دعوات لضبط وتنظيم مهنة تأجير الخيول بالزرقاء

دعوات لضبط وتنظيم مهنة تأجير الخيول بالزرقاء
الرابط المختصر

دعا مواطنون الى ضبط وتنظيم مهنة تاجير الخيول في الزرقاء، في ظل تكرار حوادث السقوط عنها، والتي يكون ضحاياها من الاطفال عادة، وتنجم عن عدم تاهيل الخيول وكذلك العاملين في هذه المهنة.

وتنشط مهنة تاجير الخيول في الحدائق العامة والساحات المفتوحة في المحافظة، وهي تشهد اقبالا من الاطفال الذين يدفع الواحد منهم ما معدله نصف دينار مقابل نزهة قصيرة قد لا تتعدى الخمس دقائق.

وترتفع تكلفة النزهة بالنسبة الى الكبار لتصل الى دينار في المعدل، وربما تطول مدتها الى عشر دقائق.

وسائسو الخيل هم عادة شبان تحت سن الثامنة عشرة ويفتقرون الى التاهيل والخبرة، في حين ان اكثر الخيول غير مزودة بسروج خاصة بالاطفال تضمن ثباتهم، وهو ما يجعلهم عرضة للسقوط اذا جفل الحصان او زاد سرعته بصورة مفاجئة.

وقد ردد عدد من المواطنين حكايات عن حوادث سقوط وقعت بالفعل، وادت الى اصابات متفاوتة الخطورة لبعض ركاب تلك الخيول.

محمود، شاب فضل عدم نشر اسمه، قال انه سقط عن حصان قبل نحو عامين واصيب بارتجاج في المخ.

واللافت في قصة محمود هو ان الحادث وقع في بدايات عمله كسائس، وهي الوظيفة التي قبلها بدافع ولعه بامتطائها.

وقال الشاب "كنت معتادا على استئجار الخيل، وأقنعني صاحب حصان بالعمل معه وتولي تأجيره للاطفال، وذات  يوم انزلقت احدى قوائمه وانا امتطيه في الشارع فسقطت على رأسي، وتبين في المستشفى انني اصبت بارتجاج في المخ بنسبة 12 بالمئة".

واقر محمود بانه هو وحده من يتحمل مسؤولية ما حصل لانه قبل العمل في مهنة لا يتقنها.

كما أكد انه ليس الوحيد الذي تعرض لحادث، بل هناك اخرون غيره، وروى قصة طفل سقط عن حصان "غير مروض" في عيد الاضحى الماضي واصيب بكسر في الجمحمة.

واوضح ان الحصان في تلك الحادثة كان يسير في احدى الساحات الترابية التي تجاورها بعض البيوت و"خرجت سيارة بشكل مفاجيء من كراج احد المنازل، فجفل وقفز فوق السيارة، ما ادى الى سقوط الطفل الذي كان على ظهره".

وقال ان الطفل اصيب "بكسر في الجمجمة" مضيفا ان "صاحب الحصان لم يعترف" بمسؤوليته عن الحادث وغادر المكان وكأن شيئا لم يحصل.

ودعا محمود الاهالي الى منع ابنائهم من ركوب الخيل لان اصحابها لا يضمنون سلامة من يركبها "ولا يتحملون مسؤولية من يسقط عنها"، كما طالب الجهات المعنية بضبط مهنة تاجير الخيول وتخصيص ساحات تكون مهيأة لممارستها.

ولفت ايضا الى ضرورة مراقبة الخيول من الناحية الصحية حتى لا تنقل الامراض الى من يحتكون بها، مشيرا الى اصابة صديق له بعدوى الانفلونزا من احد الاحصنة.

من جهته، نفى شاب يعمل على تاجير حصان في احد الساحات وجود اية مخاطر صحية قد يشكلها الحصان على الزبائن.

وقال الشاب الذي وافق على التحدث بعد تردد خشية "قطع رزقه" او ملاحقته من قبل السلطات ان "الخيل يأخذ مطعومه وانا اعرضه باستمرار على طبيب بيطري في عمان، وأحممه وأغسله، وهو نظيف ماشاء لله عليه".

ولكنه اقر بوقوع حوادث للاطفال، مبينا انها تحصل نتيجة سير الحصان على اسفلت الشوارع وليس في ساحات ترابية تناسب حوافره وتكون اكثر امانا.

ويعمل هذا الشاب في تاجير الخيل منذ 15 عاما، ومهنته في الاصل هي الحدادة التي قرر تركها على ما يبدو تحت اغراء مهنته الحالية التي تدر عليها ربحا اكثر ولا تتطلب الكثير من الجهد.

وحسبما يخبرنا، فهو يتقاضى ربع دينار عن النزهة الواحدة للاطفال، ونصف دينار للكبار، وتصل حصيلة عمله الى نحو 12 دينارا يوميا.

لكن فتى اخر يعمل سائسا لحساب صاحب حصان، ويسكن بجوار الساحة التي يؤجر فيها حصانه، اعطى رقما اكبر، حيث كشف عن انه يجني نحو اربعين دينارا يوميا.

ويلجأ اصحاب خيول الى تشغيل اشخاص من سكان الساحات التي يؤجرون فيها الخيل، حيث ان هؤلاء تكون لديهم معرفة جيدة بمداخل ومخارج المنطقة، وهو ما يسهل فرارهم بالخيل في حال قدوم الشرطة.

وقال الفتى الذي يبلغ من العمر 16 عاما، انه تعلم ركوب الخيل منذ كان في التاسعة، وهو بالتالي يعد نفسه خبيرا ومؤهلا لهذه المهنة برغم حداثة سنه نسبيا.

واكد انه يراعي سلامة الاطفال ويحرص على ان لا يصيبهم اي مكروه، واشار الى حادثة واحدة كاد طفل يسقط خلالها عن حصانه، ولكنه تدارك الامر والتقفه قبل ان يبلغ الارض كما يقول.

وفي الوقت الذي يكتفي فيه كثيرون بنزهة او اثنتين على الحصان خلال الشهر، او ربما من العيد الى العيد، الا ان هناك شبانا اعتادوا ارتياد ساحات الخيل لركوبها بصورة يومية، ومنهم من يمضي فيها الساعات.

ومن هؤلاء الشاب زيد، وهو في السابعة عشرة من العمر، والذي اخبرنا انه يحضر لركوب الخيل لمدة قد تصل الى ساعتين يوميا، وينفق على ذلك ما يصل الى دينارين.

غير ان سائس حصان كان يستمع الى هذا الشاب سارع الى تكذيبه مؤكدا انه لم يدفع خلال هذا اليوم سوى نصف دينار.

وقال شاب اخر متباهيا ان حزام الحصان افلت منه ذات مرة فسقط على الارض، ولكن لم يحصل له شئ، ونهض وامتطى الحصان مجددا.