شارع الواد في الزواهرة منطقة "منكوبة"
يشعر من يدخل شارع الواد في الزواهرة كما لو انه في منطقة منكوبة او دولة افريقية نبذتها الحضارة، فمياه الشرب والصرف تجريان فيه انهارا، والحفر بحجم الخنادق، والقمامة اكوام متكدسة تتقافز بينها القوارض.
والوضع ليس جديدا في الشارع الذي يقطنه الالاف ويطلق عليه رسميا اسم شارع عمر بن عبدالعزيز، ولكن وطأته اشتدت خلال عام 2013 مع استمرار تدفق مياه المجاري والشرب فيه دون انقطاع.
ويؤكد الاهالي ان مسؤولي المدينة صموا الاذان عن شكاواهم التي لا تنقطع، ولم يقوموا باي تحرك يذكر لرفع المعاناة عنهم.
وعندما تحدثت "هنا الزرقاء" مع عضو المجلس البلدي محمد ذيب، اقر بتقصير البلدية، لكنه اعتبر ان الاهالي وسلطة المياه يتحملون ايضا جزءا من المسؤولية عن تردي الاوضاع الصحية وتهالك البنية التحتية للشارع.
وتعهد ذيب بالعمل من اجل تنظيف الحي من النفايات التي باتت بيئة خصبة لتكاثر القوارض على انواعها، وكذلك الافاعي.
ولكن السكان اكدوا لاحقا ان كل ما قامت به البلدية هو تفريغ الحاويات في حين ظلت النفايات المتراكمة في الزوايا على حالها.
وزيادة في البلاء، فقد بات الشارع شبه منقطع عن العالم، حيث ترفض الباصات وسيارات التاكسي المجازفة بالوصول اليه لان ذلك سيعني حتما تعرضها الى اضرار مدمرة.
وقال احد السكان وهو ابراهيم بصيلة ان الباصات لا تدخل الشارع مع العلم انه ضمن خطها الرسمي، وذلك بسبب اهتراء طبقته الاسفلتية وتهالكها جراء تدفق المياه فيه دون توقف.
واضاف بصيلة انه اذا ما توقفت مياه الشرب عن التدفق، فان مياه الصرف تبدأ بالفيضان، واحيانا تختلطان ببعضهما.
واشار الى ان تدفق مياه الشرب في الشارع ادى الى ضعف في قوة ضخها حتى لم تعد تصل الى خزانات البيوت، وهو ما يضطر الاهالي الى الاستعانة بالمضخات الكهربائية.
وقال بصيلة ان البلدية قامت في احدى المراحل بترقيع حفر الشارع بالاسفلت، لكن استمرار تدفق المياه ادى الى تجريف الرقع وظهور الحفر مجددا خلال وقت قصير.
وتابع قائلا ان وزارة الاشغال الغت خطة لتعبيد الشارع بالتعاون مع البلدية، وذلك نتيجة عدم تعاون سلطة المياه معهما.
واكد ابو محمد وهو جار لبصيلة ان بلدية الزرقاء حاولت التواصل عدة مرات مع سلطة المياه من اجل اصلاح الانابيب المكسورة في الشارع تمهيدا لترميمه، لكن الاخيرة لم تبد اي تجاوب.
وعبر ابو محمد عن استيائه لما وصفه بتعاطي المسؤولين مع شارعهم كما لو انه في دولة اخرى، مضيفا انه يعرف الزرقاء بالكامل، ولا يوحد اي شارع فيها يعاني كهذا الشارع.
وقال ان الباصات لم تعد تدخل شارع الواد ولا سيارات التاكسي، وحتى الاطفال من طلبة المدارس باتوا يعودون الى منازلهم يوميا وقد غطى الطين ملابسهم.
ويشكو ابو زيد الزواهرة وهو صاحب بقالة من دخول المياه الى بقالته باستمرار، علما انها اعلى من مستوى الشارع.
ويقول ابو زيد ان سبب فيضان المجاري يعود خصوصا الى عدم صيانتها وتنظيفها من القاذورات والنفايات التي تسدها، مشيرا الى ان بعض المناهل مفتوحة بلا اغطية ما يشكل خطرا على حياة المشاة ويتسبب باضرار كثيرة للمركبات.
ابو انس ساكن اخر في الشارع ابلغنا انه اتصل عدة مرات مع سلطة المياه من اجل اصلاح ماسورة مكسورة امام بيته، ولما يئس من تجاوبها، قام باصلاحها على حسابه الخاص، ولكنه يقول انها لا تزال تتعرض للكسر باستمرار لانها مكشوفة.
ويؤكد ابو عماد، وهو سائق باص روضة كان يقوم بايصال بعض الطلبة الى بيوتهم في الشارع ان الحفر ادت الى تعطيل الباص اكثر من مرة.
نداء العوضي هي ايضا من سكان الشارع وقالت انها قدمت الشكاوى الى اكثر من جهة ودون جدوى، ونظمت ذات مرة عريضة جمعت عليها التواقيع لعل وقعها يكون افضل على المسؤولين، ولكن مصيرها كان التجاهل ايضا.
وتعبر جارتها ام احمد شديفات عن خشيتها على سلامة ابنائها مع انتشار القوارض بين اكوام النفايات المحيطة بالحاويات القريبة من بيتهم، وتتساءل بيأس "كيف بامكاني التخلص من هذه المعاناة؟".
وتصف ام عماد الشارع بانه اصبح عبارة عن مكرهة صحية، وتقول ان الاهالي باتوا مهددين بالامراض عدا عن المشقة التي يكابدونها يوميا نتيجة رفض الباصات وسيارات التاكسي الوصول الى المنطقة.
والقت ام احمد العقرباوي بجزء من المسؤولية عن وضع النظافة في الشارع على الاهالي الذين قالت ان بعضهم يرسل الاطفال للتخلص من النفايات في الحاويات، لكنهم يرمونها خارجها لا داخلها.
مشكلة اخرى ابلغنا بها ابو وليد الطوباسي بينما كنا نهم بمغادرة الشارع، وهي انه يفتقد للانارة، ويغدو ليلا مكانا معتما وخطرا مع وجود الحفر والمياه المتدفقة.
وقال الطوباسي باسى انه ينبغي تغيير اسم الشارع ليصبح "المنسي" بدلا من عمر بن عبدالعزيز.
إستمع الآن