، وامتلاك القدرة على رقابتها ومحاسبتها بطريقة فاعلة؟".
ويختتم غرايبة مقاله بالقول "حتى تكون القمة العربية قمة حقيقية فعلاً لا قولاً ولا شكلاً، ينبغي أن تكون قائمة على ركائز وقواعد شعبية متصلة في الأرض ومتجذرة في العمق الجماهيري، و متدرجة من أدنى القاع إلى أعلى قمة الهرم بتسلسلٍ واضح ومتصل بلا انقطاع، وبغير ذلك فإنها سوف تبقى قمة عائمة في الفراغ".