عمان – ايهاب مجاهد – مضمون جديد
لا يعقد المهندس هايل مشربش الكثير من الامال على المؤتمر الدولي للطاقة الذي تستضيفه عمان ويتناول مواضيع تتعلق بالطاقة البديلة في ترجمة مشاريع الطاقة البديلة، ومن بينها مشروعه الذي يعتمد على استخدام الطاقة الشمسية في التكييف والتبريد.
المهندس مشربش عانا كثيرا من الروتين الذي واجهه مشروعه في الوزارات والمؤسسات المعنية والتي لم تبد اي اهتمام به رغم انها هي ذاتها المؤسسات التي ارسلت العشرات من مندوبيها للمشاركة في المؤتمر الذي يعقد تحت رعاية رسمية رفيعة المستوى.
المهندس مشربش يعد حقائبه للعودة الى سويسرا التي قدم من خلالها الاتحاد الاوروبي دعما بقيمة 50 الف يورو لمشروعه الذي يسهم في خفيض كلفة الطاقة المستهلكة شهريا بحوالي %50 مقارنة مع النظام التقليدي المستخدم في انظمة التكييف والتبريد.
ويأتي مناخ "الإحباط" الذي يراه مشربش في الوقت الذي يشعر فيه المراقب للمؤتمر الذي تستضيفه نقابة المهندسين بالتفاؤل، خاصة بالنظر الى توصيات المؤتمر الذي يتناول في بعض جلساته مواضيع الطاقة البديلة من خلال خبراء دوليين في نقل تجارب الدول المتقدمة في استخدام الطاقة البديلة واحلالها محليا للتخفيف من فاتورة الطاقة.
في الحقيقة جميع التوصيات التي خرجت بها المؤتمرات السابقة المشابهة لم تجد النور بعد ان بقيت حبيسة الادراج.
ولكن لم يقطع مشربش حبل الأمل نهائيا فهو يأمل بعد ان همّشته وزارة الطاقة أن يحظى مشروعه بدعم من احدى المؤسسات المعنية بالطاقة البديلة والبيئة في الاتحاد الاوروبي في اقامة معرض للترويج لمشروعه الاخضر في عمان.
يقول لـ "مضمون جديد" كانت بداية المشروع عندما تعطل البويلر في بيتي خلال يوم مثلج وبرودة شديدة، في فصل الشتاء القارص في بداية عام 1992، حيث الأمطار الغزيرة والسبع ثلجات الشهيرة، فاضطررنا ألى استعمال الصوبات للتدفئة، خاصة وان أولادي كانوا لا يزالون صغارا.
ويضيف، "عندها بدأت التفكير باستعمال احد مصادر الطاقة المتجددة للتدفئة، لأنني أعتقد بأنها طاقة المستقبل، فدرست أنواع الطاقة المتجددة، وتوصلت الى أن طاقة الرياح هي الأفضل من حيث الجدوى الاقتصادية، الا أن لها محددات لاستعمالها، خاصة من حيث الحد الأدنى لسرعة الرياح اللازمة لأنتاج الطاقة الكهربائية، والتي لا تتوفر الا في المناطق المرتفعة فقط، اضافة الى اشكالية تثبيت الأبراج المرتفعة وغيرها، فكان الاحتمال الآخر (والجدير بالدراسة) هو الطاقة الشمسية".
ووفق مشربش، يمكن استعمال "الخلايا" الشمسية لانتاج الطاقة الكهربائية للتدفئة، إلا أن كلفتها لا تزال مرتفعة مقارنة بكلفة الطاقة الكهربائية المنتجة بالطرق التقليدية بواسطة حرق البترول، فاذا ما أضفنا الى ذلك كلفة أجهزة التدفئة، فستكون الكلفة النهائية مرتفعة لذلك لجأت الى استعمال الطاقة الشمسية (مباشرة) لتسخين ماء التدفئة، الا أن الالواح الشمسية وحتى الأنابيب الزجاجية المفرغة من الهواء، ذات الكفاءة الأعلى، لا تستطيع رفع حرارة المياة الى الدرجة المناسبة للتدفئة في فصل الشتاء، حتى لو تم استعمال الأنابيب النحاسية داخل الأنابيب الزجاجية.
هنا اضطر المخترع الاردني الى استعمال جهاز حديث نسبيا لانتاج الحرارة التي تناسب تدفئة وتبريد الأبنية بكافة أنواعها، اضافة الى تزويد المصانع بالمياة الساخنة أيضا، مشيرا الى أن هذا النظام الشمسي يمكن استعمالة أيضا في تدفئة مياة برك السباحة الصغيرة والمتوسط والكبيرة وبكفاءة عالية.
ويساعد المشروع الجديد للتدفئة والتكييف في الأبنية – استنادا الى تأكيدات مشربش - باستعمال الطاقة الشمسية في حل مشكلة الشكوى والمعاناة من روائح وأوساخ البويلرات وخزانات الديزل ودخان المداخن في نظام التدفئة المركزية الموجودة حاليا في بيوتنا ومكاتبا ومصانعنا، و ذلك باحداث نقلة نوعية ، ليس فقط للتدفئة بل وللتكييف ايضا، من خلال استبدالهم بنظام الطاقة الشمسية، ومن دون الحاجة الى تكسير البلاط، وبكلفة قد تكون مقبولة لغالبية المواطنين الذين يملكون التدفئة المركزية، مع تخفيض كلفة الطاقة المستهلكة شهريا بحوالي %50 مقارنة مع النظام التقليدي.
كما ان أن نفس الأجهزة التي سوف تستعمل للتدفئة شتاء سيتم استعمالها للتبريد صيفا، وذلك بعملية عكسية للتدفئة، فينتج لدينا تبريدا بدلا من التدفئة، وعليه ستكون الكلفة الأولية للتدفئة والتبريد اقتصادية، ولا يحتاج التحويل من التدفئة الى التبريد أو العكس وقتا طويلا، ويمكن عمل ذلك خلال فترة الصيانة الدورية، كما يقول المهندس الاردني.
ولكن مشربش تكتم على الجديد في اختراعه مكتفيا بالقول لا نستطيع الكلام حولها الا بعد تسجيلها رسميا كملكية فكرية، حيث أمضيت سنين طويلة في الدراسة والبحث والتطوير في هذا الموضوع.
ولكن حتى تلك البراءة لم تجد اذانا صاغية في الاردن ودول الخليج. يقول: قدمت مشروعي الى أكثر من جهة علمية في الأردن وبعض دول الخليج العربي، ولكن لم أتلق اجابات مقنعة، بينما كانت أجابات البعض سلبية.
في حين قدم المهندس الاردني الاختراع الى المؤتمر العلمي العالمي الذي يجمع ما بين دافوس في سويسرا وناجويا في اليابان بواسطة الاتصال الفيديوي، فلقي الاهتمام الذي يستحق.
يقول ما ان عرضته عليهم حتى طلبوا مني المجيس وتكفلوا بمصاريف زيارتي الى سويسرا، وساعدوني في الحصول على الفيزا السويسرية، (التي تتطلب اسبوعين)، خلال يومين فقط، وهناك قدمت محاضرة في المؤتمر ودار نقاش علمي مفيد حول هذا المشروع وذلك بتاريخ 14 أيلول 2009.
ولم ينكر مشربش محاولة نقابة المهندسين مساعدته من خلال مبلغ مالي متواضع (300) دينار للترويج لمشروعه، معربا عن امله بان تجد توصيات مؤتمر الطاقة طريقها للتنفيذ حتى يتمكن من تحقيق مشروعه.
ومن جانبه قال مدير الجمعية الاردنية للطاقة المتجددة محمد الطعاني ان استخدام الطاقة الشمسية في عملية التبريد سيتم ادخاله لاغراض البحث والدراسة الى المملكة في غضون شهرين.
واضاف ان استخدم الطاقة الشمسية في التكييف لايزال قيد البحث والتطوير على مستوى العالم، وانه سيتم ادخال هذه التكنولوجيا الى المملكة بالتعاون مابين الجمعية وشركاء في اسبانيا.
واوضح ان استخدامات الطاقة الشمسية في المملكة يقتصر على الخلايا الشمسية لاضاءة وخدمة المناطق النائية حيث يوجد انظمة خلايا شمسية لخدمة المواقع النائية تقوم بتوليد 750 كيلو واط من الكهرباء التي تستخدم للضخ والانارة وتشغيل بعض الاجهزة الكهربائية الضرورية، مشيرا الى ان استخدام المركزات الشمسية لتوليد الكهرباء غير موجود في المملكة.
ودعا الطعاني الى استخدام السخانات الشمسية لاغراض التدفئة خاصة وان عدد ايام الشمس في المملكة هي اكثر من 300 يوم في السنة ويمكن ان يعتمد عليها في التدفئة وتشكل عامل مساعد للبويلر المستخدم للتدفئة، مما يوفر ما نسبة 50% فما فوق من فاتورة الديزل على المواطن.
وقال ان مبنى الجمعية يعتمد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في توليد الكهرباء، وان المبنى مصمم كبناء اخضر لايسمح بالدخول المباشر لاشعة الشمس والهواء ويوفر اكثر من 70% من فاتورة الطاقة.