"المناهج الجديدة لا تراعي الفروق الفردية بين الطلبة"

"المناهج الجديدة لا تراعي الفروق الفردية بين الطلبة"
الرابط المختصر

انتقد معلمون مناهج وزارة التربية الجديدة للصفوف الثلاثة الاساسية، معتبرين انها لا تراعي الفروق الفردية بين الطلبة، وتُعنى باصحاب قدرات التعلم المتوسطة والضعيفة على حساب المتميزين.

 

واقرت الوزارة هذه المناهج مطلع شباط الماضي في اطار خطة دراسية تهدف الى معالجة الضعف في القدرة على القراءة والحساب لطلبة تلك الصفوف.

 

ولكن ما ان جرى وضعها على محك التطبيق مع بدء العام الدراسي الجديد، حتى بدأت اصوات المعلمين تتعالى مؤشرة الى ما يعتريها من عيوب وثغرات.

 

وقالت المعلمة بسمة الشرعة التي تدرس طلبة الصف الثالث منذ عشر سنوات، ان الكتب "باتت مزدحمة بالمعلومات وتتطلب وقتا اكبر لتدريسها، وبينما كان المعلم سابقا ينهي الدرس قراءة وتدريبات وغيرها في ثلاثة ايام، فقد اصبح الان يحتاج الى اسبوع".

 

واكدت الشرعة ان المناهج الجديدة "لا تراعي الفروق في القدرات بين الطالب الضعيف والطالب الذكي، وتركز فقط على الضعيف"، مضيفة ان "الطالب المتميز اصبح يشعر بالملل خلال الحصة لان محتواها دون مستوى قدراته".

 

واعتبرت ان المواد المقررة فيها لطلبة الصف الثالث كان يجب ان تكون للصف الثاني، ومواد الثاني للاول.

 

واجمالا، ترى الشرعة ان "المناهج القديمة افضل وان كان فيها بعض الصعوبة على الطلبة".

 

ومن جهة اخرى، فقد وصفت الشرعة الدورات التي عقدتها الوزارة للمعلمين من اجل تدريبهم على المناهج الجديدة، بانها "فاشلة وغير مفيدة"، مشيرة الى ان كل محاضر كان يقدم للمشاركين خلالها معلومات مختلفة عن المحاضر الاخر.

 

وبينما تقر المعلمة اسراء الزواهرة التي كانت عضوا في لجنة تغيير هذه المناهج بانها تركز بالفعل على الطلبة ذوي القدرات الضعيفة والمتوسطة، الا انها ترى ان "المعلم يقع على عاتقه اعطاء نشاطات للطلبة المتميزين لتحفيزهم".

 

واكدت الزواهرة وهي معلمة صف اول ان "المناهج مدروسة ووضعت على اسس علمية"، متوقعة ان "تسهم في حل مشكلة الضعف لدى الطلبة وخاصة في مجالي الكتابة والقراءة قبل ان يصلوا الى الصفوف العليا".

 

وفي ما يتعلق بالشكوى من الاعباء الزائدة التي ترتبها على المعلمين، فقد اعتبرت ذلك امرا طبيعيا ويواكب اقرار اية مناهج جديدة، حيث انهم يكونون مضطرين حينها الى اعداد خطط سنوية وشهرية مختلفة، وايضا الى تغيير اسلوبهم في التدريس.

 

ومن جانبها، انتقدت رئيسة المجلس التربوي نسرين الزبن تكرار تغيير المناهج، معتبرة ان "الاصل هو وضع مناهج ثابتة لا تتغير، خاصة ان هذا الامر مكلف للدولة".

 

ورات الزبن ان الخلل يكمن في من يبادرون الى وضع المناهج من دون دراسة وافية لاحتياجات الطلبة او مراعاة لضرورات مواكبة التطور، وايضا بعيدا عن المعلمين الذين يجب اشراكهم في هذه العملية.