قضاء الازرق يتأهب لاستعادة مكانته على خارطة السياحة (فيديو)
تقيم بلدية الازرق في الاول من آب المقبل احتفالية سيجري خلالها اشهار مشروع سياحي تنموي شامل يعول عليه في ان يشكل انطلاقة قوية نحو استعادة قضاء الازرق لمكانته على خارطة السياحة المحلية والعالمية.
وكان القضاء الذي تبلغ مساحته نحو 3500 كيلومتر مربع قد بدا يفقد موقعه على خارطة السياحة مع جفاف مسطحاته المائية مطلع تسعينيات القرن الماضي بفعل الضخ الجائر لمياهه من اجل استخدامها للشرب خصوصا في العاصمة عمان.
ومع اختفاء معظم البرك ونضوب الينابيع الرئيسة الثلاثة التي كانت تغذيها، تلاشت مساحات واسعة من المناطق الخضراء التي ظلت تشكل على مدى قرون محطة للطيور المهاجرة باتجاه شمال شرق اوروبا.
وكمحصلة، فقد اختفى السياح الذين كانوا يقصدون الازرق بالالاف للاستمتاع بواحاته وايضا معالمه الاثرية العريقة، ومعهم تبدد ابرز مصدر لمعيشة سكان القضاء البالغ عددهم نحو عشرة الاف نسمة.
وقال رئيس بلدية الازرق بهجت جاد الله انه تمت دعوة وسائل الاعلام ووكلاء سياحة ومسؤولين ومهتمين لحضور احتفالية اشهار "مشروع الازرق السياحي التنموي الشامل" الذي تامل البلدية في ان يشكل ركيزة لاعادة احياء السياحة في القضاء.
وانيطت مهمة ادارة المشروع ببلدية الازرق بناء على اتفاق مع وزارة السياحة.
واوضح جاد الله ان الحفل الذي يرعاه وزير السياحه سيشتمل على كلمات تعريف بالمواقع السياحية والاثرية التي يزخر بها القضاء، وسيتخلله حفل فني ساهر ووجبة عشاء لكل المدعوين.
وكانت البلدية قد تسلمت مؤخرا المشروع الذي ازاح جلالة الملك الستارة عن لوحته التذكارية خلال زيارته الى القضاء عام 2008.
واقيم المشروع الذي بلغت كلفته الاجمالية 418 ألف دينار على قطعة ارض مساحتها 11 دونما، وهو يحوي مطعما سياحيا ومتاجر متنوعة ومكتبة أطفال ومواقف حافلات وحديقة عامة وقاعة كمبيوتر مزودة بالإنترنت وقاعات متنوعة.
وصممت هذه المرافق بحيث تشكل محطة انطلاق للسياح الى المواقع السياحية والاثرية في قضاء الازرق الذي عانى من تجاهل كبير من قبل هيئة تنشيط قطاع السياحة وكذلك وكلاء وشركات السياحة كما يؤكد المرشد السياحي نادر البلعوس.
وقال البلعوس ان "الازرق منطقة جميلة وسياحية..ولكن يوجد عجز في تسويقها سياحيا كما هو الحال مع البترا وجرش ووادي موسي".
وطالب وزارة السياحة بايلاء الازرق عناية اكبر كما دعا الى توعية المواطن الاردني وتثقيفه سياحيا وتشجيعه على القدوم الى الاماكن السياحية في هذا القضاء.
ومن جانبه اكد المواطن ابراهيم ابو العبد انه لا يوجد حركة سياحية في ا لازرق اليوم، ولا ياتي اليها سوى عدد محدود من السواح الاجانب.
واشارة ابو العبد كذلك الى ضعف الترويج للمواقع السياحية والاثرية في القضاء الذي قال انه "يحتاج الى ناس تهتم به وباثاره القيمة".
محمد الشمري يقول بدوره انه ولم يسبق له زيارة اماكن سياحية في الازرق رغم مروره المتكرر في القضاء، وذلك لعدم وجود دعاية كافيه او لوحات ارشادية تدل عليها على حد تعبيره.
ويضم قضاء الازرق العديد من المواقع الاثرية من بينها قصر العويند الذي يقع جنوب غرب الأزرق الجنوبي واقيم فوق مرتفع يشرف على روضة غنية بالاشجار. ويرجح ان يكون القصر في الاصل قلعة رومانية انشئت لحماية الطرق التجارية.
وهناك ايضا قصر اسخيم شمال شرق الازرق الشمالي وهو قلعة رومانية استعملها الانباط لمراقبة وحماية قوافل التجارة.
وقريبا منه يقع قصر عين السل الذي يطلق عليه ايضا قصر الباشا وهو عبارة عن سكن وسط مزرعة يتبعه حمام ويعود بناء القصر إلى العصر الأموي.
ولعل من ابرز المعالم الاثرية قلعة الأزرق في وسط بلدة الأزرق الشمالي، وقد شيدت من الحجر البازلتي ويوجد في اركانها ابراج كانت ترتفع ثلاثة طوابق.
وتشتمل القلعة على غرف نوم واسطبلات ومسجد وآبار ويعود بناؤها إلى القرن الثاني الميلادي وقد انشئت للمراقبة وحماية الطرق التجارية.
والى جانب المواقع الاثرية، يحتضن قضاء الازرق محميتين طبيعيتين شهيرتين هما محمية الأزرق ومحمية الشومري.
وتعتبر واحة الازرق ممرا للطيور المهاجرة بين أفريقيا وأوروبا والتي تتوقف لفترة استراحة وأحيانا تفضل ان تقيم في المنطقة طيلة فصل الشتاء.
وفي الحمية شاليهات تابعة للجمعية الملكية لحماية الطبيعة يمكن المبيت فيها كما يمكن للزائر ان يقضي اوقاتا في مراقبة الطيور من الاكواخ المخصصة لذلك مما نجعل محمية الأزرق من أهم المواقع لممارسة هواية مراقبة الطيور.
اما محمية الشومري التي انشئت عام 1975 فتبلغ مساحتها 22 كيلومترا مربعا وقد خصصت لاعادة إطلاق المها العربي الذي بدأ بالانقراض وتتكاثر فيها أنواع من الطيور البرية ويمكن لزائر المحية القيام برحلة سفاري وسط الحيوانات البرية.
إستمع الآن