ممرضو "الحاووز": ماضون في الاضراب حتى اخر الشوط

ممرضو "الحاووز": ماضون في الاضراب حتى اخر الشوط
الرابط المختصر

تشهد أروقة مستشفى الزرقاء الحكومي "الحاووز"، حالة ارباك واضحة جراء الاضراب الذي ينفذه الممرضون بالتزامن مع اضراب زملائهم في المستشفيات الحكومية في المملكة، والذين اكدوا عزمهم المضي فيه حتى تحقيق مطالبهم.

وتسبب الاضراب الذي بدأه الممرضون يوم الاربعاء 16 تموز، في حالة ارباك في المستشفى لم تتمكن الادارة من اخفائها برغم التعتيم الذي سعت الى فرضه، عبر رفض التصريح للصحفيين ومنعهم من الدخول.

ويتبدى هذا الارباك خصوصا في شكاوى المرضى والمراجعين من توقف الكثير من الخدمات، باستثناء التي تتخذ طابعا طارئا او ملحا.

وبينما كان الممرضون المضربون يجلسون تحت مظلات خارج مباني المستشفى، راحت احدى المراجعات تجوب الممرات بحثا عن المدير وفي وجهها علائم الغضب.

وقالت الفتاة طالبة عدم نشر اسمها "الممرضة ترفض الاستجابة لي وتقول انها مضربة، هل علينا ان نموت امامهم دون ان يفعلوا شيئا بحجة انهم مضربون؟".

وباستياء قالت زهرة حامد التي كانت تحمل في يدها صورة أشعة "لا يريدون العمل، منذ اسبوع وانا اراجع المستشفى بلا فائدة، ولو انني قصدت مستشفيات القطاع الخاص لكان خيرا لي".

وقبل ان نتمكن من التحدث مع مراجعين اخرين، كان مساعد المدير يحضر طالبا منا الامتناع عن التصوير واجراء مقابلات والمغادرة على الفور.

وفي الخارج، اكد الممرض محمود عمر الذي كان يقف بين عدد من زملائه انهم مصرون على المضي في الاضراب حتى رفع "الظلم" عنهم وتحقيق مطالبهم.

ويعمل 400 ممرض وممرضة في مستشفى الزرقاء الحكومي الذي يعد المستشفى الرئيسي في المحافظة، ويستقبل يوميا ما معدله الف مراجع.

ويطالب الممرضون بعلاوة العمل الإضافي لمن لا يتقاضاها، وزيادتها لمن يتقاضها، وإعادة صرف العلاوة الفنية كما كانت قبل مشروع الهيكلة، ورفع قيمة الحوافز المالية التي تقلصت خلال الدورة الأخيرة إلى 4.85 دنانير بدلا من 5.5 دنانير.

وشكل تخفيض قيمة الحوافز المالية شرارة لإعلان نقابة الممرضين الإضراب عن العمل.

وشددت النقابة على ان اضرابها لا يقتصر على المطالبة باعادة الحوافز الى ما كانت عليه، بل وايضا بتنفيذ كافة مطالب الممرضين التي وعدت الحكومة ووزارة الصحة بتحقيقها منذ عامين، لكنها تراكمت جراء المماطلة.

وكان نحو 11 الف ممرض وممرضة يعملون في مستشفيات ومراكز ومديريات الصحة في المملكة، قد وافقوا قبل عامين على انهاء اضراب استمر 16 ساعة، بعدما وعدت الوزارة بالاستجابة لتلك المطالب.

وقال الممرض عمر ان النقابة دخلت خلال العامين الماضيين في حوارات ومفاوضات مع الوزارة من اجل تنفيذ ما وعدت به، ودون ان يتحقق من مطالب الممرضين سوى القليل.

واضاف انهم فوجئوا خلال رمضان بان الوزارة تنتقص من حقوقهم وتلغي العلاوات، وحتى الحوافز التي اضافتها عادت وخفضتها مرة اخرى.

واكد عمر ان الممرضين "مظلومون"، وانهم عادوا الى الاضراب هذه المرة وهم مصرون على تلبية كافة مطالبهم.

ولفت الى مطلبين اضافيين اعتبرهما مُلحين وهما وقف الاعتداءات التي يتعرضون لها واعادة النظر في التصنيفات الادارية لمهنة التمريض في ظل الوضع الإداري الذي تقول النقابة انه بات مثقلاً بالأعباء الإدارية التي يعاني منها الممرضون.

وقال عمر ان الممرضين ينوون تصعيد اضرابهم في حال ظلت الوزارة على تعنتها في رفض الاستجابة لمطالبهم، ودون اعطاء تفاصيل.

واشار الى اجتماع مقرر بين النقابة ومسؤولي الوزارة يوم الاثنين 21 تموز، معربا عن امله في ان يتمخض عن الاستجابة لمطالب الممرضين.

على ان هذا الاجتماع قد فشل على ما اتضح، حيث خرج منه نقيب الممرضين محمد حتاملة ليعلن ان وزارة الصحة لم تقدم شيئا جديدا لحل المشكلة.

ومع استمرارالاضراب، اقر عمر بان ذلك يتسبب بمعاناة للمراجعين والمرضى، لكنه شدد على ان الممرضين يواصلون اثناءه اداء واجبهم تجاه الحالات الطارئة والملحة.

وقال "بالتأكيد الاضراب يؤثر عليهم، ولكن نحن لا ننفذ الاضراب دفعة واحدة ونتوقف بشكل تام عن العمل، فالمريض أولويتنا وهمنا، ونحن نتعامل مع جميع الحالات الطارئة والحالات التي تستلزم وجودنا، ولا نقصر نهائيا".

ومن جانبها ايضا، اكدت ممرضة تدعى تغريد ان هدفهم هو تحصيل حقوقهم، مع الحرص على ان لا يتسبب ذلك في الاضرار بالمرضى.

وقالت "رغم الإضراب ورغم حقوقنا المهضومة الا ان المرضى في عيوننا، وأهم شيء عندنا هو المريض، وأي حالة نرى أنها تستدعي وجودنا كحالة طارئة يجب التعامل معها، فنحن لا نتوانى عنها".