رنان..من الاعاقة الى الذهب في اولمبياد اثينا، فالخيبة بالوطن

رنان..من الاعاقة الى الذهب في اولمبياد اثينا، فالخيبة بالوطن
الرابط المختصر

عندما عادت رنان من اثينا حيث حصدت ذهبية في الاولمبياد الخاص هناك،  في الوثب الطويل  وفازت بفضية وبرونزية عن مشاركتها في مسابقة الجري في ذات البطولة ،و كانت تظن انها ستحظى بتكريم واستقبال حار في المطار، لكنها لم تجد شيئا من ذلك، ولا حتى وسيلة نقل توصلها الى بيتها في الزرقاء.

 

وحتى تزيد المرارة في نفس رنان وليد محمد  وذويها، فقد احتجز اتحاد رياضة المعوقين جواز سفرها ورفض رده الا بعد ان سلمت "بدلة الرياضة والبوط" اللذين ارتدتهما خلال المسابقات.

 

كان ذلك في العام 2011 الذي شهد" دورة الالعاب  الأولمبية الخاصة " في اثينا والتي شاركت فيها 183 دولة، ومن يومها، قررت اسرة رنان الا تشركها في اية مسابقات رياضية مماثلة.

 

ويقول والدها محمد وليد  "تصرف الاتحاد شكل صدمة للبنت وجعلها حزينة لايام"، مضيفا "اتخذنا موقفنا هذا كعائلة لأننا لا نرى اهتماما كافيا بهذه الفئة التي تعاني من اعاقة عقلية".

 

رنان لا تزال تحمل ذكريات جميلة عن مشاركتها في اولمبياد اثينا، وتعبر عنها ببساطتها قائلة "رحنا هناك لعبنا رياضة، وطلعونا مشاوير. فزت بالوثب الطويل. حصلت على ميدالية ذهبية. اتمنى اني اروح على المدرسة كمان مرة".

 

وهذه الفتاة على ابواب التخرج حاليا من مركز تأهيل المعاقين في الرصيفة، حيث ستودع قريبا أياما محببة الى نفسها امضتها في التدريب الرياضي وتعلم التدبير المنزلي متحدية اعاقتها الذهنية المصنفة بانها بسيطة.

 

ولن تختلف الحال مع اختها أليسا (13 عاما) اذ انها بعد سنوات خمس ستلتزم بيت ابيها بحلول موعد تخرجها من المركز ذاته، إن لم تتغير القوانين التي لا تقدم أي دعم لمن يصل من المعاقين الى سن الثامنة عشرة.

 

وقرار العائلة بالنسبة للمشاركة في المسابقات الرياضية ينسحب ايضا على اليسا التي تمارس رياضة الجمباز.

 

ويقول الاب في اشارة الى المهارات الرياضية لابنتيه "هذه موهبة الهية قليل تكرارها. أن يكون الانسان يعاني من اعاقة عقلية وفي الوقت ذاته متفوقا رياضيا. ولكن أين هو اهتمام المجتمع بهاتين الفتاتين؟ حتى أنهما لا تتمتعان براتب معونة وطنية وما استطعنا الحصول عليه هو فقط تأمين صحي حكومي".

 

ويضيف متسائلا "ما هو مصير هاتين الفتاتين عندما تكبران وتبقيان بلا دخل يكفل لهما حياة كريمة؟ هل ستكونان عالة على أخويهما؟".

 

وكما تبين منال الروسان من مديرية التنمية الاجتماعية، فان شروط منح راتب المعونة الوطنية تستوجب معاناة الشخص من اعاقة عقلية شديدة، وهو ما لا ينطبق على رنان واليسا حيث تصنف اعاقتهما بانها بسيطة.

 

ومصدر قلق الاب، وخصوصا بالنسبة لرنان، مرده انها لم تتدرب في المركز على تخصص تحبه، وهو التجميل حيث انه مخصص للصم فقط، وبالتالي لم يكن أمامها الا التدرب على التدبير المنزلي الذي لم تتقن اي شئ فيه على حد تعبيره.

 

ومن جانبها تصف الام ابنتيها بانهما موهوبتان، وتقول ان الامر لا يقتصر على الجري والوثب الطويل بالنسبة لرنان، حيث ان اليسا قادرة على اداء حركات الجمباز بمهارة عالية، وقد اختبرها المدرب وادت عرضا أمامه.

 

ولكنها لفتت الى ان القائمين على مركز المنار للتنمية الفكرية التابع لمركز تاهيل المعاقين حاولوا اقناعها ان المعاقين عقليا لا قدرة لهم على التدرب على الجمباز واتقانه. وتساءلت باستغراب في هذا الصدد "أليس ما تقوم به أليسا ابنتي هو الجمباز".

 

وأثنت الأم على سلوك ابنتيها في البيت قائلة انهما متعاونتان وتشاركان في اعمال المنزل، وتمضيان اوقات الفراغ في الرسم والتلوين.

 

اما المدرب في مركز تاهيل المعاقين  الرصيفة احمد راضي، فقد بين ان الجمباز يحتاج الى أجهزة مكلفة لا تتوفر حاليا في مراكز التنمية الاجتماعية او في اتحاد رياضة المعوقين.

 

وفي ما يتعلق برنان، أوضح راضي ان بامكانها مواصلة تدريبها في الاتحاد بعد تخرجها من المركز، غير أنها ستكون بحاجة الى مرافق في الذهاب والعودة، وهو الامر الذي كان والدها اشار الى صعوبة توفيره.

 

واشار الى انه يصطحب اطفال المركز مرة اسبوعيا الى الاتحاد في عمان من اجل صقل مهاراتهم الرياضية وتحضيرهم للمسابقات الدولية.

 

وقال ان الاتحاد يتكفل بجميع مستلزمات المشاركين في المسابقات ولكن ليس في مقدوره دفع مكافآت للفائزين، مضيفا ان الدول الي تستضيف الالومبياد تكتفي بمنح الفائزين ميداليات.

 

ووصف راضي حادثة حجز جواز سفر رنان بانها "تصرف فردي من احد الموظفين في الاتحاد ولا يعكس الا وجهة نظر من قام بهذا التصرف، وربما اضطر الى ذلك لان ملابس الرياضة هي عهدة على الاتحاد وليست مستهلكات".