الأبعاد السياسية لإضراب "الحرية والكرامة"

الأبعاد السياسية لإضراب "الحرية والكرامة"
الرابط المختصر

يواصل الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ولليوم العاشر على التوالي، إضرابهم المفتوح عن الطعام، مع انضمام أسرى جدد للإضراب، وهو ما كان له مساحته بين أعمدة كتاب الرأي في الصحف اليومية.

 

الكاتب ماهر أبو طير، يرى أن الغاية الأساسية من الإضراب هي غاية سياسية تتمثل بإثارة قضية الأسرى، وإلى متى سيبقى هنا أسرى في سجون إسرائيل؟! مستذكرا أول إضراب جماعي منظم في سجن عسقلان عام 1970.

 

ويضيف أبو طير "لقد ثبت بالدليل القطعي، أن إسرائيل، وأمام الفلسطينيين والعرب والعالم، تسلب الأسرى أولا حياتهم، وحياة عائلاتهم، ثم تسجنهم، لتبدأ بمقايضتهم على أمور عادية جدا، تتعلق بالعلاج والاتصال مع ذويهم، وغير ذلك، من حقوق.

 

و"ما تريده إسرائيل، أن تبقى القصة، قصة ظروف الأسرى، وليس قصة مبدأ أسر فلسطينيين، وإذا كنا ندعم الأسرى في اضرابهم المفتوح، فهذا لا ينسينا أصل المعاناة، أي الاحتلال، وضرورة الإفراج عن كل الأسرى، لا مجرد تحسين ظروفهم".

 

والنقطة الأهم، بحسب الكاتب، هي ضرورة عدم إبقاء قضية الأسرى في اطارها الفلسطيني أو العربي، والوصول إلى كل المنظمات التي على صلة بحقوق الإنسان، والمنظمات الدولية.

 

أما الكاتب جهاد المنسي، يلفت إلى أن المجتمع الدولي، الذي يتداعى في كل صغيرة وكبيرة لإصدار بيانات شجب واستنكار، يقف صامتا كما الأمم المتحدة أمام التصريحات النازية التي تصدر عن صهاينة، كان أبرزها دعوة ما يعرف بوزير النقل والاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس إلى تطبيق عقوبة الإعدام بحق الأسرى الفلسطينيين.

 

ويقول المنسي إن "تصريحات الوزير الصهيوني التي دعا فيها لحرق الأسرى واعدامهم، ومن بينهم من يقبع في السجون الصهيونية بلا تهمة وإنما لمجرد توقيف إداري أو احتياطي سنتّه بريطانيا الاستعمارية قبل ما يقرب من 70 عاما، لا يختلف كثيرا عن "داعش" الإرهابية، فكلاهما ينهل من الوعاء الإرهابي عينه، ويتحدث بالطريقة ذاتها".

ويؤكد الكاتب على أن الوقوف مع الأسرى والمعتقلين في إضرابهم وموقفهم هو وقوف مع الإنسانية وحقوق الإنسان، ووقوف ضد الظلم بجميع أشكاله.

 

فيما يشير الكاتب أحمد عزم، إلى تصاعد  مؤشر التضامن الشعبي الفلسطيني مع إضراب الأسرى عن الطعام باطّراد، ويزداد زخم التضامن، ولكن هذا لا يقلل من أن المزيد مطلوب، وأن المزيد كان متوقعاً.

 

ويوضح عزم بأن هذا الإضراب "مختلف عن غيره من الإضرابات ولا يمكن أن يستمر 30 أو 40 يوما إذا ما استمرت قواعده الحالي.. فهو بدون شرب الحليب أو المتممات الغذائية المسموحة في القوانين والأعراف الدولية للإضرابات.

 

ويضيف الكاتب بأن القيادي الأسير مروان البرغوثي يقدم في قيادته للإضراب الحالي تجربة فذة، لن تُنسى بسهولة، ومهما حاول أي مراقب أو كاتب عدم الإشارة لمروان بهدف تأكيد الطابع غير الشخصي والعام للإضراب، يصعب تجاهل ما يفعله.

 

ويخلص عزم إلى أن الأسرى يضعون إضرابهم ضمن خطاب حركة التحرر من الاستعمار والاحتلال، وبالتالي فإنّ تطوير خطاب فلسطيني عام شعبي ورسمي يترجم مضمون رسائل الأسرى في مناحي مختلفة أمر مهم للغاية.

 

ويتساءل الكاتب حازم عياد، إن كان البرغوثي قد تمكن من إعادة توجيه البوصلة نحو المواجهة مع الكيان الإسرائيلي؟ وهل أعاد ترتيب أولويات السلطة الفلسطينية في رام الله التي انجرفت في حساباتها الذاتية نحو التصعيد مع قطاع غزة.

 

ويضيف عياد بأن إضراب الأسرى خلق تجاذبا قويا بين أجندة السلطة في رام الله المنصب على الصراع الداخلي والمتمثل بمستقبل القيادة الفلسطينية في رام الله ومستقبل العلاقة مع قطاع غزة والحلول الإقليمية؛ وبين مقارعة الاحتلال ومواجهة مخططاته خصوصا بعد وصول ترمب الى سدة الرئاسة في أمريكا.

 

ويؤكد الكاتب أن "صمود المضربين في سجون الاحتلال للأسبوع الثاني سيدخل الاحتلال في مواجهة حقيقية ستتسع تأثيراتها يوما بعد يوم وسيحرج الاجندة الاقليمية والدولية؛ إذ يتوقع أن يتسع التفاعل على المستوى الشعبي في الأراضي الفلسطينية شيئا فشيئا ما يعني إمكانية انتقال المواجهة من مهاجع الأسرى إلى الشارع الفلسطيني؛ والى المحافل الإقليمية والدولية.