قلق من حرب بين إيران وأمريكا..والأردن يدلي بأقوال

الرابط المختصر

الرقم: 19عمان 813

تاريخ البرقية : 02 / 04 / 2009

تاريخ النشر على ويكيليكس: 28/11/2010

تصنيف : سري

المصنف:  السفير الأمريكي في عمان  ر. ستيفن بيكروفت .

المصدر: سفارة عمان.

الموضوع: قلق من حرب بين إيران وأمريكا الأردن يدلي بأقوال.

( النص  الأصلي  )

ملخص:

1- هذه البرقية جاءت ردا على طلب لتقويم ردود فعل طرف ثالث حول إمكانية حدوث اشتباكات بين الولايات المتحدة وإيران. يعتقد القادة الأردنيون بأن حرب كهذه ستكون مكافأة للمتشردين في المنطقة وتضعف المعتدلين العرب، وبدون إقناع إيران في أن توقف دعمها للإرهاب، وضع نهاية لبرنامجها النووي، أو إسقاط طموحاتها في بسط هيمنتها على المنطقة. يعتقد المسئولين الأردنيون بأن أفضل طريقة لمواجهة الطموحات الإيرانية يمكن في إضعاف تسددها البارز في الشارع العربي وذلك عن طريق " حل الدولتين" والذي سيحل الصراع العربي الإسرائيلي، والتأكد من أن المؤسسات السياسية والأمنية في العراق تبقى بعيدة عن الهيمنة الإيرانية وذلك عند الانسحاب الكامل للولايات المتحدة من العراق. وفي حال استمرارية الاشتباكات الأمريكية مع إيران، تأمل الأردن في استشارتها مقدما وان تبقى مصالحها في الحسبان.

2- الحذر، اذرع الإخطبوط الإيراني، أقطعوها:

تشبيه يستخدمه الأردنيون، وهو الإخطبوط الإيراني الذي يمد أذرعته لتخريب والعبث بأفضل خطط يضعها الغرب والمعتدلون العرب. تمتد أذرع الإخطبوط الإيراني إلى حلفاءها: قطر، وسوريا، وحزب الله في لبنان وحماس في الأراضي المحتلة بالإضافة إلى العراق الذي يبدو أحيانا خاضعا لإيران والأقليات الشيعية المتواجدة في أرجاء المنطقة.

يشكل المسئولون الأردنيون بالحوار بين الولايات المتحدة وإيران في أن يقنع الأخيرة بسحب اذرع إخطبوطها، إلا أن الأردنيون يعتقدون بأنه في المقدور قطع هذه الأذرع وذلك عندما تحرم إيران من أن تبدو وكأنها بطلة عند تدخلها في قضايا ساخنة لدى الشارع العربي مثل تأييدها المطلق للقضية الفلسطينية.

3- حسب تحليل للحكومة الأردنية فإن إيران تبسط تأثيرها النابع من اعتقاد الشارع العربي بأن بمقدور إيران أن تنجز أفعالا بينما المعتدلون العرب عاجزون. وان الفشل الذي ينتاب المعتدلين العرب أساسه من معاناة الشعب الفلسطيني كما يتهمهم المتشددون من العرب، وبالرغم من الإجماع العالمي على إقامة دولة فلسطينية بجانب الدول الإسرائيلية.

ويذكر موقف العجلوني نائب وزير الشؤون العربية والشرق الأوسط " إيران غير مرحب بها في العالم العربي ولكنها تستغل الناس البسطاء" .

ومن وجهة النظر الأردنية، فإن بمقدور الولايات المتحدة الاستفادة من خلال ضغطها على إسرائيل للبدء في مفاوضات الحل النهائي وهذا سيضمن تأييد العرب لصفقه مع اهتمامات أمنية مشتركة تجاه إيران.

4- وفي لبنان فإن الحكومة الأردنية تخشى من ازدياد حرية حزب الله والتي قد تؤدي إلى تأثير الحزب على الانتخابات البرلمانية القادمة.

ويرى الملك بأن الحرب الإسرائيلية اللبنانية عام 2006 قد أفادت إيران وحزب الله وذلك من خلال جعل الشارع العربي السني يهلك بالمقاومة وزلزال شكوكه السابقة بحق الشيعة.

ثم يصف وزير الخارجية الأردني آنذاك صالح البشير في أواخر 2008 بأن تصويت 2009 يشبه " عندما نعرف من فاز في أيار الماضي" ، وهو يشير بذلك إلى اتفاق الدوحة الذي وضع نهاية لتقاتل اللبناني، وهذه تشبه القضية الفلسطينية حيث دعى القادة الأردنيون مرارا بأن الطريق الوحيد لسحب السجادة من تحت قدمي حزب الله وأسيادهم الإيرانيون يكون بقيام إسرائيل بإرجاع مزارع " شبعا" إلى لبنان وبهذا يفقد حزب الله الأسباب التي تبقي المقاومة ضد الاحتلال عن طريق استمرارية المواجهات مع إسرائيل، وبذلك يفقد حزب الله أسباب وجوده والدعم الداخلي أيضا.

5- في العـراق:

أدت علامات الاستقرار السياسي والأمني التي سادت العراق السنة الماضي التي تهدئه أعصاب الأردنيين بخصوص التدخل الإيراني السافر في العراق.

وقد ذكر الملك وآخرون بأن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يظهر نفسه على أنه قائد وطني وليس ضيق الأفق أو تحت السيطرة الإيرانية.

ذكر وزير الخارجية البشير أثناء المحادثات السياسية بين الأردن والولايات المتحدة في تشرين ثاني 2008 بأن لدى " الحكومة العراقية الميول لتهدئة إيران" ولكنه رأى أن الزيادة في المشاركة الدبلوماسية الأردنية والعرب السنة مع بغداد ستكون بمثابة حصن محتمل ضد إيران (قال البشير) هناك نزعات إيجابية موجودة في العراق كثير من المفاوضين الأردنيين يتشددون على  أن " على الولايات المتحدة ترك العراق فقط عندما يكون ذلك مناسبا، وبذلك يمكن تجنب حدوث فراغ سياسي وأمني والذي يمكن إشغاله بسهولة من قبل إيران.

التحضير لإيران مخيب للآمال:

6- يحرص الأردنيون على أن لا يظهرون وكأنهم منحازون إلى جانب الولايات المتحدة، إلا أن تعليقاتهم تظهر شكوكا قوية ومخفية حول معرفة الولايات المتحدة بالتعامل الفعال مع إيران. اقترح وزير الخارجية ناصر جودة بأن الإيرانيين سعداء حين تستمر محادثاتهم مع الولايات المتحدة لعشرة سنوات بدون التقدم للأمام، حيث يعتقد الإيرانيون بأنهم المستفيدون من الموافقة بعد سنوات من العزلة دون أن يدفعوا ثمنا".

قال رئيس مجلس الأعيان زيد الرفاعي بأن محادثات مع إيران لن تؤدي إلى شيء، وقال بأنه إذا وافقت الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي، والدول العربية بأنه يجب عدم السماح لإيران وفي أي ظرف بأن تملك سلاحا نوويا " اقصفوا إيران أو البقاء في ظل العقوبات والحوافز (عصا وجزره) وهذا لن يجدي نفعا.

كانت هذه تصريحات الرفاعي عند زيارة ديفيد هيل في تشرين ثاني، بينما صرح الرفاعي بأن توجيه ضربة عسكرية لإيران سيكون لها وقعا كارثيا على المنطقة " ولكن على أية حال فإن منع إيران من امتلاك سلاح نووي ليعود بفوائد تفوق مخاطر التدابير العسكرية. وردت تصريحات الرفاعي هذه في أوائل شباط 2009 عند اجتماعه بدبلوماسيين.

وذكر مدير مكتب رئيس الوزراء خالد القاضي بأن أزمة غزة قد سمحت بالتدخل الإيراني في العلاقات العربية لتصل إلى مستويات غير مسبوقة. وقد حث الولايات المتحدة بأن "تفهم التاريخ" بعد الإسرائيليين يأتي الإيرانيون بالذكاء فهم يعرفون إلى اين ماضون وماذا يفعلون، وأعرب عن شكوكه بإمكانية حصول اختراق دبلوماسي قبل انتخابات إيران في حزيران، ويعود ذلك جزئيا إلى أن عدم استطاعة النشطاء الإيرانيون في أن يكونوا عمليون وذلك لاعتبارات دينية وإيديولوجية. ويأمل على أن أية محادثات ستفضي إلى إضعاف المتشددين، حيث يعتقد الكثير منهم بأحاديث " الشيطان الأكبر".

7- وإذا بدأت المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران فإن القيادة الأردنية تصر على أن لا تكون هذه المحادثات على حساب العرب، خاصة الدول المعتدلة كالأردن، مصر والسعودية والسلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى ذلك، فإن الاردنيون يعربون عن مخاوفهم حول حرب مع إيران حيث أنها تولد تزاحم من قبل الدول العربية بالخروج عن التيار السائد ويقيمون على إنفراد سلام منفصل مع إيران.

وفي حديث مع المبعوث الأمريكي جورج ميتشيل، قال الملك عبد الله في شباط الماضي، بأن ضرب أمريكا لإيران في هذا الوقف سيؤدي إلى تعميق الخلافات بين الأقطار العربية، وإن الدول العربية التي لا حول لها سوف تلجأ إلى المعسكر الإيراني.

ذلك القاضي من رئاسة الوزراء الأردنية بأن إيران تسعى إلى تحويل الصراع العربي الإسرائيلي إلى أن يكون صراح إسلامي إسرائيلي، وهذه الإستراتيجية قد رأت النجاح في سوريا وقطر. اعرب رئيس الوزراء آنذاك البشير وبأسلوب تآمري، في أيلول 2008 لدى زيارة من قبل CODEL، عن مخاوف العرب من أن تقوم الولايات المتحدة والغرب بالسماح لإيران بعلب دور المهمين في العراق وباقي المنطقة مقابل تخلي إيران عن برنامجها النووي.

8- صرح الملك السنة الماضية عند سؤاله عن تأييده لضرب إيران أو العمل ضد مصالحها بدون قصفها من قبل وفد كونجرس أمريكي يزور المنطقة، بأن على الولايات المتحدة استخدام كلا الطرقتين في وقت واحد، وأن القصف يجب أن يكون ذكيا من خلال تعيين أهداف كبيرة.

أوضح مدير الشؤون الدولية في الديوان الملكي جعفر حسن في الأول من نيسان، موقف الأردن في هذا الصدد كالتالي: على الولايات المتحدة استشارة اصدقاءها في المنطقة فقط. ولكنه صرح بأن على هذه الاستشارة أن تكون علنية لتكون رسالة لإيران بأن العرب شركاء في مراجعة سياسة الولايات المتحدة. ودعا إلى أن يقوم العرب والولايات المتحدة بالعمل سويا لتحديد المطلوب من إيران وما هي المواضيع الملائمة للمباحثات وإقامة خطوط حمراء واضحة ( ملاحظة: قال حسن بأن الأردن كان يحاول العمل مع اصدقائه في المنطقة لتطوير إستراتيجية عربية مشتركة ولكن لم تتحقق هذه المحاولة).

9- تعقــيب:

بالاعتقاد أن الولايات المتحدة ستنفذ ضربه ضد إيران، فقد تجنب المسئولين الأردنيين رفض هذه الفكرة صراحة، ولكنهم لا يزالون قلقون على أن تخرج إيران المستفيدة الوحيدة من هذه العملية، وعلى حساب الأردنيين.

يمكن التحفظ بالأردني حول طموحات إيران بالمنطقة والتي يمكن تحقيقها. لذا فإنهم يعتبرون اقامة علامات واضحة يستدل بها كطريقة لجعل الضربة الأمريكية – الإيرانية في أن تكون محدودة، وقصيرة الأمد. إعادة الاشتباك قد يؤدي إلى إجراء مراجعة في العلاقات الأردنية/ الإيرانية والمجموعات الإسلامية مثل حماس والتي أجرت الحكومة الأردنية محادثات أمنية محدودة السنة الماضية. وعند سؤاله مرارا فيما إذا كانت المحادثات الأردنية مع حماس ستؤدي إلى الخروج عن سياسة تأييد محمود عباس أحباب المفاوضين الأردنيين بأن إسرائيل تتصل مع حماس بواسطة مصرية وأن سوريا وإيران تتواصل فعالية مع حماس، لذا ما المانع من تواصل الأردن مع حماس.