التطورات في الجنوب السوري وارتدادها على حدود المملكة

التطورات في الجنوب السوري وارتدادها على حدود المملكة
الرابط المختصر

لا تكاد التطورات العسكرية في المناطق الجنوبية في سورية تتحرك بأي اتجاه، حتى تثار التساؤلات حول انعكاساتها على حدود المملكة الشمالية، والدور الأردني بتحديد مسار تلك التطورات.

 

الكاتب محمد أبو رمان، يرى أن التطورات المتسارعة والسباق المحتدم بين القوى العسكرية في بادية الشام وعلى المقربة من حدودنا الشمالية يؤشّر على تزايد الأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة، بخاصة تلك الواقعة بين بلدة التنف الحدودية، وبادية الشام من جهة ثانية.

 

وتعد منطقة التنف بالنسبة للأردن، موقعا استراتيجيا، "لأنه في الشمال الشرقي من منطقة الركبان، التي تضمّ أكثر من مائة ألف لاجئ، مع وجود قناعة لدى عمان بأنّ المخيم تحول إلى "محطة استراحة" لعائلات وعناصر تنظيم داعش"، بحسب أبو رمان.

 

وإجابة على التساؤل حول أهداف الأطراف المختلفة من التسابق على هذه المنطقة، يقول الكاتب، إن "الأمر مرتبط بتحول الاستراتيجية الأميركية في سورية، مع الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، الذي أعاد تعريف المصالح الأمنية بجعلها مزدوجة، مواجهة داعش وتحجيم النفوذ الإيراني".

 

و"من زاوية ثانية من يسيطر على هذه المناطق يصبح أكثر قرباً من دير الزور، إذ أنّ هنالك تنافساً اخر على "تركة الرايات السود" في هذه المحافظة، بين القوات المدعومة أميركياً والنظام السوري وحلفائه".

 

ويصل أبو رمان إلى القول إن "هذا وذاك من أجل اللحظة التي يعود فيها الأطراف للجلوس على طاولة المفاوضات لاحقاً، وعدّ الأوراق الرابحة والخاسرة في جعبتهم، لكن إلى حين ذلك هل يمكن أن تنفلت الأمور وتتطور المواجهات غير المباشرة الحالية في البادية وترتفع وتيرتها إلى دخول شبه مباشر للقوى الإقليمية والدولية؟!".

 

ويطرح الكاتب حسين الرواشدة تساؤلا إن كان النظام السوري يخشى من أي تدخل بري في عمق الجنوب، ليشير إلى أن الإجابة لا تتعلق فقط بهذا التدخل المفترض لسببين على الأقل , الأول أن النظام يدرك أن العرض كان قد سبق وتلقاه الأردن في أسوأ لحظة ضعف كان يمر بها قبل أن تدخل روسيا وتسعفه، لكن الأردن رفض أن يتدخل آنذاك، أما السبب الثاني فهو أن ما حدث من تحولات في المواقف الدولية، كان مجرد عنوان لمرحلة سياسية قادمة هدفها “ تغيير “ رأس النظام وإعادة هيكلته، وهذه لا علاقة للأردن بشكل مباشر بها.

 

أما سبب تحسب النظام السوري من الجبهة الجنوبية، فإنه يأتي بحسب الرواشدة، في سياقين: الأول تزامن المخاوف السورية مع تمرين “ الاسد المتأهب“، أما السياق الثاني فهو أن التوقيت تزامن مع اقتراب مرحلة “ استئصال “ وطرد داعش في الرقة والموصل، ثم مع تصاعد المخاوف الأردنية من “ فيضان “ داعش بعد الإطباق عليها لمناطق قريبة من الحدود.

 

ويعتقد الكاتب أن الأردن لا يفكر حتى الآن بأي تدخل عسكري في الجنوب السوري, بانتظار مصير المنطقة  “الآمنة “ في درعا، ثم استجابة الفاعلين في سورية (روسيا تحديدا ) للمطالب الأردنية التي تلخصت في حماية الحدود من المليشيات والمذهبية , ثم التأكد من عدم تهديد داعش او امتدادها للأردن.

 

و"في هذا الإطار, يمكن فهم الحركة الأردنية في أكثر من اتجاه، سواء بالتحالف مع روسيا أو توثيق العلاقة مع الفصائل والعشائر في البادية الجنوبية لسورية, أو في توجيه رسالة لطهران عبر مسقط , أو في الاستعدادات التي تجري على الحدود لمراقبة الوضع واستباق تطوراته.

 

أما الكاتب عمر العياصرة، فيتناول التوجه الألماني الذي أعلنته المستشارة أنجيلا ميركل حول نقل جنود بلادها من قاعدة "انجرليك" التركية إلى الأردن كأحد البدائل المحتملة، في ظل توتر العلاقات بين برلين وأنقرة.

ويلفت العياصرة إلى أن الجيش الألماني المراد نقله إلى الأردن هو عبارة عن مشارك في المهمة الدولية لمكافحة تنظيم داعش في سوريا والعراق، بست طائرات استطلاع من طراز «تورنادو»، وطائرة تزود بالوقود انطلاقا من قاعدة «إنجرليك»، ويوجد بالقاعدة نحو 260 جنديا ألمانيا.

 

ويؤكد الكاتب أن اختيار ميركل وكذلك النخبة السياسية في برلين للأردن كبديل عن تركيا، هو دليل ثقة كبيرة بعمان، ومؤشر على العلاقات الأكثر من ممتازة بيننا وبين ألمانيا، كما أنه من المعروف أننا جزء من التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب.

 

و"الملفت ان المستشارة الالمانية، كانت صريحة زيادة عن اللزوم حين اعلنت اسم الاردن كمكان بديل لقواتها، فهي تعلم حساسية قبول الاردنيين بوجود قواعد عسكرية اجنبية على اراضيهم خاصة «في العلن»".

 

ويضيف العياصرة بأن "الأردن لم يعلق على ما قالت ميركل، وأظنه لن يعلق، فالدولة لا تعرّف وجود قوات أجنبية على أراضينا أنه تعبير عن تركّز قواعد عسكرية ثابتة، فالظرف الإقليمي والتحالف المنخرطين فيه، يجعل القرار أكثر سهولة بقبول قوات تساعد، حتى القوى الحزبية والشعبية تراها تقبل من خلال السكوت الذي هو علامة الرضا".

 

للمزيد:

 

 

 

أضف تعليقك