معاناة مزمنة لاهالي الرصيفة الجنوبي مع شبكة المياه المهترئة

معاناة مزمنة لاهالي الرصيفة الجنوبي مع شبكة المياه المهترئة

تذهب معظم كميات المياه التي تضخها السلطة هدرا في شوارع وازقة منطقة الرصيفة الجنوبي بفعل تقادم واهتراء الشبكة، الامر الذي يؤكد كثير من الاهالي انه يترك خزاناتهم شبه خاوية.

 

ويشكو اهالي المنطقة التي تضم عددا من الاحياء الاكثر اكتظاظا في الرصيفة مثل العراتفة والعامرية والفاخورة، من ان معاناتهم هذه مستمرة منذ ثمانينيات القرن الماضي، وتزداد سوءا عاما بعد اخر.

 

وقالت مواطنة فضلت عدم ذكر اسمها وتمتلك متجرا للملابس يقع على الشارع الرئيسي في حي العراتفة، ان المياه لا تلبث ان تفيض في الشوارع مع بدء دور الضخ نتيجة تقادم واهتراء الشبكة، وهو يجعلها قاصرة عن بلوغ خزانات البيوت.

 

واضافت ان "ما يحصل والحالة كذلك، هو اننا نكون نعاني العطش ونبحث عن نقطة ماء، فيما الشوارع غارقة بالمياه".

 

واشارت الى مشكلة الطين الذي يتشكل في الشوارع بفعل المياه ويتحول بعد جفافه الى اتربة تذروها الريح وتتسلل الى كل مكان في محلها.

 

واعتبرت هذه السيدة ان ما ادى الى ان تصبح المشكلة مزمنة ومستمرة منذ عشرات السنين، هو عدم تكاتف الناس من اجل الوصول الى حل جذري لها، على حد قولها.

 

وتقول أم أنس التي تقيم في نفس المنطقة، ان ضعف ضخ المياه الناجم عن الهدر، يجعل وصولها صعبا الى الخزانات على الاسطح، ويضطرهم بالتالي الى استعمال عبوات بلاستيكية من اجل التزود بحاجاتهم من المياه لغايات الاستخدام المنزلي.

 

واكدت ان تركيب بعض الاهالي لمضخات على الخطوط من اجل ايصال المياه الى خزاناتهم، قد فاقم مشكلة ضعف الضخ، وتسبب بالتالي في تزايد اعداد من يحرمون من المياه ويضطرون الى شرائها من الصهاريج.

 

وقالت ام انس مستهجنة انه برغم استمرار هذه المعاناة، الا ان فواتير المياه تصل اليهم بانتظام.

 

وانتقد مواطن فضل عدم ذكر اسمه ما وصفه بالحلول الارتجالية، واحيانا البدائية، التي تلجأ اليها سلطة المياه حيال تعاملها مع المشكلة.

 

وقال انه شاهد لمرتين عمال الصيانة التابعين للسلطة وهم يدسون قطعة خشب في احد الانابيب من اجل وقف المياه المتسربة منه بسبب تعرضه للكسر.

 

وحذر هذا المواطن من ان استمرار تدفق المياه يتسبب باضرار لاساسات المباني، ويجعلها عرضة للانهيار.

 

ومن جانبه، حمل مدير سلطة مياه الرصيفة "محمد جمعة "ابو عبيدة ، المواطنين جزءا كبيرا من المسؤولية عن مشكلة الهدر، وذلك نتيجة ما قال انه اهتراء للتمديدات الداخلية في المنازل.

 

واكد ابو عبيدة  ان "60 بالمئة من الهدر ناتج عن مزاريب المنازل"، ودعا المواطنين في هذا الصدد الى الانتباه الى جاهزية تمديداتهم الداخلية.

 

وقال انه في حال ملاحظة السلطة لوجود هدر عن طريق مزاريب البيوت فأنها تقطع المياه عنها ولا تعيد ايصالها الا بعد اصلاح الخلل، محذرا من ان ذلك يؤثر على المنازل من نواحي انشائية.

 

واقر ابو عبيدة بوجود شكاوى بشأن اوضاع الشبكة وامدادات المياه، لكنه اكد انها ليست بمستوى ما كانت عليه الحال في السنوات السابقة، وان "الوضع المائي اصبح افضل بكثير".

 

واوضح انه وجد من خلال متابعته الشخصىة لشكاوي المياه والانقاطاعات انها اصبحت فردية، وان 90 بالمئة منها لم تعد تتكرر، مشيرا في السياق الى وجود 42 الف اشتراك مسجل في الرصيفة، وبعضها يخدم مباني مؤلفة من عدة شقق.

 

ودعا ابو عبيدة المواطن في منطقة الرصيفة الجنوبي الى التمتع بجاهزية عالية لاستقبال دور ضخ المياه الذي يبدأ من صباح الاثنين ويستمر حتى مساء الاربعاء.

 

ولفت الى ان شمال الرصيفة الذي يضم ياجوز والقادسية وجريبا والظاهرية والتطوير الحضري، قد تم تجديد شبكتها وباتت جاهزة منذ اذار الماضي عبر مشروع ممول من المنحة الاميركية، فيما يجري حاليا تجديد شبكة الصرف الصحي للمنطقة.

 

اما بالنسبة الى الرصيفة الجنوبي، فقد بين ابو عبيدة انه سيصار في القريب العاجل الى دراسة المنطقة تمهيدا لتجديد شبكتها، بحسب ما اعلنه امين عام سلطة المياه.

أضف تعليقك