العنف المجتمعي.. تزايد مقلق
رغم التصريحات الحكومية والأمنية، حول تراجع معدلات الجريمة والعنف المجتمعي بمختلف أشكاله، إلا أن الشارع الأردني شهد مؤخرا عددا من الحوادث المتميزة كمّا ونوعا.
ويؤكد الكاتب رحيل غرايبة أن الظواهر العنفية في مجتمعاتنا المحلية تزداد شراسة، وتأخذ أشكالاً مختلفة ومتعددة ومغرقة في السذاجة والسطحية أحيانا، وهو ما يدعو إلى القلق والخوف والتوجس، لا الاستخفاف واللامبالاة.
ويشير غرايبة إلى أنه، ومن خلال استعراض بعض نماذج العنف خلال الأيام القليلة السابقة، نجد أنها تقوم على أسباب تافهة ومخجلة، فهناك مشكلة حدثت أثناء اصطفاف الطابور لشراء "القطايف"، أدت إلى عراك بالأيدي وتطور إلى حمل السلاح، وهناك مشكلة كبيرة بين فئتين في الزرقاء حدثت نتيجة احتكاك حول اصطفاف السيارة بجانب عربة عصير، نجم عنها معركة ساخنة عبر التراشق بالأحجار التي طالت البيوت والمنازل المجاورة، كما طالت إحدى الكنائس المجاورة.
ويشدد الكاتب على أهمية الوقوف على بعض الدروس مما سبق، والمبادرة إلى معالجة هذه الظواهر قبل استفحالها إلى حالة الفوضى الاجتماعية المتزايدة التي ربما تتطور إلى حالات غير محمودة يتم استغلالها من قبل بعض الفئات المغرضة والموجهة.
ويضيف غرايبة أن "المظهر الأشد خطورة في هذه الظواهر ربما يتجلى في الغضب المكبوت في الصدور الذي ربما يشكل مخزوناً من الوقود القابل للاشتعال والانفجار لأبسط الأسباب، مما يحتم على أصحاب الشأن أن يعملوا على تنفيس هذا الاحتقان والتخفيف من حدة الغضب المكبوت، خاصة فيما يتعلق بالمسألة الاقتصادية".
"أما المظهر الثاني الذي يدعو إلى القلق فيتمثل بالتمرد على القانون أحياناً، واستسهال الخروج على أعراف المجتمع وتقاليده، والنزوع إلى الفوضى، مما قد يؤدي إلى إحداث خلل كبير في هيبة الدولة وكسر حاجز احترام الأنظمة".
كما يؤكد الكاتب باسم الطويسي، أن الأسابيع الأخيرة، وفي شهر رمضان الحالي تحديدا، شهدت ازديادا واضحا في معدلات العنف الاجتماعي والجريمة، وعادت مجددا الأصوات المحذرة مما يشهده المجتمع من تحولات.
ويشير الطويسي إلى أن الأسئلة التي أخذت تتردد منذ صيف العام 2009، حول خلفيات هذه الظواهر وحدودها، عادت بقوة، من دون تمييز واضح بين ثلاث ظواهر مختلفة، هي: الجريمة، والعنف الاجتماعي، والاحتجاج، والتي يأتي كل منها ضمن سياق اجتماعي واقتصادي وأحيانا سياسي.
ويرى الكاتب أنه ورغم الإجراءات الكثيرة حيال ظاهرتي العنف الاجتماعي والجريمة خلال السنوات الأخيرة، إلا أننا ندور في حلقة مفرغة؛ حيث لم نلمس آثار العقوبات الصارمة التي بدأت بعض الجامعات اتخاذها، ولا يوجد ردع مجتمعي واضح أو إدراك لخطورة ما يحدث.
فـ"علينا الاعتراف بأننا نشهد ثقافة قلقة وخائفة على المستقبل، وسط حالة التردد وعدم الاستقرار والأزمة المستمرة المولدة لأزمات لا تتوقف؛ حيث يتصاعد الشعور الاجتماعي بالقلق والخوف على المستقبل وعدم الرضا"، يختتم الطويسي.
أما الكاتب إبراهيم القيسي، فيتناول حادثة مشاجرة الزرقاء الأخيرة والتي وقعت على خلفية عملية اصطفاف قرب عربة بيع عصير، حيث يرى أنها لم تكتسب أهمية لولا أن أحد أطرافها دخل إلى الكنيسة، حيث لم يحترم الطرف الآخر دار العبادة.
ويؤكد القيسي أن "هوشة" الزرقاء ليست سوى "زعرنة"، مشددا على أن الحديث عنها بغير هذا هو عيب وإساءة للأردن و"نبش للعش"، ويجب الترفع عن الحديث عنها بغير هذا.