عذابات الاسرى تتجسد في مشروع تخرج أسير محرر بجامعة الزرقاء

عذابات الاسرى تتجسد في مشروع تخرج أسير محرر بجامعة الزرقاء

شكلت عذابات الاسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي موضوع مشروع تخرج قدمه اسير محرر الشهر الماضي الى قسم التصميم الفني في كلية الفنون بجامعة الزرقاء.

وتصف التصاميم التي اعدها سعد الشمالي (29 سنة) معاناة الاسير الفلسطيني منذ لحظة اعتقاله مرورا بالتعذيب اثناء التحقيق وليس انتهاء بالقمع والتضييق بعدها داخل الزنازين.

وكانت سلطات الاحتلال اعتقلت الشمالي عام 2007 بتهمة "المساس بامن دولة اسرائيل"، حيث امضى في سجونها ثلاث سنوات ونصف السنة.

وبعد تحرره انتقل الى الاردن لمتابعة تعليمه حيث درس التصميم الفني "غرافيك ديزاين" في كلية الفنون بجامعة الزرقاء.

وقال الشمالي المتحدر من قرية كفر الديك قرب مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية، ان مشروع تخرجه الذي حمل عنوان "الضمير" ياتي بالدرجة الاولى من باب التضامن مع الاسرى في محنتهم.

ويتالف المشروع من مجموعة تصاميم فنية لملصقات واعلانات اضافة الى فيديوهات معظمها من وحي تجربته الشخصية في الاسر.

ويتحدث الشمالي عن هذه التجربة التي بدات بعملية اعتقال وحشية في مسقط راسه ثم نقله الى مركز اعتقال قرب حوارة في نابلس، وبعدها الى التحقيق في منطقة تدعى الملبس.

وقال انه مُنع اثناء مرحلة التحقيق من مقابلة محاميه، كما اخفي عن الصليب الاحمر ولم يسمح لاحد من اقربائه بزيارته.

واضاف انه جرى احتجازه خلال ذلك في زنزانة ضيقة جدرانها خشنة ومضاءة بلون اصفر كئيب، وكان معظم الوقت مقيدا الى كرسي، ومن حين الى اخر ياتي المحقق لاستجوابه مستخدما اساليب متنوعة من التعذيب الجسدي والنفسي.

ويوضح ان التعذيب اشتمل على الصعق بالكهرباء والضرب بالعصي وتغطية الرأس بكيس رائحته نتنة، اضافة الى الشبح الذي يتم خلاله اجلاسه على مقعد وقلبه راسا على عقب.

وقال الشمالي انه لا يزال يعاني الى اليوم من الام في ظهره نتيجة تعذيبه باسلوب الشبح والجلوس مقيدا لفترات طويلة على الكرسي.

وعندما يفشل المحقق في انتزاع الاعترافات بهذه الطريقة، كان يقوم بادخال جواسيس الى زنزانته على اعتبار انهم اسرى، لكنهم في الحقيقة يكونون مجندين لكسب ثقة الاسير ومحاولة استدراجه ليدلي بالمعلومات.

وامثال هؤلاء معروفون عند الاسرى باسم "العصافير" كما يوضح الشمالي.

وقال الشمالي انه بعد انتهاء التحقيق جرى تقديمه الى محكمة عسكرية قضت عليه بالسجن ثلاث سنوات ونصف السنة، امضاها متنقلا بين سجون بينها مجدو وعوفر وعسقلان.

واشار الى ان اكثر ما يعانيه الاسرى في سجون الاحتلال هو الحرمان من زيارة الاهل والاقرباء، واذا ما سمح لهم فتكون اللقاءات من وراء الواح زجاجية وعبر سماعات هاتف وبحيث لا يستطيع الواحد منهم حتى ضم ابنه الى صدره.

واضاف ان ادارات السجون تمنع دخول الطعام من الخارج، وتقدم للاسرى بدلا من ذلك اطعمة رديئة يرفضون في العادة تناولها وهو ما يضطرهم الى اللجوء للشراء من كفتيريا السجن التي تفرض عليهم اسعارا خيالية.

ويصف الشمالي فرحة اهله وذويه وهم يستقبلونه بعد تحرره من الاسر مؤكدا انهم كانوا يشعرون بالفخر بسبب التضحيات التي قدمها في سبيل قضية وطنه المحتل.

والفرحة لم تكن اقل وهم يرونه يمضي في حياته بعزيمة صلبة ويتابع تعليمه ويحصل على شهادته الجامعية التي قال انه يدين بجزء كبير من الفضل فيها الى الدعم المعنوي الذي كان يلقاه من اساتذته وزملائه في الجامعة.

أضف تعليقك