الحكومة الجديدة تضع طلاء جديدا على الحائط
الموضوع: الحكومة الجديدة تضع طلاء جديدا على الحائط
رقم مرجعي: 10AMMAN87
تاريخ صدور البرقية: 7/1/2010 الساعة 13:01
تاريخ نشرها عبر ويكيليكس: 28/12/2010 الساعة 21:09
التصنيف: سري
المصدر: السفارة الأمريكية في عمان
المصنف: ستيفن بيكروفت- سفير الولايات المتحدة للأردن
1. الملخص: حكومة رئيس الوزراء سمير الرفاعي الجديدة أصدرت مجموعة من المدونات والتعميمات للمكاتب الحكومية حول سياسات حكومية تعكس اختلافا واضحا عن السياسات الحكومية السابقة، وإحدى تلك المدونات صدرت في 4/1/2010 تفرض على المكاتب الحكومية تعليق صورة ولي العهد الأمير حسين بجانب صور الملك عبد الله الثاني، مما ترك للبعض مجالا للتساؤل إذا ما كان على المكاتب الحكومية إنزال الصور التقليدية للملك المحبوب الراحل الملك حسين. وتم إصدار قرارين لمحاربة الفساد وهي خطوة أولي في مجال الإصلاح تطبيقا لدعوة الملك في رسالة التعيين الصادرة في 9 ديسمبر.
2. الصور الجديدة لولي العهد ولو كان أمرا رمزيا فلها إمكانية إطلاق شرارة انتقادات بين شرق الأردنيين المتخوفين من أن القوة تنتقل تدريجيا إلى الأردنيين من أصل فلسطيني.
الخطوات المناهضة للفساد مرحب بها، ولكن هناك العديد من المشككين من قدرة تلك الخطوات على التأثير في كبح مشكلة مستعصية والتي يتطلع لحلها محليا بسرعة.
وجه جديد على الحائط
3. التعميم الحكومي الصادر في 4/1/2010 من قبل حكومة رئيس الوزراء الرفاعي وموجه لكافة المكاتب الحكومية والعامة يطالب بإبراز صورة واضحة لولي العهد الأمير حسين بن عبد الله الثاني لجانب صور الملك عبد الله الثاني.
تقليديا كانت صور الملك ووالده الملك الراحل حسين بن طلال تبرز جنبا إلى جنب. إلا أن التعميم لا يوضح إن كان يجب إضافة صورة الأمير للمجموعة الحالية، أم أنه، كما تساءل البعض، يجب أن تبرز صورة ولي العهد بدلا من صورة الملك الراحل الحسين.
4. في كلا الفكرتين القرار قد يكون خلافيا، فالملك الراحل كانت له شعبية كبيرة ولا يزال محبوبا في كافة أنحاء الأردن بعد مرور حوالي 11 سنة على وفاته. وكانت له شعبية كبيرة ما بين قادة العشائر خارج عمان بسبب اهتمامه بتطوير المناطق الريفية وقدرته على حل الإشكاليات العشائرية من خلال تدخله الشخصي. كل هذه المزايا تعتبر نقاط ضعف لدى الملك الحالي أو أنه غير مهتم بها.
5. في المقابل، فإن شرق الأردنيين والذين لهم تمثيل مبالغ به في البيروقراطية الأردنية، لهم شكوك من تعيين ولي العهد بسبب شبابه (عمره 15) وسلالته الفلسطينية. فوالدة ولي العهد فلسطينية والملك عبد الله الثاني يعتبر نصف بريطاني. هذا يعني لبعض الدوائر أن ولي العهد ربع هاشمي فقط.
الخطوات الأولي نحو الإصلاح في محاربة الفساد
6. أصدرت الحكومة قرارين متعلقين بمحاربة الفساد، فقد تم التعميم في 4/1/2010 بتوجيهات للمسؤولين الحكوميين بأن لا يقبلوا هدايا تزيد قيمتها في 50 دينار (حوالي 70 دولار). وخلال أسبوع 27 ديسمير عممت الحكومة (بالرغم من أنها لم تعلنه) سياسة إعلامية جديدة والتي تفرض على المسؤولين الحكوميين عدم توظيف الصحفيين أو دفع بدل تغطية إيجابية. إضافة لذلك وبعد زيارة رئيس الوزراء سمير الرفاعي لمقر هيئة مكافحة الفساد ولجنة المراقبة المالية شكل لجنة لتسريع في تحقيقات قضايا محاربة الفساد وتشجيع عملية تسريب المعلومات حول الفاسدين.
7. إن هذه السياسات هي محاولة واضحة من الحكومة الجديدة للابتعاد عن سياسات الحكومات السابقة في مجال مكافحة الفساد. ولكن العديد في الأردن يقولون أن الفساد أصبح متفشيا في الحكومات المتعاقبة ولذلك هناك شك في أن الحكومة الجديدة ستكون مختلفة ويؤمنون بأن هذه الإجراءات تعتبر ضعيفة.
8. إن التشكيك الأردني أصبح واسعا لدرجة أن النظر لعملية تسريب معلومات عن الفساد أصبح وكأنها مضحكة، فمثلا، أعلن الإعلام الأردني في 24 ديسمير 2009 أن أحد الموظفين الحكوميين العامل في وزارة العدل عرض علية 200 دينار كمكافأة من الوزير لأنه أعلن عن محاولة رشوة بمبلغ 50 ألف دينار من قبل شركة خاصة ترغب بمساعدات وتسهيلات. وقد تم الاستهزاء من مكافأة الوزير من قبل معلقين على مواقع اليكترونية وكذلك من قبل زملاء الموظف الذين قالوا إنه كان من الأفضل له لو احتفظ بالرشوة التي وصلت إلى 50 ألف دينار بدلا من فضحها.