النشالات ينشطن في اسواق الزرقاء ويبتكرن اساليب جديدة- فيديو

-معظم ضحاياهن من النساء واصحاب محال بيع الملابس

-بعضهن يعملن في مجموعات ويتقاسمن الادوار بين من تشاغل الضحية ومن تسرقها

خرجت الزبونة من غرفة القياس في محل الملابس في الحي التجاري في الزرقاء، وقالت للبائع متأففة ان العباءتين اللتين قامت بتجربتهما لم تناسباها، ثم غادرت على عجل.

وعندما دخل لاستعادة العباءتين، تبين له ان الزبونة لم تكن سوى نشالة وانها ارتدت احداهما تحت ملابسها الفضفاضة قبل ان تغادر.

ويقول البائع اشرف الذي وقع ضحية لهذه النشالة ان تجار السوق باتوا يعانون مؤخرا من تزايد نشاط النشالات ممن يبتكرن في كل يوم اساليب احتيال جديدة تزيد من صعوبة كشفهن.

ويضيف ان النشالات ينشطن خصوصا في الازدحامات التي تترافق مع مواسم رمضان والعيد، وفي نهاية الشهر عند استلام الموظفين للرواتب.

ويؤكد اشرف انه كثيرا ما كان يشتبه في بعض الزبونات ويساوره الشك في كونهن نشالات، ولكنه لا يستطيع فعل شئ لهن خشية ان تفتري عليه احداهن بتهمة ما في سبيل الفرار بفعلتها.

ويقول موضحا ان "المعاناة تكون في ان المرأة دائما مصدقة عند الشرطة".

ويلفت اشرف الى انه طلب السماح له بتركيب كاميرات داخل المحل من اجل الحد من عمليات النشل، لكن الامن رفض.

لا تخطر ببال

ويتحدث معتصم شوكت وهو عامل في محل للملابس عن اسلوب مماثل، ويقول ان "النشالة تدعي انها زبونة وتاخذ معها خمس قطع مثلا الى غرفة القياس بحجة توفير الوقت، وهناك ترتدي واحدة تحت ملابسها ثم تخرج وتعطي الباقي للبائع".

ويضيف ان "قطع ملابس كثيرة كانت تختفي بهذه الطريقة التي لا تخطر على البال ومن الصعب اكتشافها".

ويوضح شوكت طريقة تصريف النشالات لغنائمهن ويقول ان "الملابس في السوق متشابهة، وعندما تسرق النشالة قطعة من محل فانها تتوجه الى محل اخر وتوهمه انها اشترتها من عنده وتطلب استبدالها بقطعة مماثلة ولكن بقياس مختلف".

ويتابع ان "النشالة وبحكم خبرتها في السوق تتعمد طلب قياس غير متوفر للقطعة، وعندما يكتشف البائع ان القياس غير موجود يعرض عليها استبدالها بقطعة من نوع مختلف، ولكنها ترفض، وبذلك يضطر الى ارجاعها ورد الثمن للنشالة".

وعادة يسأل البائع النشالة عن الثمن الذي دفعته في القطعة، وحتى لا يفتضح امرها اذا ما ذكرت سعرا مختلفا عما هو دارج في المحل، فهي تجيب بانها لا تذكر بدقة لانها اشترتها ضمن مجموعة اخرى من الملابسودفعت الثمن حزمة واحدة.

وهكذا فان البائع يخمن ثمن القطعة من عنده ويعطيه للنشالة، التي لا تلبث ان تعيد الكرة مع باعة اخرين كما يقول شوكت الذي يؤكد ان بعض النشالات تستطيع في يوم واحد نشل وتصريف اكثر من 12 قطعة.

وتنجح هذه الحيلة في احيان كثيرة بسبب ان المحل الواحد يعمل فيه اكثر من بائع، ويظن كل منهم ان زميله ربما يكون قد باع هذه القطعة للنشالة.

عمل جماعي

ويسرد لنا شوكت قصة عن اسلوب مبتكر في النشل كان شاهدا عليه ولكنه لم يكتب له النجاح.

ويقول ان نشالة دخلت عنده تحمل طفلا يبكي وتوسلت اليه لكي يسمح لها بارضاعه في احد زوايا المحل. وتعاطفا مع هذا الموقف الانساني فقد هيأ لها مكانا مستورا بين الملابس.

ويضيف "طبعا قمت بادارة ظهري للنشالة كما يتطلب الموقف، وفي هذه الاثناء كانت قد عبأت كيسا كبيرا بمجموعة من قطع الملابس، وعندما همت بالمغادرة انتبهت الى الكيس واكتشفت الامر".

وكثير من النشالات يعملن في مجموعات كما يبين محمد الفلاح وهو صاحب محل لبيع الملابس في الحي التجاري.

ويشرح الفلاح طريقة عملهن قائلا ان "الزبونة تقوم عادة بوضع حقيبتها على الكاونتر وتنهمك في عملية اختيار الملابس وقياسها، وفي هذه الاثناء تدخل نشالتان، حيث تقوم احداهما بمشاغلة البائع، فيما تستولي الاخرى على الحقيبة".

ويروي قصة عروس تعرضت للنشل في محله بنفس الطريقة ويقول انها "وضعت حقيبتها جانبا اثناء كانت تقوم بانتقاء جهازها، وفيما هي كذلك دخلت مجموعة بنات وسرقن حقيبتها، ولم تكتشف الامر الا عندما حان وقت دفع ثمن المشتريات".

وفي قصة اخرى، يقول الفلاح ان خمس نشالات رصدن امراة منذ لحظة خروجها من مكتب صرافة قامت بتحويل بعض الدولارات عنده الى دنانير، وعندما دخلت الى محله تبعنها مدعيات انهن زبونات، ثم قمنباحاطتها ونشلن نقودها.

وايضا لم تكتشف المرأة الامر الا حين جاء وقت دفع ثمن الملابس التي اختارتها من المحل.

وبخلاف البائع اشرف، فقد قام الفلاح بتركيب كاميرات داخل المحل وهو يؤكد انها حدت كثيرا من حوادث سرقة الزبائن.

وفي الوقت الذي تكون فيه قيمة المسروقات التي يستولي عليها النشالون متواضعة غالبا، الا ان ابو انس، وهو محاسب في محل للملابس يتحدث عن سرقة مبلغ نقدي منه يصل الى تسعة الاف دينار.

ويقول  انه جاءه شخص يشتري قميصا وكان حينها يضع بقربه كيسا فيه المبلغ الذي يخص اناسا اخرين وكان ينوي ايصاله اليهم، وفي غمرة انشغاله مع الزبائن، سرق هذا الشخص الكيس. وناشد ابو انس السارق "بالله ان يعيد النقود".

دعوة للحذر

ومن جهته، فقد دعا محمود الدحيات نائب محافظ الزرقاء التجار والمواطنين الى سرعة الابلاغ عن حوادث السرقة والى اخذ الحيطة والحذر اثناء تواجدهم وسط الازدحامات في الاسواق.

وقال الدحيات "نناشد التجار والمواطنيين تقديم شكوي في حالة السرقات الى أقرب مركز امني. وكذلك نحن نوجه نداء الى المواطنين لأخذ الحيطة والحذر والانتباه الى اشيائهم..والتعاون مع الامن العام للحد منالسرقات في الاسواق التجارية".

واكد انه سيتم متابعة "اي قضية سرقه حتى القبض علي الفاعل".

وفي ما يتعلق بتركيب الكاميرات في المحلات، فقد اوضح نائب المحافظ انه من غير المسموح بها الا في المداخل اما في غرفة القياس فهي ممنوعة.

وقال الدحيات ان "التجار ولكثرة ما تعرضوا للسرقة، فقد اصبحوا اكثر حذرا وقدرة على اكتشاف السرقات".

واجمالا، فان النشل الذي يصنف ضمن الجرائم الاحترافية يشكل تحديا كبيرا لرجال الأمن نظراً لخطورة مرتكبيه الأجرامية وعدم وجود آثار تفيد في تتبع الجاني أو التعرف عليه.

ورغم جهود رجال الامن في متابعة جرائم النشل الا ان القضاء عليها نهائيا يبدو مستعصيا نتيجة دهاء النشالين الذين تتفتق اذهانهم على الدوام بكل ما هو جديد وغير متوقع من اساليب وطرق الاحتيال.

أضف تعليقك