التنسيق الأردني الروسي.. والتحول عن "الحياد الإيجابي" من الأزمة السورية

التنسيق الأردني الروسي.. والتحول عن "الحياد الإيجابي" من الأزمة السورية
الرابط المختصر

بعد سنوات مما وصف بـ"الحياد الإيجابي" للموقف الأردني من الأزمة السورية، جاءت التصريحات المعلنة عن التنسيق العسكري مع روسيا، مجالا لتحليلات كتاب الرأي حول تحول الموقف الأردني.

 
الكاتب حسين الرواشدة، يرى أن تغير المعادلات الإقليمية أدت إلى تغيير الموقف الأردني من ذلك "الحياد الإيجابي"، مع الدخول الروسي المباشر في سوريا، الأمر الذي لم يكن مفاجئا، حيث أتى بعد تصريحات الملك التي دعا خلالها موسكو إلى المشاركة بصورة أكثر فعالية لإنجاح الحل السياسي في سوريا، وفي ظل عدم ممانعة من واشنطن للتدخل الروسي.

 
ويشير الرواشدة إلى لقاء فيينا، الذي ضم روسيا وأمريكا وتركيا والسعودية، الذي اتفق، على هامشه،  وزيرا الخارجية الأردني  و الروسي، على "تنسيق" لعمليات العسكرية بين الطرفين، وهو ما برره الناطق باسم الحكومة بأنه يأتي من أجل الحفاظ على حدود المملكة الشمالية.

 
ويوضح الكاتب بأن هذا التحول بالموقف الأردني يمكن فهمه في سياقين، الأول سياسي، يتعلق بتقديرات تشير إلى أن روسيا أصبحت اللاعب الأساسي في المعادلة السورية، والثاني عسكري، يفيد بأن من مصلحة الأردن أن تمسك روسيا  بزمام المبادرة في سوريا، وأن تكون بمثابة « مايسترو « لتوجيه دفة الصراع العسكري.

 
بالمقابل، فإن فشل روسيا أو وجود تحالف مناوئ لها في المنطقة، سيدفع بآلاف "المجاهدين" إلى سوريا، و سيعزز من فكرة التنظيمات المتطرفة، و سينطوي ذلك على خطر يهدد الأمن الأردني، و يزيد من الأعباء الأمنية عليه، بحسب الرواشدة.

 
ويؤكد الرواشدة على ضرورة إجراء ترتيبات، بعد هذه "الاستدارة" بالموقف الأردني، تضمن الحفاظ على العلاقات الاستراتيجية مع حلفاء و أشقاء ما زالوا يتحفظون على التدخل الروسي، ويمكن أن يتحولوا إلى أعداء.

 
أما الكاتب فهد الخيطان، فيلفت إلى أن الأردن لم يسبق له  أن حاز من قبل على هذا القدر من هامش المناورة في السياسة الخارجية، دون أن يتكبد خسائر من رصيده في العلاقات والتحالفات الدولية والإقليمية، مشيرا إلى تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري حول عدم معارضة بلاده للاتفاق العسكري بين الأردن وروسيا"، كما لم يصدر أي موقف إقليمي متحفظ على هذا الاتفاق.
 

ويستخلص الخيطان من تصريحات جودة التي أعرب فيها عن أمله بأن تكون آلية التنسيق هذه فاعلة لمحاربة الإرهاب في سورية وخارجها، أن الاتفاقية تؤسس لتعاون أشمل بين البلدين.

 
ويعدد الكاتب المصالح "المتحققة" من الاتفاقية، وأبرزها: ضمان المصالح الأردنية في أية تسوية سياسية في سورية،  وما تعلق منها بملف اللاجئين، أو الحدود،  وعلاقة النظام الجديد في سورية، وتأمين الوضع القائم حاليا على الحدود الشمالية،  ودعم حالة الجمود المستمرة منذ مدة طويلة، وعدم تغيير ميزان القوى بما يسمح لاختراق جماعات إرهابية.

 
أما الكاتب باسم الطويسي، فيستعرض بعض التحليلات لهذا الاتفاق الأردني الروسي، حيث وصفه البعض بأنه تحول استراتيجي تاريخي في الموقف الأردني قد يصل إلى انطلاق الطائرات الروسية من الأراضي الأردنية، فيما ذهب البعض إلى أنها مجرد عملية تنسيقية لا تشير إلى أي تحولات حقيقية في المواقف الأردنية.

 
ومن بين المواقف "المتحركة" إقليميا حيال الأزمة السورية، يرى الطويسي أن الموقف الأردني كان الأوضح استراتيجيا، والذي استند إلى ثلاثة مبادئ أساسية هي الحل السياسي، ومواجهة التنظيمات "الإرهابية"، وحماية وحدة التراب الوطني السوري، مقابل غموض استراتيجي أميركي، وتحديدا في الموقف من محاربة الإرهاب.

 
ويخلص الكاتب إلى أن المهم ليس هذا النمط من التنسيق بل التحولات السياسية التي بدأت تظهر علنا مع اتفاق فينّا الرباعي، والذي غُيبت عمان عنه، ومن المتوقع توسيع هذه الرباعية لتشمل إيران ومصر.