الفوضى المرورية تفاقم ازمة المواصلات في الزرقاء

الرابط المختصر

كشفت ازمة المواصلات الحادة التي شهدتها مدينة الزرقاء خلال رمضان وعطلة العيد عن المدى الذي وصلت اليه الفوضى المرورية في المدينة جراء سوء التخطيط وتراكم الاخطاء التنظيمية الناجمة عن القرارات الارتجالية للمسؤولين.

ويقول الاهالي ان الوضع خلال الايام العشر الاخيرة من شهر رمضان الماضي كان اشبه بالمأساة، حيث ان المئات كانوا يتكدسون لساعات احيانا في المجمعات بانتظار وصول الباصات العالقة في زحامات الشوارع.

وتشهد المدينة عادة ازمات مرورية خانقة في ساعات الذروة الصباحية والمسائية، وخاصة في شارعي الملك طلال والجيش اللذين يشكلان مسارين حيويين للباصات المتجهة الى الاحياء الجنوبية والغربية ذات الكثافة السكانية الكبيرة.

وخلال السنوات الماضية شهد هذان الشارعان تغييرات متلاحقة في تحويلاتهما ومداخلهما ومخارجهما، كان الهدف منها تخفيف الازدحامات، لكنها جاءت بنتائح عكسية وفاقمت المشكلة بدل ان تحلها.

وكمثال، فقد جرى اغلاق الفتحة التي كانت موجودة قبالة المستشفى العسكري في شارع الجيش، الامر الذي اجبر السيارات والباصات على الوصول الى دوار ميدان الجيش المزدحم اصلا.

ويؤكد سليم وهو سائق باص على خط حي الزواهرة ان قرار اغلاق هذه الفتحة قبل سنتين "ادى الى تفاقم الازمة".

ويضيف جازما ان "السبب وراء الازمة في الزرقاء هي التحويلات التي تؤثر سلبا على حركة السير".

ولعل طلاب الجامعات هم الاشد معاناة من ازمة المواصلات، وقد تعالت شكاواهم في رمضان من النقص الشديد في اعداد الباصات التي توصلهم الى جامعاتهم..

وتقول طالبة جامعية ان "الازمة اثرت كثيرا علينا، وجعلتنا نصل متأخرين عن المحاضرات والامتحانات".

ومن جهتها، تقول احدى المواطنات التي بدت يائسة من امكان انتهاء الازمة "صحيح ان هناك مشكلة مواصلات كبيرة في المحافظة بل انها ازمة خانقة, الا ان المواطنين وانا واحدة منهم اعتدنا عليها".

وكان بعض المواطنين قد عزوا تفاقم الازمة خلال رمضان الى استخدام الباصات من قبل الشركات في رحلات العمرة والتي تكون في اوجها في العشر الاواخر من الشهر.

لكن محمد عيسى وهو سائق باص استبعد ذلك، واعتبر تصاعد الازمة في هذا الوقت من السنة امرا طبيعيا.

وقال عيسى "بطبيعة الحال في العشر الاواخر يكون هناك ازمة في المواصلات بشكل عام ويؤثر ذلك على المواطنين وحتى حركة السير في المحافظة تتأثر، ولكن السبب ليس استخدام الباصات العمومي في رحلات العمرة".

وايد ماهر ابو عوض وهو صاحب شركة حج وعمرة ما ذهب اليه عيسى، وقال ان "عدد المعتمرين في رمضان لهذه السنة لم يتجاوز خمسة الاف، وهو اقل من الاعوام السابقة، والباصات التي توجهت للعمرة في العشر الاواخر لم تتعد الخمسين".

ومن حهتها ايضا، فقد اكدت هيئة تنظيم قطاع النقل انها لم تسمح للباصات العاملة في المحافظات بالتوجه الى العمرة حتى لا يتسبب ذلك في ازمة مواصلات داخلية.

وقال مدير الهيئة ناصر العبداللات انه تم "منع  وسائط النقل العموميه التي تعمل داخل المملكة من نقل المعتمرين والذهاب الى الديار المقدسة لكي تبقي علي خطوطها وتعمل على تامين المواطنين وسد حاجتهم لخدمة النقل العام".

واضاف ان نقل المعتمرين "اقتصر علي الشركات السياحة والنقل الدولي وشركات تاجير الحافلات المخصصة لهذه الغاية".