الطلبة يهجرون مكتبات المدارس في الزرقاء
تحولت مكتبات المدارس الحكومية في الزرقاء الى قاعات مهجورة في ظل الثورة الرقمية المتجسدة في الانترنت، فضلا عن الحجم الكبير للمنهاج الدراسي الذي تؤكد طالبات ومعلمات انه لا يترك متسعا من الوقت امام الطلبة من اجل المطالعة.
وتقول عائشة العموش أمينة المكتبة في مدرسة أم الدرداء الثانوية للبنات "عندما نسأل الطالبات عن سبب عزوفهن عن المكتبة فانهن يجبن بان السبب الاول هو المنهاج الكبير الذي لا يترك لهن وقتا للقراءة، والثاني وجود الانترنت".
وتؤكد العموش ان "قلة إقبال الطالبات على المكتبة مشكلة تعاني منها كل المدارس".
وهناك 651 مدرسة في محافظة الزرقاء يرتادها نحو 245 الف طالب وطالبة، ومن المفترض ان تكون في كل منها مكتبة مخصصة للطلبة من اجل توسيع مداركهم ومهاراتهم في البحث.
ويؤكد الكثير من طلبة المدارس الحكومية ان المكتبات في مدارسهم غير مزودة بالشكل المناسب بالانترنت والحواسيب.
وتقول العموش ان "إقبال الطالبات على المكتبات في الوقت الحاضر قل، ولكن هناك طالبات لا زلن يبدين اهتماما بالكتب ويرتدن المكتبة، في حين ان اخريات يفضلن الانترنت لأنه أسرع".
وتضيف ان المدرسة تقوم باستمرار بتشجيع الطالبات على ارتياد المكتبة وتضع كل جديد على مجلة الحائط الموجودة فيها.
ومن جهتها، تقول الطالبة الهام الحواري التي لا تزال تواظب على مكتبة المدرسة من منطلق هوايتها للمطالعة "اشعر ان المكتبة امر اساسي يجب ان يكون موجودا سواء في المدرسة أو البيت".
وتضيف ان المكتبة ضرورية حتى يثقف الشخص نفسه ويصبح مطلعا على التطورات العلمية والثقافية في عصرنا الحالي.
وتفضل الهام وهي في المرحلة الثانوية المطالعة من الكتب وتمضي في ذلك ساعات طويلة بعكس القراءة من الانترنت التي تصفها بانها مملة الى جانب ان لها اضرارا صحية خاصة على العين.
وتقول "اشعر بلذة القراءة من الكتاب بخلاف الانترنت" مؤكدة ان "الكتب تساعد اكثر على الحفظ والاستيعاب والكتابة الإملائية بشكل صحيح".
أما الطالبة أسماء حسن وهي أيضا في المرحلة الثانوية، فتعبر عن وجهة نظر مغايرة حيث تقول انه في عصرنا لا يوجد اكثر من 20% ممن يفضلون الكتب، اما البقية فيعتبرون الانترنت اهم.
وتشير اسماء الى ان ادارة المدرسة والمكتبة لا تقوم بجهد يذكر من اجل تشجيع الطالبات على المطالعة.
وتقول "لا توجد عندنا حصة للمكتبة، وإذا صدف وان كانت هناك معلمة تريد من البنات ان يثقفن انفسهن فهي تحثهن على التوجه الى المكتبة، ولا اذكر ان هذا حصل معي سوى مرة واحدة عندما كنت في الصف السابع".
وكانت جلسة حوارية لاكاديميين وخبراء تربويين خلصت الى ان المكتبات المدرسية الحكومية غير مفعلة ولا تؤدي الغرض المطلوب منها.
كما اكدت الجلسة التي انعقدت قبل ثلاث سنوات أن ضعف ارتياد الطلبة للمكتبات المدرسية يعود إلى قلة وعي الطالب بأهمية الكتاب وغياب الإرشاد والتوجيه، فضلا عن التحديات التي تفرضها الثورة التقنية ومتطلبات استخدامها.