اتفاق أنقرة - موسكو.. ودمشق!

اتفاق أنقرة - موسكو.. ودمشق!
الرابط المختصر

لم يكن الاتفاق التركي الروسي بإعادة "تطبيع" العلاقات بين الجانبين منذ حادثة إسقاط المقاتلة الروسية شمال سورية، ليقف عند حدود "الحدود الدبلوماسية" بينهما، إذ سيمتد أثره إقليميا ودوليا وخاصة في القضايا الخلافية التي لا يقل تدخل أحدهما فيها، وخاصة الأزمة السورية.

 

 

الكاتب عريب الرنتاوي، يشير إلى ما قد يصح من أنباء، حول وجود وساطة جزائرية بين دمشق وأنقرة، لتكون دائرة الاستدارة التركية قد اكتملت، ويكون لتداعيات مصالحة محتملة بين الجارتين اللدودتين، وقع الصاعقة على كثيرين ممن أصيبوا بمرض “تضخم الرهانات التركية”.

 

 

فـ"في الأنباء، وجميعها من مصادر تركية، أن حكومة العدالة والتنمية طلبت إلى القيادة الجزائرية، بذل مساعيها الحميدة لرأب الشرخ الذي باعد ما بين دمشق وأنقرة، وأن عملية “جس نبض” بدأتها السلطات الجزائرية أو ستبدأها قريباً، لرسم خريطة طرق معقدة وشائكة، لاستعادة العلاقات بين الجانبين".

 

 

ويوضح الرنتاوي أن دائرة المصالحات الإقليمية والدولية التي تجهد أنقرة في إتمامها، لن تكتمل من دون استحداث استدارة في الموقف من الأزمة السورية، مشيرا إلى أن تركيا ربما أدركت، أن ثمة “مصالح مشتركة” تجمعها مع دمشق.

 

 

ويذهب الكاتب إلى أن الأحلام التوسعية التي صاحبت الموقف التركي من الأزمة السورية، ازدهرت في سياقاتها، قد تكسرت بالكامل، تارة أولى، بفعل التدخل العسكري الروسي في سورية، وتارة ثانية على وقع الفتور (التأزم) في علاقات أنقرة مع الغرب، وتارة ثالثة، في تآكل دور ما يسمى بـ “المعارضة المعتدلة” لصالح التنظيمات الإرهابية.

 

 

ويلفت الكاتب فهد الخيطان، إلى ما أوردته صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، حول لقاءات تتم عبر قنوات سرية في الجزائر بين ممثلين عن أنقرة والنظام السوري، وتتركز حول القضية الكردية التي باتت تشكل تهديدا كبيرا لتركيا.

 

 

ورغم عدم صدور أي تعليق من طرف أنقرة أو دمشق يؤكد الخبر أو ينفيه، إلا أنه بالنسبة لعديد من المراقبين، لا ينطوي على مفاجأة كبرى؛ فبعد الاستدارة التركية صوب روسيا، صار بالإمكان توقع خطوات أردوغانية في واحد من أهم الملفات العالقة بين موسكو وأنقرة.

 

 

ويضيف الخيطان "ليس من شك أن تركيا قد تبنت سياسة متهورة في سورية، كلفتها خسارة حلفاء وأصدقاء في الشرق والغرب، وأكثر من ذلك وضعتها في صدام دموي مع الأكراد والإسلاميين المتطرفين".

 

ويرجح الكاتب ألا يذهب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خطوات أبعد في سورية؛ فما يهمه حاليا هو استعادة زخم العلاقات السياسية والاقتصادية مع روسيا، والاقتراب أكثر من الخطاب الروسي الأميركي حيال الحل السياسي للأزمة السورية.

 

 

فـ"العنصر الحاسم في سياسة تركيا تجاه سورية يشهد تبدلا جوهريا، لم يصل بعد حد الانقلاب، هم تركيا الأساسي في هذه المرحلة هو احتواء الطموح الكردي، وإجهاضه في مهده، وليس العمل من أجل إسقاط النظام السوري كما كان الموقف في السابق"، يقول الخيطان.

 

 

أما الكاتب منار الرشواني، فيتناول الجانب الآخر من التحالفات حول الأزمة السورية، حيث تتفق روسيا وإيران حتماً على ضرورة إبقاء بشار الأسد في منصب الرئاسة، إلا أنهما يعرفان تماماً أن مصيره لم يعد سوى تفصيل صغير جداً في الصراع بسورية.

 

 

"وإزاء حقيقة ضآلة دور الأسد يمكن، بناء على التطورات العسكرية الأخيرة على الأرض في سورية، استنتاج "فرضية" تدني حجم الالتقاء الروسي-الإيراني هناك بشأن الأهداف الكبرى والنهائية التي يُفترض أن تتضمنها التسوية السياسية للصراع".

 

 

ويؤكد الكاتب على ضرورة عدم إغفال إمكانية سعي موسكو إلى إيصال رسالة لواشنطن، بأن المصلحة تقتضي التعاون بينهما للقضاء على "جبهة النصرة"، وأن موسكو لن تحاربها وحدها، وبالوكالة عن واشنطن.

 

 

و"إزاء كل ذلك، مضافاً إليه الاعتذار التركي لروسيا والشروع بإعادة تطبيع العلاقات بينهما، هل يبدو ممكناً التفاؤل بتسوية سياسية للصراع؟ بعد أكثر من خمس سنوات، يبدو الشيء الوحيد المستحيل في سورية هو التفاؤل؛ طالما أن إيران (وبالتالي الأسد) تصر أن كل ساع للحرية والكرامة في سورية هو إرهابي" يختتم الرشواني.