التعاطف مع السوريين يتحول الى تبرم مع تزايد اعدادهم في الزرقاء
استقبلت الزرقاء اللاجئين السوريين بتعاطف كبير مع بداية توافدهم اليها، لكن هذا التعاطف لم يلبث ان تراجع ليحل محله التبرم مع تزايد اعدادهم واستنزافهم لمقدرات المحافظة وبناها التحتية.
ويتجاوز عدد اللاجئين السوريين المنتشرين في انحاء المحافظة الخمسين الفا، بحسب ارقام مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين.
لكن منسق هيئة شباب كلنا الاردن في الزرقاء عبد الرحيم الزواهرة، يشير الى ان العدد الحقيقي اكبر بكثير، وذلك في ظل وجود لاجئين يحجمون عن التسجيل لدى المفوضية "لوجود بعض التحفظات لديهم" ودون ان يوضح طبيعة هذه التحفظات.
على انه اشار الى ان غالبية اللاجئين يقومون بالتسجيل بهدف الاستفادة من المساعدات التي تقدمها المفوضية.
ويؤكد الزواهرة ان توافد السوريين على الزرقاء باعداد كبيرة كانت له تداعيات اقتصادية واجتماعية واضحة على الوضع العام في المحافظة.
واوضح ان التداعيات تتجلى في استنزاف البنية التحتية من ماء وكهرباء وغيرها اضافة الى الضغط على قطاعات التعليم والصحة.
كما اشار الى تاثر العديد من القطاعات الاقتصادية وابرزها قطاع العقار حيث ادت زيادة الطلب الى رفع ايجارات واسعار الشقق الى مستويات غير مسبوقة.
ويقول متابعون ان ايجارات الشقق ارتفعت بنسبة تزيد على 50 بالمئة في مختلف انحاء الزرقاء بعد توافد اللاجئين السوريين، وانها مرشحة لمزيد من الارتفاع.
وقال الزواهرة ان الكثير من الاسر الاردنية التي تعاني اوضاعا اقتصادية صعبة، قد تضررت بشدة جراء هذا الارتفاع، وبحيث لم يعد في مقدور الكثير منها العثور على مسكن بسعر او ايجار معقول.
ويبدي المواطن ابو بشير الذي التقيناه في احد شوارع الحي التجاري في مدينة الزرقاء مشاعر استياء كبيرة بسبب ما آلت اليه الامور في كافة مناحي الحياة في المدينة بعد قدوم اللاجئين السوريين.
ويقول "المدارس الحكومية اصبحت متخمة، والخاصة ارتفعت اقساطها بشكل جنوني، وكذلك ارتفعت اسعار الشقق".
ويضيف "بات الواحد منا يشعر وهو يتجول في السوق كما لو انه في دمشق فالبائع سوري وكذلك الخباز والحداد والميكانيكي وعامل الدهان والبليط والطيان واصحاب محلات المعجنات واﻻلبسه واصحاب مصانع اﻻلبان".
وتشير المواطنة ام مسعود من جهتها الى مزاحمة العمالة السورية للعمالة المحلية، بل وايضا الوافدة من الدول الاخرى على فرص العمل الشيحة في المحافظة.
وتقول "اصبح اصحاب العمل يرفضون العمال من ابناء البلد ويفضلون عليهم السوريين لانهم يقبلون برواتب قليلة لا يمكن ان يرضى بها العامل المحلي".
ويقبل اللاجئون السوريون بالاجور المتدنية بسبب ظروفهم الاقتصادية الصعبة وقلة المساعدات التي يحصلون عليها من الجمعيات والهيئات الاغاثية المحلية والدولية على حد قولهم.
ومن هؤلاء اللاجئ ابو محمد الذي كان يقف امام احدى الجمعيات الخيرية بانتظار الحصول على مساعدة منها، والذي قال ان بيته الذي يستاجره بمبلغ كبير يفتقر الى ابسط الاحتياجات الاساسية.
واضاف ان المساعدات التي يحصل عليها "غير كافية، والاطفال والنساء بحاجة الى اشياء اساسية: حليب وملابس واغذية وغيرها".
وبدوره ايضا، يشكو لاجئ اخر هو ابو وليد من قلة المساعدات التي يحصلون عليها من الجمعيات الخيرية.
ويقول "الوضع صعب، وفي حال حصل احدنا على عملا فان الاجر الذي يتقاضاه لا يكفي لسد الحاجة".
وتصف اللاجئة ام سمير الاوضاع التي تعيشها مع اسرتها بانها "سيئة للغاية" بسبب قلة المساعدات وارتفاع ايجارات المساكن.
وتقول ان البيت الذي تقيم فيه لا تتوفر فيه اسطوانة غاز للطهي، وانها تضطر الى استعارة اسطوانة جارتها كلما ارادت اعداد الطعام.
وتوجد العديد من الجهات والهيئات الخيرية التي تقدم مساعدات للاجئين السوريين في الزرقاء، وتقف في مقدمتها هيئة شباب كلنا الاردن، والتي تقدم تلك المساعدات بالتعاون مع الهيئة الخيرية الهاشمية.
ويقول الزواهرة منسق الهيئة في الزرقاء "تقوم بتقديم المساعدات باختلاف أنواعها على اللاجئين السوريين مثل طرود المواد التي تكفي الاسرة لمدة شهرين، اضافة الى مواد تنظيف وملابس واغطية وحفاظات أطفال".
واضاف ان "الهيئة تقوم بالتعاون مع مؤسسة انقاذ الطفل ومفوضية اللاجئين بتقديم المساعدات عن طريق كوبونات يتم صرفها لهم شهريا"، مشير الى انه تم صرف 4000 كوبون خلال الشهر الماضي.
واكد ان هناك استمرارية في تقديم المساعدات للسوريين من قبل بعض الجهات سواء اكانت من القطاع الخاص أو الجهات المانحة، وتقدم ن طريق الهيئة الخيرية الهاشمية وبموجب كشوفات واسماء حسب اولويات التسجيل.
ومن الجمعيات التي تقدم المساعدات للاجئين السوريين في الزرقاء "جمعية الخير لرعاية الايتام"، والتي يتسجل لديها نحو خمسة الاف لاجئ.
وتقول المسؤولة في الجمعية سهام العمري ان المساعدات تقدم من خلال الهلال الاحمر الاماراتي، وهي تتنوع بين اغطية وملابس وفوط اطفال ومواد غذائية.
والى جانب المساعدات النقدية والعينية، فان هناك جمعيات وهيئات خيرية تعمل على تقديم خدمات رفع الوعي والدعم النفسي والصحة الانجابية، مثل جمعية خولة بنت الازور.
وتقول عائشة عبدالعزيز المسؤولة في الجمعية انهم يقدمون خدماتهم لنحو 1000 اسرة لاجئة مسجلة لديهم، وذلك بالتعاون مع مؤسسة نور الحسين ولجنة الاغاثة الطبية.
وهناك ايضا مركز بيت الكل الذي تدعمه وتموله الهيئة الطبية الدولية، ويقدم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي والتعليمي المجانية لافراد المجتمع المحلي واللاجئين.